حردان: مواجهة الإرهاب أولى الأولويات والحوارات الداخلية في دول المنطقة تحصّن وحدتها ومنعتها بوغدانوف:الإرهاب يهدّد العالم بأسره والمطلوب خطوات جادّة وفعّالة للقضاء على القائمين به
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أنّ لبنان جزء أساسي من معادلة المنطقة، وعلى الأطراف اللبنانية كافة أن تدرك أنّ التنسيق مع الدولة السورية مصلحة لبنانية أكيدة في مواجهة المخاطر الإرهابية».
وشدّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف من جهته «على أهمية الحوار الداخلي في لبنان، والتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية منفتح على الجميع»، معتبراً «أنّ استقرار المؤسسات في لبنان والحوار، عاملا تحصين لهذا البلد، يعزّزان وحدة اللبنانيين وتعاضدهم لصناعة مستقبلهم ومواجهة تحدّي الإرهاب».
كلام حردان بوغدانوف جاء خلال لقائهما أمس بحضور وفد من قيادة «القومي» ضمّ رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو وعميد الخارجية حسان صقر والعميد النائب د. مروان فارس، ونائب مدير الإدارة في وزارة الخارجية الروسية والسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسيبكي.
وجرى خلال اللقاء الذي استمرّ ساعة ونصف الساعة عرض لمجمل القضايا والملفات على صعيد المنطقة والإقليم، وكانت القراءات متوافقة والآراء متفقة إزاء المواضيع المطروحة.
وقدّم المسؤول الروسي خلال الاجتماع عرضاً للجهود التي تبذلها روسيا الاتحادية من أجل إنتاج حلول ناجعة للأزمات التي تعصف بالمنطقة، مؤكداً «أنّ أولويات المبادرة الروسية في هذا الاتجاه، تستند إلى موقف روسيا الثابت الذي يرى أنّ الحلّ في سورية هو حلّ سياسي، يتمّ من خلال الحوار الداخلي بين معظم المكوّنات السورية وبإرادة السوريين أنفسهم، وعلى قاعدة شرعية الدولة ومرجعيتها»، مؤكداً «أنّ روسيا تدفع في هذا الاتجاه وثابتة على هذا الموقف».
وشدّد بوغدانوف على «أنّ مواجهة الإرهاب والتطرف يجب أن تشكل قواسمَ مشتركة لكلّ الأطراف في البلدان التي تتعرّض للإرهاب، وكذلك بين جميع الدول، فالخطر الإرهابي لا يقتصر على بلد بعينه، بل هو تهديد للعالم بأسره. والمطلوب خطوات جادّة وفعّالة للقضاء على الإرهاب والقائمين به».
وأشار بوغدانوف إلى «أهمية الحوار الداخلي في لبنان، والتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية منفتح على الجميع، لأنّ استقرار المؤسسات في لبنان والحوار، عاملا تحصين لهذا البلد، يعزّزان وحدة اللبنانيين وتعاضدهم لصناعة مستقبلهم ومواجهة تحدّي الإرهاب».
وثمّن حردان وقيادة «القومي» بدورهما، «موقف روسيا الاتحادية الداعم لقضايا المنطقة، لا سيما الموقف الثابت في دعم قضية فلسطين، والوقوف بحزم إلى جانب سورية والعراق ولبنان في مواجهة الإرهاب والتطرف».
وأكد حردان «أنّ مواجهة الإرهاب هي أولى الأولويات، وأنّ الانخراط في هذه المواجهة هو الذي يفتح الطريق أمام الحلّ السياسي في سورية، وحين تتوفر إرادة الحوار يتحقق الحلّ السياسي».
وأشار حردان خلال اللقاء إلى أنّ الحزب القومي «يؤيد الحوار الداخلي في لبنان، ويرى فيه سبيلاً لوحدة اللبنانيين وعاملاً من عوامل تحصين البلد وتثبيت دعائم سلمه الأهلي»، مشيراً إلى «أنّ الحوار يشكل مدخلاً مطلوباً لتفاهمات ضرورية، تفضي إلى إراحة الوضع الداخلي، وتؤدّي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال: «نحن نرى أنّ الفراغ في مؤسسات الدولة، يضعف لبنان في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية في مواجهة الإرهاب والتطرف».
وشدّد حردان على «أنّ لبنان جزء أساسي من معادلة المنطقة، وعلى الأطراف اللبنانية كافة أن تدرك أنّ التنسيق مع الدولة السورية مصلحة لبنانية أكيدة في مواجهة المخاطر الإرهابية».
