برشلونة يصطدم بالسيتيزن والبلوز يواجه أمراء باريس
حسن الخنسا وحسين غازي
سحبت قرعة دوري الأبطال، لتسفر عن مباريات نارية لبعض الفرق، وأخرى سهلة نسبياً، وبعد أن أسدلت ستارة الدور الأول، كشّرت الفرق الألمانية عن أنيابها وحجزت 4 مقاعد، فيما برهنت 3 فرق إسبانية عن قوّتها وإمكان منافستها على اللقب. أما فرق مهد كرة القدم إنكلترا، فقد عبرت إلى الدور الثاني أيضاً بثلاثة فرق، لكن إيطاليا غابت كالعادة عن الساحة الأوروبية ومثلها سفير واحد، وتأهل فريقان فرنسيان، فيما كان لكل من أوكرانيا، البرتغال وسويسرا ممثل واحد فقط.
بداية، وضعت القرعة فرقاً كبيرة في مواجهة بعضها، فاصطدم تشيلسي بباريس سان جيرمان، وتبدو المواجهة واعدة إذ يملك الفريقان لاعبين من طراز عالٍ، ودكّة بدلاء قوية.
في المقابل، تكرر سيناريو السنة الماضية، إذ سيلتقي مانشستر سيتي الإنكليزي ببرشلونة، ويبدو وضع الفريق الكتالوني أفضل حالاً من نظيره الإنكليزي، نظراً إلى افتقار الأخير للخبرة الأوروبية، وتأهله بصعوبة إلى هذا الدور، أما البرشا فقد حسم الصدارة في مجموعته بهزمه باريس سان جيرمان، ويعتبر ذلك نقطة إيجابية تصب في مصلحته.
لقاء آخر يعتبر قوياً جداً مقارنة بباقي المواجهات، إذ يلتقي بروسيا دورتموند مع بطل إيطاليا اليوفي، وعلى رغم ضعف الفريق الألماني وهبوط مستواه في الدوري، واحتلاله المراكز الأخيرة، سيحاول تفجير مفاجأة، أمام فريق يملك كل عناصر ومقومات الفوز.
بطل دوري الأبطال ريال مدريد سيواجه كالسنة المنصرمة شالكه، وتبدو حظوظ الميرينغي كبيرة جداً للعبور إلى الدور المقبل، بسبب وجود نخبة اللاعبين في صفوفه، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو.
وسيلتقي وصيف أوروبا وبطل الدوري الإسباني، أتلتيكو مدريد مع فريق ألماني آخر وهو بايرن ليفركوزن، وترجّح كفّة الروخي بلانكوس أكثر من خصمه نظراً لترابط صفوفه، ووجود كتيبة واحدة تعمل من أجل روح الفريق.
وفي مواجهة أخرى، سيواجه بايرن ميونخ فريق شختار دونتسك، وتبدو مهمة العملاق البافاري سهلة على الورق وعلى الأرض، للعبور إلى دور الثمانية الكبار.
وترتسم في الأفق مباراة قد تكون قوية، بين موناكو وآرسنال، ويتمتّع كل فريق من الاثنين بخصائص إيجابية ونقاط سلبية، وتبدو الحظوظ متساوية بينهما.
المباراة الأخيرة والثامنة ستجمع بورتو مع بازل، ويمكن ترشيح الفريق البرتغالي على نظيره السويسري، نظراً إلى امتلاكه خبرة أكثر في دوري الأبطال.
برشلونة ـ السيتيزن… على إنريكي ألا ينسى
تتكرر المواجهة للمرة الثانية على التوالي بين عملاقي الكرة الإسبانية والإنكليزية، إذ التقى الفريقان في المسابقة نفسها الموسم الماضي، واستطاع الكتالوني أن يقصي السيتيزن من المسابقة. لكن على إنريكي ورجاله أن يتنبهوا في هذه المواجهة إلى أن الموسم الماضي لا يشبه الحالي، بحيث أن الفريق الإنكليزي خاض اللقاء في ظلّ غيابات مهمة مثل سيرجيو أغويرو المصاب وفرناندينيو الذي لم يكن له بديل، بل يمكن القول إن التعاقد مع لامبارد وفرناندو جاء كردّة فعل على تلك المواجهة.
