تقرير إخباري
تستعد تونس ليوم الأحد المقبل، موعد حسم السباق الرئاسي الذي يتنافس فيه كل من الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي ومسؤول حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي، لكن مع مخاوف من عزوف التونسيين عن المشاركة في جولة الإعادة.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم الأحد المقبل موعداً لجولة الإعادة، بدلاً من 28 الجاري، لضمان مشاركة أكبر في الاقتراع.
وفي حين يتجاوز عدد من يحق لهم الانتخاب في تونس الثمانية ملايين نسمة، لم يسجل سوى خمسة ملايين و300 ألف ناخب، في حين كانت نسبة الناخبين الذي شاركوا في الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة 64 في المئة.
ولا يخفي المراقبون خشيتهم من أن يكون العزوف عن التصويت المنافس الثالث للسبسي والمرزوقي، خصوصاً في ظل وجود نسبة مهمة ممن صوتوا في الجولة الأولى تجد نفسها غير مقتنعة ببرنامجي المرشحين الذين سيخوضان جولة الحسم.
غير أن البعض يرى أن نسبة المشاركة في التصويت قد ترتفع لأسباب عدة، منها أن التنافس لم يعد على كرسي الرئاسة بقدر ما بات يدور حول النموذج المجتمعي ومستقبل البلاد، وحول عاملين مهمين هما الأمن والخبز، بحسب ما يرى المحلل السياسي جمعي القاسمي.
ولعل من أبرز الظواهر التي أفرزتها الانتخابات التونسية، عزوف الشباب عن المشاركة، ويرى رئيس القطب المدني فتحي بن معمّر، أن «الشباب كان محرك ووقود الثورات، ولكن هذه الشريحة ظلت للأسف مغيّبة ولم تذكر».
وبحسب الأستاذ المختص في العلوم السياسية إبراهيم العمري، فإن أغلب الذين لم يشاركوا في الانتخابات الرئاسية هم من الشباب، قائلاً: «كأنّ الشباب لا يعيش في عالمنا وكأنّه لا يهتم بما يحصل». وأضاف أن هناك أسباباً عدة وراء عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية، من بينها أن أهدافهم لم تتحقق، وأن هناك غياباً تاماً للبرامج التي كانوا ينتظرونها. وتابع إن «عزوف الشباب وإحجامه عن المشاركة في الانتخابات ناجم عن إحباطه لما كانت لديه من طموحات في الثورة التونسية، والتي كان أساسها القضاء على البطالة والرغبة في التشغيل».
وأكد نائب الجبهة الشعبية في مجلس الشعب القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد منجي الرحوي، أن «الجبهة لا تؤمن بالتصويت السلبي أو الورقة البيضاء في هذه الدورة التي فيها حسم تاريخي يتعلق بصعود طرف إلى منصب رئاسة الجمهورية، ولا يمكن أن ندعوا التونسيين للتصويت بكثافة في الانتخابات ونصوت بورقة بيضاء».