«الطاقة الدولية» تتوقع نمواً محدوداً للطلب على النفط
خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو حركة الطلب العالمي على النفط لعام 2015، وعزت ذلك إلى بقاء التحسن الاقتصادي محدوداً على رغم تدهور أسعار الذهب الأسود في ظلّ فائض غزير في العرض.
وبحسب الوكالة سينمو استهلاك النفط بواقع 900 ألف برميل يومياً العام المقبل ليبلغ 93.3 مليون برميل يومياً، مقابل توقعات سابقة قدرها 93.6 مليون برميل يومياً. وفي تقريرها الشهري لكانون الأول أبقت الوكالة على توقعاتها لجهة الطلب عام 2014 عند 92.4 مليون برميل في اليوم.
وأوضح التقرير أنّ «نمو الطلب سيتعزز في 2015 مقارنة بعام 2014، لكن هذا التسارع بات أكثر تواضعاً مما جرى توقعه مسبقاً نظراً إلى الوتيرة الأكثر تردداً للتحسن «الاقتصادي العالمي».
من جهة أخرى، اعتبرت الوكالة ومقرها باريس أنّ «الانعكاس السلبي لتدهور أسعار النفط على اقتصادات الدول المصدرة سيوازن ـ إن لم يتجاوز ـ مفعوله التحفيزي المحتمل على الدول المستوردة للذهب الأسود في إطار ضعف النمو الاقتصادي والتضخم». وعلى غرار فنزويلا، تعرّضت روسيا لضرر كبير: فانخفاض عائداتها النفطية يؤثر في مال البلد، وبالتالي على الاستهلاك.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، التي تدافع عن مصالح الدول الغنية المستهلكة، فإن هذا الوضع لن يكون له تأثير في الإنتاج، حتى على المدى القصير. ويتطلب الإنتاج بعض الوقت للتكيف، ويبقى ثابتاً في الولايات المتحدة وفي الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، على رغم التراجع في تشرين الثاني مقارنة بالشهر الذي سبق.
وعلى رغم ذلك زاد العرض العالمي للنفط خلال عام بواقع 2.1 مليون برميل في اليوم، مدعوماً خصوصا بإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، والذي سيسمح للدول غير الأعضاء في منظمة «أوبك» بتسجيل نمو قياسي في إنتاجها قدره 1.9 في المئة هذه السنة، قبل أن يتباطأ إلى 1.3 مليون برميل في اليوم في 2015.
وفي ضوء خفض توقعات نمو الطلب العالمي قالت وكالة الطاقة إنها عدلت توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2015 بخفضها 300 ألف برميل يومياً إلى 28.9 مليون برميل يومياً. ويقل ذلك عن أكثر من مليون برميل يومياً عن مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة.
وجرى تداول سعر خام القياس العالمي مزيج برنت الجمعة عند أدنى مستوى له في خمس سنوات دون 63 دولاراً للبرميل، بانخفاض أكثر من 40 في المئة عن سعره في حزيران.
البدري
لفت الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» عبد الله البدري أمس، إلى أنّ العرض والطلب لا يبرران هذا الانهيار في أسعار النفط، مشيراً إلى دور كبير «للمضاربة» في هذا الوضع.
وقال البدري لصحافيين في دبي: «نريد أن نعرف ما هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الانخفاض في أسعار النفط»، موضحاً أنّه «عندما نرى العرض والطلب هناك زيادة، ولكن بسيطة ولا تؤدي إلى هذا الانخفاض الذي بلغ 50 في المئة» منذ حزيران الماضي. وأضاف: «إذا استمر هذا أعتقد أنّ المضاربة دخلت بقوة في تخفيض الأسعار».
وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري أمس أنّ «قرار منظمة أوبك الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية وهي 30 مليون برميل يومياً غير موجه ضد روسيا أو إيران».
من جهة أخرى، أشار البدري إلى أنّ قرار «أوبك» خلال اجتماعها الأخير في فيينا الشهر الماضي لعدم خفض الإنتاج «لم يكن يستهدف أي منتج بعينه»، مضيفاً أنّ «البعض يقول إنّ القرار كان يستهدف الولايات المتحدة والنفط الصخري»، لكنه أوضح أنّ «ذلك غير صحيح وكذلك ما تردد عن استهداف القرار لإيران وروسيا».
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» قررت خلال اجتماعها الـ166 نهاية الشهر الماضي، الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي من دون أي تغيير يذكر عند مستوى 30 مليون برميل يومياً، على رغم مطالبة بعض الأعضاء بتقليصه لدعم أسعار الخام المتراجعة.