لا يمكن لمحلل رياضي أن يرجّح كفّة أحدهما، فالمواجهة متكافئة جداً إذ إن السيتي انتفض في المباريات الأخيرة من دوري الأبطال ليقدم أداءً مذهلاً، ويبدو أنه أقوى من ذي قبل على مستوى هذه البطولة، في حين أن مستوى برشلونة المتذبذب في الدوري المحلي يضعه في خانة الشكّ.
من حيث الأسماء والجودة، تتسم هذه المواجهة بقيمة عالية إذ نستطيع أن نطلق عليها لقب ديربي أوروبا. وعلى الأغلب فإن العنصر الحاسم لن يكون فيها تكتيكي بقدر ما سيحسمه الأفراد، مثلما حدث الموسم الماضي، وإن كان عنصرا الخبرة ولعب لقاء العودة في الكامب نو يجعل حظوظ برشلونة أفضل قليلاً.
مورينيو يواجه الأمراء
بات لزاماً على جوزيه مورينيو أن يواجه لاعبيه السابقين في دوري الأبطال، ويؤخذ لمدرب تشلسي أنه قاتل للنجوم الذين دربهم، فلم يستطع زلاتان أو أوزيل أو دي ماريا ترك بصمة حقيقية أمامه، كما أن فريقه يعيش هذه الأيام أفضل أداء له عندما يواجه دايفيد لويز وزلاتان وماكسويل وتياغو موتا الذين تعامل معهم من قبل.
ولا يبدو أمراء باريس في حالة ذهنية جيدة، إذ يعاني الفريق في كل لقاء محلياً، وظهر ضعيف الشخصية في مواجهة الكتالوني على الكامب نو. ومع التذكر بأن جوزيه مورينيو أسرع تعلماً وأوسع حيلة من لوران بلان، فإن المواجهة التي حصلت الموسم الماضي تبدو أكثر إفادة للمدرب البرتغالي.
بايرن لحسم موقعة شاختار
ينتظر شاختار دونيتسك معجزةً سيتحدث عنها الإعلام الرياضي لعقود وربما لقرون، وذلك في حال استطاع الفريق الأوكراني تخطي خصمه العنيد بايرن ميونيخ. فارق كبير في المستوى بين الفريقين، فالبافاري أفضل من حيث الجودة والخبرة والتكتيك.
ما يجعل هذا اللقاء مميزاً أنه يقام بين فريقين يحبان لعب كرة قدم، فكلاهما يقدم كرة مهارية جميلة، ما يحوّله للقاء جذاب وإن كان المنطق النظري يقول إنها محسومة.
لقاء متكافئ بين السيدة العجوز ودورتموند
يعاني دورتموند من الغرق في الدوري المحلي، فكثرة الإصابات ورحيل النجوم عن صفوف هذا الفريق جعلته يقبع في مؤخرة ترتيب البوندسليغا. لكن الغريب في الأمر أن الفريق نفسه بلاعبيه ونجومه الراحلين تصدر مجموعته في دوري الكبار ما يجعل المواجهة متكافئة مع يوفنتوس الذي عانى أخيراً في دوري الأبطال.
يستطيع السيدة العجوز تعطيل أهم عناصر قوة بروسيا دورتموند الحالية المتمثلة بخطّ الوسط، إذ أنه يملك رباعي خطّ وسط عالي الجودة، قادر على مجابهة الكبار وإن عانى أمام الصغار لبعض التفاصيل.
على الجانب الآخر، فإن الفريق الألماني بحاجة لاستعادة أسلوبه القائم على الضغط السريع وسدّ المنافذ، لأن مثل هذا الأسلوب أثبت نجاعته أمام بطل إيطاليا وجعله يعاني، كما أن على الفريق الألماني أن يضمن عدم ارتكاب مدافعيه للأخطاء أمام فريق يلعب بمهاجمين متكاملين في ما بينهما.
