عواصف بمفعول رجعي
د. يحيى غدّار
مع سيطرة الجيش العربي السوري على آخر أوكار الإرهاب الرئيسية في القلمون، أي «رنكوس»، وتطهير المنطقة من الرجس السعودي التركي وأتباعهما من المجرمين والمفسدين في الأرض، ومع توجيه الجيش اللبناني ضربات جوهرية للإرهاب والإرهابيين على الأرض اللبنانية، إن اعتقالاً أو قتلاً، تبدو لعبة الإثارة الخطيرة في مراحلها النهائية في لبنان، وفي مراحلها المتوسطة في سورية.
الحرب العالمية على سورية باتت تتكسّر بالتدرّج، بعد عملية الاحتواء التي استغرقت سنواتٍ ثلاث غمرها أعداء العرب والإسلام، وسورية أكثر تحديداً، بكلّ صنوف القتل والإجرام غير المسبوق، لا في الأساليب، ولا في النتائج، برعاية أميركية أوروبية – تركية، وكذلك من الضالّين العرب الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأميركي- الصهيوني عن سابق إصرار واقتناع، لأنهم يرون في ذلك نسباً.
إنّ ما حصل في الكونغرس الأميركي من تأكيد على فشل السياسة الأميركية والاتهامات لوزير الخارجية جون كيري الاتهام لوزير الخارجية، يعني اتهاماً للإدارة وللرئيس خاصة يعكس حجم الإرباك الذي يعصف بإدارة أوباما والقنوط في معسكر الخصوم في آن واحد، ويؤكد انّ المحور المعادي كلّه يعيش سكرات صعبة، أكثر ما تتجلى في الاجتماع «التناهشي» في اسطنبول لاختيار هيئة تنفيذية للأذناب الخليجية المسمّاة ائتلاف المعارضة السورية، إذ تبودلت الاتهامات من السرقات المالية الى الخيانة، كان أقلها حدةً بين الدمية القبلية أحمد الجربا، والدمية «المتحضّرة» ميشيل كيلو، عاشق أميركا، بعد سنوات من العشق العذري.
مثال آخر نتاج – لمعركة القلمون وختامها رنكوس، الغصة التي تنتاب أيتام المشروع التكفيري في لبنان، في ابتلاع الخطة الأمنية، وكأنّ على رأسهم الطير، بعدما أرغوا وأزبدوا، وشاخوا، لكنهم في الختام ناحوا على الأيام الخوالي.
إنّ المقبل من الأيام سيحمل أيضاً أنباء جديدة سيكون له تأثير العواصف في أوراق الخريف، وبمفعول رجعيّ!