الخازن لـ«النشرة»: المسألة الرئاسية نضجت والانفراج قد يكون مطلع السنة
أشار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الى أنّه تحرك في اتجاه معراب والرابية بعدما تحسّس خطورة البقاء من دون رئيس، موضحاً أنّه عرض على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون فكرة اجتماعهما لبحث الموضوع الرئاسي توازياً مع الحوار المزمع عقده قريباً بين تيار المستقبل وحزب الله، باعتبار أنّه «ليس معقولاً أن تأتي الهمسة الرئاسية أولاً إلّا من أصحابها الحقيقيين باتجاه الشركاء في الوطن».
وشدّد الخازن على أن «اللقاء بين عون وجعجع يكمّل الحوار بين المستقبل وحزب الله، والأمران لا يتعارضان بل يلتقيان من خلال رغبة جماعية للوصول إلى انتظام عمل مؤسسات الدولة بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية وتمتين الوحدة الداخلية في ظلّ التوترات الحاصلة على الساحة الداخلية والمرتبطة بالعلاقة بين الطائفتين السنية والشيعية الكريمتين، والتي يسعى إلى تذليلها كلّ من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري فضلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
وأوضح الخازن أن «جعجع أبدى رغبة بلقاء العماد عون للتفاهم على ما يمكن أن يوحّد الرأي لإنتاج حلّ ينهي هذه المعضلة التي تتحكّم بعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصاً أن الكرة موجودة اليوم في الملعب اللبناني، إذ إن التدخلات الخارجية هي معنوية فقط وليس لها أي تأثير حتى يومنا هذا، في مجرى الأمور بالنسبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، موضحاً أنّه نقل رغبة جعجع إلى عون الذي أبدى رغبة مماثلة «وصرّحت من الرابية كما من معراب برغبة الطرفين بالاجتماع معاً». وشدّد على أن دوره انتهى بعدما أعلن النائب عون وجعجع الرغبة في اللقاء.
ورداً على سؤال عن دور بكركي في هذا المسعى الحواري، قال الخازن: «غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومعه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وجّها الدعوة إلى التئام النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية. وقد سجّلا رقماً قياسياً في التذكير والتعبير عن موقفهما الغاضب من عدم إجراء هذه الانتخابات»، لافتاً إلى أنّه «إذا كان جمع الأقطاب يسهّل الحل، فالبطريرك الراعي هو الأدرى بالبوادر التي تنبئ عن أمور إيجابية في هذا الاتجاه، أما أن يجتمع الأقطاب لإثبات حسن النيات وفي جعبة أي طرف طرح معطل للتسهيل، فبكركي لا تنوي الدعوة إلى اجتماع الأقطاب الموارنة لتزيد التعقيد على المواقف بل لتنتج حلاً يليق بدورها التاريخي».
واعتبر الخازن أنّه «عندما تأتي الحركة الخارجية من باريس وموسكو بموفدين رئاسيين، فمعنى ذلك أنها دخلت القوى الدولية الفاعلة على طرفَي الثقل الإقليميين، المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وأضاف: «لا أستبعد أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد بحث هذا الأمر مع الإيرانيين وحمل معه الموافقة السعودية قبل اجتماعه أخيراً برئيس الوزراء تمّام سلام، ومن المتوقّع أن يكون مطلع السنة الجديدة انفراجاً للحل الرئاسي في الشهرين الأولين، لأن المسألة نضجت ويجب أن تصل إلى نهايتها السعيدة».
ورداً على سؤال حول ربط عون الاستحقاق الرئاسي بمصير الجمهورية، نفى الخازن أن يكون قد عقّد المسألة بطرحه هذا، «علماً أن جعجع وافق على بعض طروحات العماد عون في ما يتعلق بتحسين وضع الجمهورية لجهة حسن أداء المؤسسات ووقف الهدر والفساد».