«داعش» يهدد وأهالي العسكريين يشعلون الإطارات وأبو فاعور ينفي توجه الحكومة لاعتبار المخطوفين شهداء
بعد تحفظ الحكومة على تكليف «هيئة علماء المسلمين» التفاوض مع خاطفي العسكريين، وتوقيف عضو الهيئة الشيخ حسام الدين الغالي في عرسال مع أربعة سوريين وبحوزتهم أسلحة وذخائر وحزام ناسف، عاد تنظيم «داعش» إلى التهديد بقتل أحد العسكريين المحتجزين لديه، فيما نفى وزير الصحة وائل أبو فاعور أن تكون الحكومة قررت اعتبار المخطوفين شهداء حرب.
وبالتوازي، واصلت الجماعات الارهابية محاولات التسلل من جرود عرسال نحو مراكز الجيش في البقاع. وفي هذا الإطار أفشل الجيش محاولة تسلل على مواقعه وباتجاه السهل ليل أول من أمس، بين منطقة سرج الدبس في رأس بعلبك ووادي رافق في جرود القاع حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة وبمشاركة المدفعية الثقيلة في البقاع الشمالي، استخدم الجيش فيها القنابل المضيئة بسبب كثافة الضباب.
وتدخلت وحدات من فوج المجوقل لصد الهجوم ما أدى الى انكفاء المسلحين.
من جهة اخرى، اعتقلت عناصر الجيش على حاجزها في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، السوريين من بلدة بيت جن وهما ابراهيم مزردكش وعمر عثمان، كانا يحاولان الوصول الى بلدة شبعا عبر مرتفعات جبل الشيخ.
وفي بعلبك أوقفت دورية من مخابرات الجيش الرقيب في قوى الأمن الداخلي ح.الفليطي، الذي كان يستقل سيارة رباعية الدفع من نوع «تاهو» ومعه فاطمة الأحمد، شقيقة حمود الأحمد، أحد عناصر «جبهة النصرة» الذين خطفوا العسكريين من فصيلة درك عرسال، وهو يعمل على تهريبها إلى مشاريع القاع.
ويشار إلى أن الرقيب الفليطي متهم بتهريب سوريين ومطلوبين في مقابل بدل مادي.
وفي الشمال أوقفت دورية تابعة لمديرية المخابرات المطلوب إبراهيم محمد الصغير لبناني الجنسية ، لانتمائه إلى مجموعة إرهابية، ولإقدامه في وقت سابق على المشاركة في إطلاق النار على قوة من الجيش في بلدة بحنين، وإلقاء رمانات يدوية على مراكز عسكرية، وإطلاق قذيفة «أر بي جي» على ملالة للجيش، أدى إنفجارها الى استشهاد أحد العسكريين.
كما أوقفت دورية أخرى تابعة للمديرية في التاريخ نفسه وفي منطقة المتن، المطلوب دباح معن جهجاه لبناني الجنسية ، لمشاركته في أحداث طرابلس الأخيرة، وإلقائه رمانات يدوية على منازل عدد من المواطنين، وإطلاق النار باتجاه عسكريَّين على طريق حلبا – القبيات، ما أدى الى استشهاد أحدهما وإصابة آخر بجروح.
ولا تزال التحقيقات مع الموقوفَين مستمرّة بإشراف القضاء المختص.
واستمعت مخابرات الجيش الى افادة الشيخ حسام الغالي مجدداً، بعدما أخلت سبيله أول من أمس بسند إقامة.
تصعيد أهالي العسكريين
أما على صعيد قضية العسكريين المخوطفين، فقد تلقت زوجة العسكري المخطوف لدى «داعش» خالد مقبل، اتصالاً من زوجها ابلغها في خلاله ان الخاطفين سيستأنفون عمليات تصفية العسكريين في اليومين المقبلين، مطالبين الحكومة باستئناف المفاوضات للوصول إلى المقايضة. وبعد هذا الاتصال صعّد أهالي العسكريين في الشارع وأشعلوا الاطارات في مكان اعتصامهم في ساحة رياض الصلح.
