لحّود: على الجيش أن يمسك بملف العسكريين ويستعيد المبادرة
أثار الرئيس اميل لحود «أزمة استمرار اختطاف العسكريين في جرود عرسال والارتباك الحاصل حكومياً في مقاربتها وحلّها، هذا الحل الذي لن يتوافر، والجيش الوطني لا ضوء أخضر له ولا غطاء من مرجعيته السياسية، أي الحكومة مجتمعة في هذا الظرف، كي يمسك نهائياً بزمام الأمور ويأخذ المبادرة، بالطرق التي يراها مناسبة، لتحرير الرهائن العسكريين والامنيين»، معتبراً «أنه لا يمكن أن يظل الجيش على حواجزه يكتشف تارة أسلحة وذخائر في سيارات تقصد جرود عرسال بألف حجة وحجة ويلقي تارة القبض على مناصري التنظيمات الارهابية، حيث يتم الافراج عن بعضهم بألف حجة وحجة أيضاً، كأن يكونوا مثلاً من المفاوضين لإطلاق الرهائن».
وسأل أمام زواره: «هل توحدت مرجعية التفاوض، في حال اتخذت الحكومة قراراً بالتفاوض، أو ما زلنا ندور في دائرة الارتباك العميم، وأسرانا لا يزالون قيد الاحتجاز الإرهابي؟ ماذا تنتظر الحكومة كي تخرج من تجاذبات أفرقائها وخلافاتهم في هذا الملف الوطني الحساس»؟ لافتاً إلى «أنه لا يمكن أن يكون الجيش متفرجاً عندما يقع في الأسر أفراد منه ومن الأمن، يقتلون الواحد تلو الآخر بوسائل وحشية وبدم بارد، ونحن لا نزال تائهين عن الهدف الأساس وهو تكليف الجيش تكليفاً لا لبس فيه ولا خبث ولا أفخاخ تنصب له لحسابات مرئية أو غير مرئية، بأن يمسك بالملف من ألفه إلى يائه ويستعيد المبادرة، بعد إجراء عملية تقويم شاملة لأحداث عرسال عسكرياً وميدانياً».
وأثار أيضاً الوضع الاقليمي من زاويتين، زاوية سورية التي قال عنها يوماً «إنها ستخرج أقوى، من الحرب الكونية الارهابية التي فرضت عليها، وها هم اليوم، والجيش العربي السوري على أهبة تحرير حلب من فلول الارهاب، ينادون بوقف النار وتجميد القتال، ما يدعو إلى التساؤل لماذا لم يفعلوا ذلك من قبل ويمنعوا الارهابيين وشذاذ الآفاق من العالم أجمع بأن يأتوا إلى سورية ليصبوا حقدهم على بشرها وحجرها»؟
اما الزاوية الثانية وهي فلسطين، فدعا الرئيس لحود إلى «استفاقة الشعب الفلسطيني، بأطيافه السياسية كافة، على أن هذا العدو الذي يقتل الوزير زياد ابو عين المناضل، ويصب جام غضبه على غزة المقاومة ويشد الحصار عليها، ويقتحم الأقصى حين يشاء كأن لا رادع شرعياً أو انسانياً أو اخلاقياً أو دولياً يمنعه من ذلك، ويكمل خطة الاستيطان والتهجير القسري، تمهيداً لاعلان يهودية دولة «إسرائيل» العنصرية وتفتيت فلسطين جغرافياً وبشرياً وسياسياً، والهاء العالم العربي بإفرازات الربيع المزيف، إنما هو عدو لا يفهم إلا لغة القوة والردع، على ما دلت التجربة اللبنانية الرائدة في دحره والانتصار عليه عامي 2000 و2006 وتجربة غزة الأخيرة التي لاقت كل الدعم من خط المقاومة والممانعة في هذه المنطقة من العالم التي تتعرض لكل الظلامات بفعل وجود الكيان الغاصب وتغطية جرائمه العدوانية لا بل دعمها».
وشدد على «أنا لدول السائبة هي مشاريع قضم ومصيرها الزوال، وأن القوة بوجه الظلم هي ضمانة الحياة الكريمة والانتصار، ولا استثناء لهذه القاعدة لا في التاريخ الأبعد ولا في التاريخ الأحدث ولا في هذه الأزمنة الرديئة التي نعيشها حاضراً».
حمدان
وكان لحود، استقبل أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان الذي أشار إلى «أن سورية هي ساحة المعركة القومية الأساسية ونحن مطمئنون الى أن الجيش السوري يقوم بالإنجازات النوعية، وأن دمشق ستبقى قلب العروبة النابض، وأن حلب ستكون درة الشرق الاوسط».
ومن زوار لحود، أيضاً الوزير السابق سيبوه هوفنانيان.