أميركا والناتو يلعبان على وتر مشاكسات أوكرانيا ـ القرم والهدف روسيا
«رجعت حليمة لعادتها القديمة»، مثل شعبيّ ينطبق تماماً على تلك الإدارة الأميركية التي لا تنفكّ تحشر أنفها في كل بلد على وجه هذه المعمورة لتتزعّم العالم وتعيد أحادية القطب التي خسرتها.
وفي جديدها القديم، العودة إلى التدخّل في الشؤون الأوكرانية، لا محبّة بكييف، بل بغضاً بروسيا التي أثبتت وتثبت كلّ يوم أنّها الندّ الحيّ في هذا العالم وحولها ومعها دول كثيرة. أما التدخّل الجديد، فيعتبر الأخطر، إذ نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية والناتو من جهة، وروسيا من جهة ثانية في شأن القرم. ناقلةً عن نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة روز غوتمولر، اتهامها روسيا بعسكرة القرم، فيما أعلن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف أنّ روسيا قلقة من نشاط الناتو قرب الحدود الروسية. خصوصاً بعد إسقاط وسائل الدفاع الجوّي الروسية في القرم طائرات استطلاع من دون طيار قادمة من جهة خيرسون مدينة أوكرانية ، لاختراقها المجال الجوّي الروسي. وتفيد المعلومات أنّ هذه الطائرة تعود لـ«اللواء 66» التابع للاستخبارات العسكرية الأميركية، والتي سبق أن حلقت فوق أراضي القرم في الربيع الماضي.
ونبقى في الولايات المتحدة التي تلملم ذيول عارها عقب الكشف عن تقرير استخدام «سي آي أي» وسائل التعذيب ضدّ معتقلي «القاعدة»، وفي هذا السياق
نقلت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية تصريحات مدير «سي آي أي» التي اعترف فيها بأن إيهام المعتقلين بالغرق وتهديدهم بالوسائل الأخرى كان بغيضاً، لكنه رفض القول بأنّ ذلك كان تعذيباً، ورفض أيضاً الوعد بعدم استخدامها مرّة أخرى، ما يعني إمكانية تكرارها.
أما صحيفة «واشنطن بوست» فنشرت مقالاً للكاتب الأميركي فريد زكريا، اعتبر أنّ الكشف عن تقرير التعذيب، سيجعل أميركا أقوى، على خلاف تحذير البعض من إضراره بالمصالح الأميركية.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: أميركا والناتو يساعدان كييف سرّاً من أجل الاستعداد للقتال في القرم
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية والناتو من جهة، وروسيا من جهة ثانية في شأن القرم.
وتقول الصحيفة: اتهمت نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة روز غوتمولر، روسيا بعسكرة القرم. كما اتّهم ممثل اللجنة العسكرية في الناتو دين تيرمانزين، روسيا بـ«عدم شفافية تحرّكاتها العسكرية». من جانب آخر، قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، خلال لقائه الملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في موسكو، إن روسيا قلقة من نشاط الناتو قرب الحدود الروسية.
طبعاً، في هذه الاتهامات المتبادلة بعض الحقيقة. لذلك قد تحصل مواجهات عسكرية مباشرة في شبه جزيرة القرم، التي انضمت إلى روسيا في الربيع الماضي.
هذه الاتهامات ناتجة من سلوك السلطات الأوكرانية. فقبل أيام، أعلِن عن إسقاط وسائل الدفاع الجوّي الروسية في القرم طائرات استطلاع من دون طيار قادمة من جهة خيرسون مدينة أوكرانية ، لاختراقها المجال الجوّي الروسي. أوكرانيا لا تملك مثل هذه الطائرات، كما لا توجد في قواتها المسلحة وحدات خاصة باستخدام طائرات من دون طيار. أي أنّ هذه الطائرات تعود إلى دولة ثالثة، وبالذات إلى «اللواء 66» التابع للاستخبارات العسكرية الأميركية التي سبق وأن حلقت فوق أراضي القرم في الربيع الماضي.
من جانب آخر، أعلن البنتاغون عن تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا ودول البلطيق عام 2015 قيمتها 175 مليون دولار. يتضّح من وسائل الاعلام الأوكرانية، أنّ الجزء الأكبر من هذه المساعدات مخصّص لأوكرانيا، 137 مليون دولار ، إذ ستنفق هذه الأموال على تعزيز القوات العسكرية، وكذلك تدريب 150 من الضفادع البشرية.
