أبو خاروف: واشنطن مارست ما يسمى «البلطجة الدولية» الجراد: «إسرائيل» بدعم أميركا لن تلتزم أي قرار أممي جدعان: الكيان «الإسرائيلي» عنصر رئيسي في العدوان على سورية موعد: حق العودة قرار فردي وجماعي ولا يسقط بالتقادم
دمشق لورا محمود
لأنّ حق العودة هو حق تاريخي وشرعي للفلسطينيين الذين هجروا وشردوا من ديارهم عام 1948 ولمناسبة الذكرى 66 لصدور هذا القرار الصادر عن الأمم المتحدة، عقدت مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع الجبهة القومية الفلسطينة للعودة فعالية تحت شعار ملتقى القدس وحق العودة وذلك في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق بحضور مجموعة من المعنيين بالشأن الفلسطيني ومسؤولين في الجبهة الشعبية الفلسطينية ومدراء في مؤسسة القدس الدولية.
خاروف: أهمية انتصار سورية
وعن حق العودة وفلسطين الحاضرة في الفكر السوري حدثنا رئيس الجبهة الفلسطينية لحق العودة الدكتورنبيل أبو خاروف الذي أكد أن فلسطين حاضرة في العقل السوري، لأنّ من إحدى مكوناته الجوهرية هي فلسطين، فهو عقل مقاوم يسعى اليوم للدفاع عن الهوية العربية ولتأسيس مشروع مقاوم مع شركائه في المنطقة المتمثلين بقوى المقاومة اللبنانية حزب الله والقوى الفلسطينية المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ويسعى أيضاً إلى إحلال الأمن والسلام وإقامة مشروع إنساني حضاري يدفع الموت ولا ينادي به. فالولايات المتحدة كدولة كبيرة يجب أن تكون راعية للسلام وأن تؤسس لعلاقات دولية متوازنة كونها عضو في مجلس الأمن، لكنها عندما تفردت بالمسرح الدولي مارست ما يسمى «بالبلطجة الدولية» وقامت باختراق سيادات الدول.
وفي منطقتنا العربية، معروف أن هذا المشروع الصهيوني الاستعماري هو مشروع وظيفي أوجد أساساً لكي يمنع قيام أية وحدة عربية أو قيام أية استراتيجية تكاملية بين الأقطار العربية، في وقت تقدم فيه أميركا الدعم والخدمات اللوجستية للمشروع الاستعماري الذي لن يتوقف أبداً. وأضاف أن القائد الخالد حافظ الأسد لعب دوراً في بلورة وعي عربي مقاوم واليوم الرئيس بشار الأسد يواجه مشروعاً استعمارياً إمبريالياً يسعى إلى تكريس «إسرائيل» كحالة سياسية وعسكرية، ولتحطيم وتدمير أي عمل عربي مشترك ولتحويل المنطقة العربية لحديقة خلفية ليس للولايات المتحدة فحسب بل للكيان الصهيوني، وجعل الكيان الصهيوني يقود محور شرق أوسط جديد. لذلك، فإن الحديث عن شرق أوسط يعني إسقاط فكرة الهوية القومية والوطنية العربية، وبالتالي فإن انتصار سورية سيوقف فكرة الشرق الأوسط الجديد، وسيعزز فكرة الهوية العربية فهم يحاولون خلق شرق أوسط جديد يكون على أنقاض العالم العربي، لذلك طرحوا ما سمي الفوضى الخلاقة وهي وصفة تدميرية ومذبحة سياسية وإنسانية مفتوحة لتدمير الواقع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للعالم العربي وإعادة بناء وتركيب هذه الكيانات الوطنية وتحويلها إلى كيانات صغيرة مذهبية وطائفية.
وعن دعم «إسرائيل» للجماعات المسلحة في سورية، قال أبو خاروف: «الكيان الصهيوني لا يخفي دعمه للعصابات الإرهابية والجماعات التكفيرية بل هو صانع وممول لها من تضميد جروح الإرهابيين وحتى رسم الاستراتيجيات الكبرى، وأعتقد أن هذا المشروع عزز من وحدة ووعي المجتمع السوري والعربي أيضاً.
وأكد أن هذا المشروع الاستعماري المسمى «إسرائيل» مشروع محكوم بالموت لأنه لا ينتمي لا للهوية ولا للجغرافيا لذلك سينهزم في فلسطين وسينهزم في سورية وأيضاً في العراق لذا نحن أمام تحدّ وجودي وثقافي وسياسي وعسكري.
وقال أبو خاروف: «إن هناك تغييراً في المزاج الدولي خصوصاً بعد الانتصارات التي يحرزها الجيش السوري الذي وقف في وجه العنجهية الأميركية ومحاولة التفرد بقيادة المجتمع الدولي».
الجراد: سيادة الدول العادلة
وعن أهمية هذا الملتقى ودور المؤسسة في إحياء الذاكرة العربية حول القضية الفلسطينية في ظل محاولات البعض جعلها قصية ثانوية قال المدير العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور سفير أحمد الجراد: «لا شك في أن مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع المؤسسة المركزية في لبنان وفروعها الثلاثة عشر في الدول العربية والإسلامية، تعنى برصد الأحداث على الساحة الفلسطينية، سواء كانت أحداثاً سياسية أو اقتصادية أو فكرية. ومؤسسة القدس الدولية في سورية كان لها سبق الريادة في هذا الشأن إضافة إلى إقامة العديد من الندوات والدوريات وإصدار مجلة متخصصة بالشأن المقدسي تحت عنوان زهرة المدائن .
