المحكمة الدولية!
فيلم أميركي طويل نشاهده منذ مدّة، المجرمون فيه أبرياء والأبرياء فيه متّهمون. لا نتحدّث عن فيلم هوليوودي، إنما هو فيلم من إنتاج الولايات المتحدة وحلفائها عنوانه «المحكمة الدولية». تلك المحكمة التي يصرف عليها اللبنانيون من جيوبهم الخاصة ويموّلها الفقراء من تعبهم، فيُحرَم أولادهم من حقّهم في الحياة من أجل تمويل محكمة زائفة لم تستطع حتى اليوم الوصول إلى خيط واحد في جريمة اغتيال رفيق الحريري.
حتى الآن، لا نزال نجهل وقت انتهاء هذه المحكمة الذي طال، ولم نعد نستطع انتظار الحقيقة التي ستكتشفها، وعلى الأرجح لن تكتشف أيّ حقيقة إلّا عندما تصدر الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها القرار باتّهام أحد مباشرةً، أو تسجيل القضية ضدّ مجهول وموتها كموت نصف الشعب اللبنانيّ يومياً من الجوع.
Post
محكمة «الألف جلسة وجلسة» مستمرة حتى إشعار آخر، هذا ما يمكننا قوله على الأقل في الفترة الراهنة.
الحرب
ما هي الحرب؟ معناها؟ أثرها؟ مآسيها وهمومها؟ ماذا تترك في أنفسنا بعد انتهائها وكيف نعيش خلالاها؟ وما هي أصعب الحروب؟
قد يختلف البعض في ما بينهم فيعتبرون أن الحروب التي تتخللها القنابل والقذائف والهدم والتهجير أصعبها، في حين يخاف غالبية الشعب من الحروب الباردة تلك التي ترعب من يعيشها وتدّمره وتميته يوماً بعد يوم ببطء شديد، وهي أقسى أنواع الحروب النفسية التي تمارس على الآخرين فتفتت أحلامهم وآمالهم وكلّ ما يسعون إليه.
مهما اختلفت التحليلات والتفسيرات والنظريات، فإن ما يُجمع عليه الجميع، أنّ الحرب من أبشع ما يمكن لأيّ شخص أن يعيشه. وهي ما نتمنى جميعاً أن تنتهي في يوم من الأيام إلى غير رجعة.
هنا تعليق بسيط على «فايسبوك» عن الحرب، وربما لفتنا لأننا نعيش اليوم أخطر أنواع الحروب التي لا نعلم تاريخ نهايتها أبداً!
ثقافة «الدعشنة»!
لم تعد كلمة «داعش» مجرّد كلمة منسوبة إلى ذلك التنظيم الإرهابيّ، بل أضحت من الصفات الأساسية التي يشتم الآخرون بعضهم بها. فعوضاً عن كلمة مجرم أو مذنب أو مؤذّي أو غيرها من الصفات المؤذية، بدأ الناس باستخدام كلمة «داعش». ولم يكتف هؤلاء باستخدام الكلمة كما هي في الأصل، بل أضافوا أحرفاً لتصغيرها أو جعلها خفيفة على المسامع كـ«دعشنة»، «دعّوش صغير»، «مدعشن»، «داعش يللي جوّاتو».
أين تكمن الخطورة في ذلك؟ لسنا هنا في صدد نشر العِبر أو النصائح أو التنظير، إلا أنّ استخدام هذه الكلمات بالطريقة هذه، ربّما يكون من الأسوأ على الإطلاق، إذ إننا ومن خلال هذا الأسلوب، نحن نعترف بوجود هذا التنظيم الإرهابي ونعطيه قيمة مضافة من خلال استخدام اسمه كصفة أساسية في التعامل في ما بيننا. وهذا يساهم في نشر ثقافة «داعش» ليصبح هذا الإسم عادياً ويتناقله الجميع.