وهذا يشير إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تعتزم تمويل عمليات التخريب ورعايتها ليس فقط في الجنوب الشرقي من أوكرانيا، ولكن أيضاً في شبه جزيرة القرم. يضاف إلى هذا، تحشيد أوكرانيا قوّاتها قرب برزخ القرم، حيث الحدود الروسية حالياً.
كما يحاول رئيس ما يسمى بمجلس تتار القرم، رفعت تشوباروف، المقيم في أوكرانيا، منذ انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا، يحاول كسب تأييد تتار القرم في شبه الجزيرة، فخلال لقائه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، المخصّص لبحث مسألة تشكيل «كتيبة عسكرية من تتار القرم في منطقة خيرسون تكون مهمتها المساهمة في تحرير القرم»، قال: «إذا وقف تتار القرم مع أوكرانيا، فسيتمكنان من تحرير القرم».
«فورين بوليسي»: مدير «سي آي أي» يرفض التعهّد بعدم استخدام أساليب التعذيب مرّة أخرى
اهتمّت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية بتصريحات مدير «سي آي أي» التي اعترف فيها بأن إيهام المعتقلين بالغرق وتهديدهم بالوسائل الأخرى كان بغيضاً، لكنه رفض القول بأنّ ذلك كان تعذيباً، ورفض أيضاً الوعد بعدم استخدامها مرّة أخرى، ما يعني إمكانية تكرارها.
وقالت المجلة إن برينان تنصّل خلال مؤتمر صحافي غير عادي في مقر «سي آي أي» في لنغلي في ولاية فيرجينيا، من الأسلوب السابق للوكالة لاحتجاز الإرهابيين المشتبه بهم واستجوابهم بوحشية عقب هجمات أيلول. إلا أنه رفض الانضمام إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في الاعتراف بأن الوكالة وصلت إلى مرحلة التعذيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن برينان سُئل مراراً عمّا إذا كان إيهام المشتبه بهم بالغرق أو تهديدهم بالإعدام قد أدّى إلى الحصول على معلومات استخباراتية، وأصرّ برينان على أن الوكالة لا يمكن أن تقول بشكل قاطع إن الاستجواب القاسي أسفر عن معلومات لم يكن ممكناً الحصول عليها بطريقة أخرى. كما رفض القول ما إذا كان أيّ رئيس أميركي مقبل قد يأمر مرّة أخرى باستخدام أساليب الاستجواب القاسية خلال أزمة. وقال إنه يلجأ إلى صناع القرار في الأوقات المستقبلية عندما تكون هناك حاجة إلى القدرة على تأكيد أمن البلاد لو واجهنا أزمة مشابهة.
وقالت «فورين بوليسي» إن ردّ برينان الغامض أدّى إلى تعليق فوري من ديان فينتستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي أجرت تحقيقاً حول أساليب الاستجواب، وقالت إن الرئيس المقبل يمكن أن يعكس الأمر التنفيذي ويعيد برنامج الاستجواب، وهناك حاجة إلى تشريع. وأضافت على حسابها على «تويتر» إن المعلومات المفيدة لم تكن معيار السياسة القانوني لاستخدام أساليب الاستجواب.
«واشنطن بوست»: الكشف عن تقرير التعذيب سيجعل واشنطن أقوى
قال الكاتب الأميركي فريد زكريا إن الكشف عن تقرير استخدام «سي آي أي» وسائل التعذيب ضدّ معتقلي «القاعدة» سيجعل أميركا أقوى، على خلاف تحذير البعض من إضراره بالمصالح الأميركية.
وقال زكريا في مقال نشره أمس في صحيفة «واشنطن بوست»، إنّ حتى بعض ممن أيدوا الكشف عن تقرير التعذيب وافقوا على أنه قد يضر بالمصالح الأميركية في الخارج. بينما قال معارضو التقرير مثل السيناتور تيد كروز إنه سيضع أرواحاً في خطر ويصرف عنهم حلفاءهم ويقوض الأمن القومي الأميركي. لكن زكريا يقول إن حجة كروز مشابهة لما كان يقال أثناء الحرب الباردة بأن الولايات المتحدة في وضع غير مواتٍ مقارنة بالاتحاد السوفياتي، لأن عليها أن تعمل وتكون يداها مقيدتان خلف ظهرها في ظل تدخّل الكونغرس ووجود وسائل الإعلام وجميع أشكال الديمقراطية الأخرى. في حين أن موسكو تستطيع التحرّك سريعاً وبكفاءة وبشكل قاتل وسرّي. لكن الواقع، كما يقول الكاتب، إن الاتحاد السوفياتي اتبع سياسة خارجية كارثية وقمع حلفاءه حتى أنه بحلول الثمانينات، أصبح محاطاً بعددٍ من دول أوروبا الشرقية المعادية له بشدة. ومضى في سباق تسلح مع الولايات المتحدة استهلك ما بين 10 إلى 20 في المئة من ناتجه المحلي، وغزا أفغانستان ودخل في حرب لم يستطع الاعتراف بخسارتها.
