الخبر الثقافي
سلط المخرج السوري حنا كريم عدسة الكاميرا في فيلمه الوثائقي الجديد «فرقتنا الحرب وجمعنا الحب» على قصص إنسانية اجتماعية حصلت خلال سنوات الأزمة وأظهرت العيش المشترك الذي يتميّز به المجتمع السوري الذي لم يستطع أحد اختراقه، ويقول إنه اختار في فيلمه الجديد إلقاء الضوء على الجانب الإنساني من خلال رصد قصة ثلاث عائلات نازحة استقرت في دير الكرميليت للراهبات الحبيس في حلب . ولفت إلى أنه كشف من خلال فيلمه الجديد تفاصيل قصة كل عائلة ووصولها الى الدير وانخراطها في المكان، خاصة أنهم يمكن ان يكونوا في الدير مختلفين من الناحية الفكرية والدينية.
وتحدث عن قصص أبطال فيلمه، مشيرا إلى أن العائلات الثلاث التي يرصد حياتها هي عائلة أبو محمد التي نزحت من منطقة الزربة فاستقبلتها الراهبات لتستمر حكاية لأكثر من ثلاث سنوات تنتهي بزواج ابنتهم في الدير. أما العائلة الثانية فهي عائلة موسى من منطقة منبج، فربّ العائلة هرب من بيته وكان يعمل في بستان الدير ولمّا اشتدت الحوادث انتقل مع عائلته إلى الدير. والعائلة الأخيرة هي عائلة أبو يزن النازحة من منطقة الشعار مع الأطفال والزوجة. ويعرض الفيلم لتعايش العائلات المهجرة إلى المجتمع الجديد ولمسألة قبول الآخر.
لا يغفل كريم التطرق في فيلمه إلى قصص وحوادث جعلت الأسر الثلاث تجتمع براهبات الدير فيتابعها في لقطات إنسانية مؤثرة . وللأطفال حصة كبيرة في الفيلم فهم دفعوا الثمن الأكبر للحرب الكونية التي تتعرض لها سورية، لذا سلط الضوء على معاناتهم وخسارتهم تعليمهم قبل أن تتولى راهبات هذه المهمة لتعويض ما فاتهم. ويلخص كريم رسالة فيلمه بالقول إن الأزمة لم تنل من هذا المكان، لأن فالحب وجد طريقه، وبدلاً من أن تفرّق الأزمة فإنّها جمعت.
الموسيقى السوريّة القديمة في محاضرة دمشقيّة
«تاريخ الموسيقى العربية في سورية ونشأتها منذ القدم» عنوان المحاضرة التي ألقاها الموسيقي إدريس مراد في ثقافي أبو رمانة، مستعرضاً خلالها أبرز أنواع الموسيقى التي اشتغل بها السوريون منذ القدم. واستعرض مراد رحلة الموسيقى السورية بدءاً بالموسيقى السريانية ومن أبرز روادها المعاصرين نوري اسكندر الذي لولاه لكانت حبيسة دور العبادة، مقدماً نماذج من الموسيقى السريانية وأثرها في الموسيقى العربية. وفي حديثه عن الموسيقى الأرمنية أشار مراد إلى أنها كانت تتميّز بطابعها الحزين، فحياة الشعب الأرمني انعكست عليها بشدة، لافتاً إلى أن هذا النوع من الغناء بدأ بالملاحم والزجل والأناشيد التي كانت تلقى في الأعراس والمآتم .
نبّه إدريس إلى الخطر الذي يحيط بالموسيقى الأرمنية والكردية، مشيراً إلى جهود المعهد العالي للموسيقى في الحفاظ على هذا النوع الموسيقي الذي يعتبر مكوناً أصيلاً في فنون الغناء السورية. وختم إدريس محاضرته بالموسيقى الفراتية السورية التي تشمل البيات والصبا والعتابا والموليا والنايل. وقدم المطرب عبد الوهاب الفراتي في نهاية المحاضرة أمثلة على هذه الأنواع من الموسيقى على العود، مترافقة مع شرح لكل منها.
يقول إدريس إن الهدف من المحاضرة إلقاء الضوء على أنواع من الموسيقى الغائبة التي تعتبر مهددة بالانقراض مثل الموسيقى الآشورية والأرمنية والكردية، والتركيز على الموسيقى الفراتية وعرض خصوصياتها. ويرى أنّ من الضروري إلقاء الضوء على التراث والإفادة منه، فمن المفترض أن يفيد السوريون من التراث في إغناء موسيقانا العربية التي تتعرض لموجة تغريب يساهم فيها بعض أبنائها.
فرقة أوبرا روسيّة ـ يابانيّة مشتركة
عرض وكيل شركة « Belcanto Japan « اليابانية إيماسا ياسو على مسرح الأوبرا الروسي في إقليم بريموريه بأقصى شرق روسيا، عرض فكرة تشكيل فرقة أوبرا موسيقية يابانية ـ روسية مشتركة، كما اقترح إخراج أوبرا «السيدة الفراشة» للموسيقي الإيطالي بوتشيني.
تمّ ذلك على هامش منتدى الطاولة المستديرة «فلاديفوستوك نافذة ثقافية إلى آسيا»، واقترح ياسو الذي يعمل على تمويل فعاليات ثقافية في بلاده وخارجها أن تؤدي مغنية دوراً نسائياً رئيسياً في الأوبرا المشتركة، أما الدور الرئيسي للرجال بينكرتون فاقترح أن يؤديه مغني تينور روسي. ولا يستبعد تحقيق مشروع مشترك مع مسرح بريموريه في مجال الباليه أيضاً، علماً أن راقصات يابانيات لا يزلن يرقصن على خشبة المسرح الروسي.
شاطر إيماسا ياسو في مبادرته القنصل العام لليابان في مدينة فلاديفوستوك الروسية هاسيغافا تومونوري الذي قال إن مسرح الأوبرا والباليه في إقليم بريموريه يوفر فرصة ممتازة لمشاهدة مسرحيات أوبرا روسية كلاسيكية والاستماع إلى الموسيقى الروسية الكلاسيكية.