لقاء سيكون مهماً في تقييم مثير للجدال أخيراً بين بطولتي ألمانيا وإيطاليا، كما أنه مهم جداً لمعرفة المدى الذي وصل إليه يوفنتوس على صعيد القارة العجوز، إذ أنه أمل بلاد البيتزا الأخير في استعادة الهيبة الأورويبة.
الميرينغي في التجربة الألمانية من جديد
لا يبدو أن شالكه أفضل بكثير مما كان عليه حاله الموسم الماضي، فما زال الفريق المهاري الهجومي الذي لا يتقن الدفاع، ومباراتا سبورتينغ لشبونة وتشلسي حيث تلقى 9 أهداف في مواجهتين تؤكدان هذا الأمر رغم أن مدربه دي ماتيو، لكن يجب الانتظار لنرى شكل هذا الفريق بعد الراحة الشتوية، حيث سيملك المدرب الإيطالي فرصة إعدادهم بشكلٍ أفضل.
ريال مدريد يعيش أفضل حالاته، أو كما وصفته صحيفة الماركا «أكثر ريال مدريد بياضاً عرفته الكرة الحديثة»، وهو في شباط سيكون قد استعاد كل لاعبيه المصابين، وربما يتم تدعيم صفوفه بلوكاس سيلفا أيضاً، ما يجعله مرشّحاً فوق العادة بلغة المنطق لتكرار التفوّق على شالكه، والذي يمثل تجربة خصوصاً إن كانت مؤلمة لخيسي رودريغيز.
الحظ يبتسم لآرسنال
بعد أن عانى المدفعجية مع مواجهة أصعب الفرق في أوروبا، ابتسم له الحظّ أخيراً وجعله يواجه موناكو، والذي يعد أسهل المتصدرين من الناحية النظرية.
آرسنال يتفوّق على موناكو من حيث الخبرة والجودة وحتى من حيث الكرة التي يقدمها، ولم يظهر موناكو فائقاً لا محلياً ولا أوروبياً، ما يجعل آرسن فينغر سعيداً للغاية بمواجهة فريقه السابق، فهو يملك الآن فرصة للوصول إلى دور الثمانية وتمني قرعة سهلة أخرى تعوّضه عن السنوات الماضية.
وكما هو واضح، فآرسنال يتفوق في كل الخطوط على موناكو، وبالتالي لا يمكن تصوّر الفريق الفرنسي الذي فقد استثمارات مالكه يتأهل إلا لو عاش المدفعجية حالتهم المزاجية السيئة التي تجعل جماهيرهم متوترة دوماً.
بين الوصيف وليفركوزن الخطير
وصيف دوري أبطال أوروبا لا يبدو بحالته التي كان عليها في الموسم الماضي، لكنه أقوى من حيث التماسك التكتيكي وقوة الشخصية من نظيره الألماني، إلا أن باير ليفركوزن يملك لاعبين جيدين عدة، ويستطيع تقديم مباريات مهمة، وبعض الأحيان يقدم أداء تكتيكياً من أعلى طراز.
الأفضلية في هذا اللقاء للفريق الإسباني الأكثر مكراً، لكنها ليست مضمونة إلا لو ارتكب ليفركوزن أخطاء لعبه الهجومي في ملعبه والتي وقع ضحيتها مراراً في الماضي، وهو الذي يملك أسماء عدة قادرة على خلق المشاكل للضيوف.
بازل وبورتو في لقاءٍ متكافئ
بورتو أفضل من بازل في كثير من النواحي، لكن الفريق السويسري أظهر في المواسم الأخيرة شراسةً وخطف نتائج غير مسبوقة، ما يجعل اللقاء متكافئاً.
بورتو لعب بصلابة هذا الموسم افتقرها منذ سنوات، وبدايته الأوروبية القوية جعلت جماهيره تتفاءل به، خصوصاً أنه أظهر امتلاكه لقوة فنية وعمق تشكيل من خلال حملة الاستعارات التي قام بها.