ويرى زكريا أن كل تلك الإخفاقات كانت نتاج نظام مغلق من دون مراقبة أو توازنات. فكانت للكرميلن و«كاي جي بي» الحرية التامة في المناورة، ومن دون رقابة أو مطالبة أبداً بالكشف عن أيّ عمليات، كما لم تتحدث وسائل الإعلام عنها أبداً. وكانت النتيجة مواصلة الأخطاء التي كسرت في النهاية ظهر المؤسسة بكاملها.
وفي المقابل، يقول زكريا إن الولايات المتحدة، وعلى رغم أنها ارتكبت نصيبها من الأخطاء بدورها، إلا أن وجود نظام ديمقراطي من الشفافية والمراجعات والتوزانات، تم الكشف عن كثير منها مبكراً. وأصبح بإمكان الإدارات الجديدة أن تغير في السياسة من دون أن تخسر ماء الوجه، وأصبح تصحيح المسار أمراً روتينياً.
وتحدّث زكريا عن ادّعاء «سي آي أي» أنّ برامجها بعد أحداث 11 أيلول نجحت بفعالية، والقول إن أفضل حَكَم على ذلك ينبغي أن يكون الوكالة نفسها. وقال إن تقرير مجلس الشيوخ يقدّم رؤية بديلة بأدلة وحجج أقوى. وهو الجدال الذي سيجعل «سي أي إيه» أفضل لا أسوأ.
«تايم»: غورباتشوف يحمّل واشنطن مسؤولية الحرب الباردة الجديدة
أجرت مجلة «تايم» الأميركية مقابلة مع الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف، حمّل فيها الولايات المتحدة مسؤولية ما وصفه بالحرب الباردة الجديدة، وقال إنه ينبغي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألا يتراجع، مضيفاً أنه تعلم أنه من الممكن الاستماع إلى الأميركيين لكن لا يمكن الثقة بهم.
وقال غورباتشوف إن جذور المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا أعمق من التطوّرات التي حدثت في الربيع الماضي، في إشارة إلى التطوّرات في أوكرانيا وضمّ روسيا شبه جزيرة القرم إليها. وحمّل غورباتشوف المسؤولية للأميركيين. وقال إنه في السنوات التي تلت الانهيار السوفياتي، حاول الغرب أن يحوّل روسيا إلى ما يشبه «المحافظة». ولم تستطع بلاده أن تدع هذا يمر. «فالأمر لا يتعلق فقط بالفخر، إنّما أيضاً بموقف يتحدّث فيه الناس إليك عندما يريدون ويفرضون حدوداً. وكانت أميركا البادئة في كل شيء».
ومضى غورباتشوف قائلاً: «إن الغرب حاول إخراج روسيا من السياسة، وآخرها خلال الثورة التي جاءت برئيس موالٍ للغرب للحكم في أوكرانيا. وكان ردّ فعل بوتين على هذه الثورة محاولة استعادة بعض النفوذ الذي خسرته روسيا، ولهذا حظي الرئيس الروسي بإعجاب الرئيس غورباتشوف.
وعلى رغم ذلك، اعترف الأخير باستمرار وجود بعض عناصر الاستبداد في روسيا، غير أنه قال إن سيطرة الاستبداد كانت مطلوبة أيضاً للتغلب على الموقف الذي وضعنا فيه أصدقاءنا وحلفاءنا السابقين، بإخراجنا من السياسة.
وفي نهاية مقابلته مع «تايم»، قال غورباتشوف الحائز جائزة نوبل للسلام: «علينا العودة إلى الحوار، يجب أن نوقف تلك العملية، يجب أن نعود إلى ما بدأنا فيه عند نهاية الحرب الباردة»، إلا أنه يعترف بأنّ العالم حتى الآن، يتحرّك في الاتجاه المعاكس.