وأكد الدكتور سفير الجراد أن الاحتكام إلى القوانين الدولية بالتجربة العملية كان بعيداً كل البعد عن التوازن المعرفي والمنطقي وبالتالي العدل، ونحن نقول إن الشعوب هي القادرة على أن تحصل على سيادتها بالطرق العادلة، وأضاف أنه طالما هناك من يدعم «إسرائيل» كأميركا وحلفائها لن تلتزم «إسرائيل» أي قرار أممي.
الجدعان: عقد الملتقى رسالة
وتحدث إلى «البناء» رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية السيد باسل الجدعان، قائلاً: «القضية الفلسطينة حاضرة في العقل والوجدان السوري، والسوريون قد وصلوا إلى قناعة أن كل ما يحصل في سورية هو لتشتيت بوصلتها وإلهائها عن أداء دورها الوطني والقومي في تحرير فلسطين، فعقد هذا الملتقى في دمشق في هذه الظروف يعتبر بمثابة رسالة وهي أن القضية الفلسطينية القضية الأساسية في سورية ومهما كانت الجراح السورية عميقة والوضع صعب، إلا أن تفاءلنا لأننا على حق هو ما يدفعنا إلى الاستمرار ويعطينا الأمل واليقين بتحرير فلسطين.
وعن الاعتداء «الإسرائيلي» الأخيرعلى سورية، ذكر جدعان أن سورية قادرة على امتصاص عدوان كهذا فهو يعتبر من جملة الاعتداءات «الإسرائيلية» منذ تأسيسها، فعصاباتها الإرهابية كانت تقتل وتدمر وتهجر، وهذا ليس غريباً عنها لكن توقيت هذا الاعتداء يعطي مؤشرات ودلائل على أن دولة الكيان «الإسرائيلي» عنصر فاعل ورئيسي في الحرب على سورية.
وأكد جدعان أن تقرير الأمم المتحدة الأخير تحدث عن الدعم المكشوف والصريح من قبل «إسرائيل» للجماعات المسلحة، وسورية على رغم ما تعيشه اليوم من مؤامرة إلا أنها قوية وستسعى دائماً نحو تحرير كل شبر من فلسطين بدعمها المستمر للمقاومة وتثبيت الحق الفلسطيني.
موعد: دمشق قلب العروبة
وعن خصوصية انعقاد هذا الملتقى في دمشق، قال القاضي والمستشار والباحث في الشأن الفلسطيني الدكتور رشيد موعد: «إن ملتقى القدس وحق العودة يعقد في دمشق لأنها قلب العروبة النابض، وقد عقد سابقاً ملتقيان، أحدهما ملتقى الجاليات العربية الفلسطينية في أوروبا الذي عقد في دمشق وفاء للمقاومة ولسورية. وأكد موعد أن حق العودة قرار فردي وجماعي ولا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن وسنعود بموجب هذا القرار عاجلاً أم آجلاً. فقد جرى تأكيد تنفيذ هذا القرار 41 مرة من قبل هيئة الأمم المتحدة ولن تنفذه «إسرائيل»، فالقانون الدولي يغيب حينما تحضر القضية الفلسطينية ويحضر حينما تغيب هذه القضية لكن «إسرائيل» ستزول عاجلاً أم آجلاً لأنها جسم غريب في جسم سليم وحتمية التاريخ تقضي بزوالها.
يذكر أن برنامج الملتقى طرح محاور عدة، أولها المنظمات الصهيونية ودراسة أبرز المنظمات الصهيونية الداعية لتقويض القدس. والمحور الثاني، تحدث عن حق العودة وتفعيل قرارات الأمم المتحدة. أما المحور الثالث، فتحدث عن حق العودة في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير والمشروع السياسي الفلسطيني وأسباب تغييب حق العودة وآليات تفعيله.
والمحور الأخير، تحدث عن مشروع يهودية الدولة وتحالف قوى الإرهاب الإقليمي والدولي لتكريس يهودية الدولة وعرض فيلم وثائقي بعنوان «رسالة من الأراضي المحتلة» يصور الممارسات الوحشية «الإسرائيلية» بحق الأهالي وصمود الشعب العربي الفلسطيني وتمسكه بأرضه والقرارات الدولية التي تؤكد حق العودة.
ولابد أن نذكر أن القرار 194 الذي صدر عن الجمعـية العامـة للأمم المتحدة يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وبيوتهم، ولم يطبق هذا القرار نتيجة تخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي والدول الغربية وبعض الأنظمة العربية، ويذكر أن هذا القرار كان قـد صدر قبل نحو ستة أشهر من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قبول «إسرائيل» عضواً في الأمم المتحدة من عام 1949 شريطة التزامها ميثاق الأمم المتحـدة وبقرارات الهيئة الدولية.