فرنجية
وقد استكمل بوغدانوف لقاءاته المسؤولين اللبنانيين، فزار أمس، رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي، وشارك في اللقاء نجله طوني وقبلان يمين وأنطوان مرعب ويوسف فنيانوس.
وقال بوغدانوف بعد اللقاء: «ناقشنا كلّ القضايا المطروحة ومسألة انتخاب الرئيس في لبنان، والتطورات في المنطقة ككلّ وخصوصاً الأزمة السورية، ونحن نعتمد على تقييم فرنجية ونصائحه التي نعكس بها انطباعاتنا أثناء اتصالاتنا مع الأطراف المعنية اللبنانية والعربية، في شكل عام، ونسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة مع الأفرقاء المعنيين ومع أصدقائنا في سورية ولبنان على أساس التوافق، وفي إطار الحوار الوطني الشامل، الذي يحترم المصالح والحقوق في لبنان وسورية».
وردّاً على سؤال عن مدى تجاوب الأطراف السياسية في لبنان، أجاب: «هناك تجاوب إلى حدّ معين».
وأعرب بوغدانوف عن أمله في إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، وقال: «نحن نسعى ونبذل جهوداً، وهذا الهدف الذي نأمل أن يتحقق في أسرع وقت ممكن، وهذه هي المساعي الروسية والاقتراحات الروسية والاتصالات مع الجانبين والأطراف المعنية الأخرى، وطبعاً قبل كلّ شيء مع الحكومة الشرعية في دمشق، ومع المنظمات المعارضة الوطنية». وأضاف: «نتمنى أن يلتقي الجميع، ونحن نقترح أن تكون موسكو مكاناً للقاء بين السوريين وبين ممثلين عن المنظمات المعارضة، والخطوة الثانية لقاء بين ممثلي الحكومة في دمشق وبين المنظمات المعارضة في دمشق داخل وخارج سورية، وأعتقد أنّ هناك حديثاً معمّقاً وتفصيلياً وبنّاءً، جرى مع الرئيس بشار الأسد ونأمل خيراً».
وسئل بوغدانوف عما إذا كان الغرب سينجح في إبقاء روسيا لاعباً إقليمياً وليس شريكاً دولياً، فقال: «أعتقد أنّ العالم كله يتشكل من الأقاليم، لذلك سنشارك أقله في كلّ الحلول، وهذا يعني أننا لاعب عالمي وليس إقليمياً».
الراعي
وفي الصرح البطريركي في بكركي، عرض نائب وزير الخارجية الروسي التطورات والمستجدات مع البطريرك الماروني بشارة الراعي. وأشار بوغدانوف إلى أنّ اللقاء تناول نتائج زيارة الراعي إلى موسكو ولقاءاته القيادات السياسية والروحية فيها. وقال: «اتصالنا مستمرّ مع الكنيسة المارونية هنا، ولدينا روابط روحية وتاريخية قديمة جداً بين شعبينا وبين دولتينا وبين الكنائس، وخصوصاً على مستوى الجاليات المسيحية».
وتابع بوغدانوف: «كما تناول الحديث تفصيلياً وبعمق، التطورات في المنطقة وفي لبنان في شكل خاص، وقضايا تتعلق بتعزيز الروابط والصداقة والتعاون المثمر في المجالات كافة بين روسيا ولبنان على أساس العواطف الطيبة جداً بين شعبينا، وسنستمر في هذا النهج».
وبعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، قال بوغدانوف: «بحثنا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان والتطورات في المنطقة وخصوصاً في سورية، وتمّ تبادل الآراء والنقاش حول كلّ هذه الأمور». وحضّ بوغدانوف الأفرقاء اللبنانيين على «إجراء حوار شامل يضمن مصلحة لبنان الكبرى».
اللقاء الأرثوذكسي
كما التقى بوغدانوف في مقرّ سفارة بلاده، وفداً من اللقاء الأرثوذكسي برئاسة أمينه العام النائب السابق مروان أبو فاضل الذي أعلن «أنّ اللقاء الأرثوذكسي وضع نائب وزير الخارجية الروسي في قراءته للوضع اللبناني، ولا سيما، حالة الطائفة الأرثوذكسية في لبنان والمشرق في هذا الظرف المصيري الدقيق». وقال: «نحن مرتاحون جداً للمبادئ والمواقف الروسية في مقاربة الأزمات في منطقتنا في خضم مكافحة الإرهاب على جميع الصعد».