«إندبندنت»: زياد أبو عين… موت واحد وتفسيران
تطرّقت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى نتائج تشريح جثة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين الذي استشهد أثناء مواجهات مع جنود «إسرائيليين»، من خلال تقرير أعدّه مراسلها في رام الله بن لينفيلد.
ويصف المراسل جنازة أبو عين فيقول إن الآلاف شاركوا فيها، ويضيف أن موته بعد أن أمسك جندي «إسرائيلي» بخناقه أصبح في عيون الفلسطينيين رمزاً للشرّ الذي يمثله الاحتلال «الإسرائيلي».
ويقول المراسل إن تشريح جثة أبو عين أضاف إلى التوتر القائم بين «الإسرائيليين» والفلسطينين توتّراً، إذ ركّز «الإسرائيليون» في طاقم التشريح على كون أبو عين يعاني مرضاً في القلب، لكن الطاقم الفلسطيني قال إن سبب الوفاة كان تعرّضه للضرب أثناء الاحتجاجات.
واتفق الطرفان على أن سبب الوفاة انسداد في الشريان التاجي بسبب نزيف، لكنهما اختلفا على السبب المحتمل لذلك.
وقال رئيس الفريق «الإسرائيلي» تشين كوغل إن أبو عين كان يعاني انسداداً في الشرايين بنسبة 80 في المئة، ما جعله حسّاساً للتوتّر. في المقابل، قال صابر العالول، مدير معهد التشريح الفلسطيني إن أبو عين مات نتيجة تعرّضه للضرب، لا لأسباب طبيعية. وأشار إلى كدمات على عنق الضحية، وقال إن تعرضه للضرب سبّب له توتراً أدّى إلى ضيق الشريان التاجي نتيجةً لنزيف تعرّض له. كذلك كسرت أسنان أبو عين الأمامية، مما يعتبر دليلاً على تعرّضه للعنف، كما يقول الطبيب الفلسطيني الذي أكّد أن طبيبين أردنيين شاركا في تشريح الجثة ووقّعا على التقرير.
«إندبندنت»: حبس أمّ بريطانية بعد اتهامها بالتطرّف في مواقع التواصل الاجتماعي
قضت محكمة بريطانية على رونا خان، أمّ لستة أطفال بالسجن خمس سنوات بعد ثبوت الاتهامات التي وجّهت إليها، وهي التطرّف في مواقع التواصل الاجتماعي وتشجيع أطفالها على الالتحاق بالتنظيم المسلح «داعش»، بحسب ما نشره موقع الصحيفة البريطانية «إندبندنت».
وكانت رونا خان قد نشرت على حسابها على موقع «فايسبوك» كتابات تدعو النساء المسلمات إلى تشجيع أزواجهن وأقربائهن الذكور على خوض القتال والجهاد ضمن صفوف قوات التنظيم المسلح «داعش»، مدعّمة كتاباتها بصورة لسترة مفخّخة. واتهمت المحكمة أيضاً رونا خان بنشر مقال تحت عنوان «تربية الأطفال المجاهدين» بالإنكليزية، عبارة عن نصائح للأسَر عن كيفية تربية أبنائهم للالتحاق بالتنظيمات المتطرّفة والبدء في عمليات الجهاد.
وأظهرت رونا خان تشوّقها عن طريق رسائل في تطبيق «واتس آب» للذهاب إلى سورية والانضمام إلى تنظيم «داعش»، كما مجّدت عملية اغتيال الجندي البريطاني السابق راجبي لي، مظهرةً احتفاءها بها، وناشدت رونا خان عبر «فايسبوك» النساء المسلمات، مطالِبَةً إياهن بدعوة أزواجهن للذهاب إلى تنظيم «داعش»، معتقدة أن في ذهابهم إلى «داعش» فرصة للدخول إلى الجنة بحسب ما نشرته على حسابها في «فايسبوك».
وقالت الصحيفة البريطانية إن قوة الشرطة التي داهمت منزل رونا خان، وجدت صوراً لأحد أطفالها وهو ممسك بلعبة محاكية للرشاشات الآلية، وكتاب يدعو إلى الجهاد وصورة أخرى لطفل آخر من أطفالها وهو ممسك بسيف، فيما اعترفت رونا خان بنشرها آراء متطرّفة في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرةً إياها وسيلة لتقوية إيمانها في ما تعتقد فيه.