ولفت الأهالي الى انهم لن يقبلوا بأن يضحوا بأبنائهم، معلنين ان خطواتهم التصعيدية جاهزة دائماً.
ولمحاولة استيضاح الموقف الرسمي مما أشارت اليه «داعش»، توجه وفد من الأهالي برئاسة حسين يوسف للقاء وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي كان موجوداً في وزارة الزراعة مع الوزير أكرم شهيب، في مقابل السراي.
وبعد اللقاء نفى أبو فاعور ان «تكون الدولة تفاوض، وتعتبر العسكريين المختطفين شهداء»، وقال: «بالحد الأدنى حسب معلوماتنا كحزب تقدمي اشتراكي، هذا الأمر لم يتفق عليه. أولاً، لم يعقد اجتماع لخلية الازمة، ثانياً، في كل الاجتماعات التي عقدت لم يتم طرح هذا الأمر وثالثاً، نحن لا نوافق على هكذا نقطة».
وأضاف: «لسنا من التهور بمكان، لكي نندفع الى القول اننا نعتبرهم شهداء، من دون النظر الى أوضاعهم وأوضاع أهاليهم. لا قرار لدى الدولة اللبنانية على حد علمنا بهذا الأمر. ولكن للأسف المفاوضات عادت إلى النقطة الصفر».
ورداً على سؤال عن التهديدات التي تلقاها الأهالي، قال: «التهديدات أتت على خلفية ان الدولة ستعتبر العسكريين المخطوفين شهداء، وانا وزير في هذه الحكومة وأؤكد انه أمر غير صحيح».
وانتقل الأهالي الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث التقوا الرئيس أمين الجميّل، لسؤاله عن موقف الحزب من المفاوضات والمقايضة.
وبعد اللقاء، نقل حسين مقبل والد العسكري المخطوف خالد مقبل عن الجميل أنه «مع مبدأ المفاوضات التي تؤدي الى المقايضة بكافة الأشكال، وليس للحزب موقف مغاير او معاكس للموقف الذي سمعناه، وأكد لنا الرئيس الجميّل ان يده بيدنا لحل هذا الملف بأي شكل من الأشكال». وأضاف مقبل: «هذا الكلام نقوله على مسمع الكل ونتبنى الموقف الذي أعلنه وهو أبلغنا انه سيعطي توجيهاته لكل المعنيين والمختصين لحل هذا الملف بأي شكل من الأشكال».
السيد: سورية مستعدة لإعطاء ممر آمن للمسلحين
في غضون ذلك، كشف المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن المتقاعد جميل السيد في حديث تلفزيوني ان «هناك استعداداً سورياً لإعطاء ممر آمن للمسلحين للعبور الى داخل منطقة في سورية والخروج من جرود عرسال في مقابل الإفراج عن العسكريين»، معتبراً ان «هذا الاستعداد تضحية كبيرة من سورية تجاه موقفها من الجيش اللبناني والأمنين السوري واللبناني على الحدود اللبنانية – السورية».
تجمع العلماء: لحصر التفاوض بجهة واحدة
إلى ذلك، رأى «تجمع العلماء المسلمين» في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي، أن «معالجة قضية المخطوفين العسكريين تكون من خلال أمور أكدناها دائماً، وهي السرية والحسم والحزم وحصر التفاوض بجهة واحدة»، معتبراً أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم «هو خير من يقوم بهذه المهمة، ويجب إخراج القضية من بازارات السياسة الضيقة والحزبية».
ودعا «التجمع» الدولة اللبنانية إلى عدم تسليم الملف لأي جهة، حتى لو كانت لبنانية. كما دعا الدولة «الى حسم موضوع عرسال وإرجاعها إلى سلطة الدولة وعدم التراجع عن الإجراءات التي اتخذتها أخيراً، فالمسألة هي مسألة احتلال يجب مواجهته، وإن من سيضغط على الجيش لوقف إجراءاته يريد أن تستمر هذه المجموعات في معاقلها محمية وإبقاء الجرح نازفاً لاستغلاله سياسياً».