حداد في أستراليا على ضحايا عملية تحرير الرهائن
خيم الحزن والحداد في أستراليا أمس بعد مقتل شخصين خلال عملية نفذتها الشرطة لتحرير الرهائن الذين كانوا محتجزين في مقهى في مدينة سيدني على يد مسلح من أصول إيرانية، حيث عمد السكان وأقارب الضحايا إلى وضع الورود بالقرب من مكان الحادث تعبيراً عن حزنهم وألمهم.
وعاشت البلاد في خضم تساؤلات عديدة طفت على السطح بخصوص الطريقة التي اقتحم فيها الإرهابي مقهى «لينت شوكولا» في منطقة مارتن بليس المخصصة للمارة، الواقعة وسط أكبر مدينة استرالية، وأيضاً تنقله بحرية كونه ذا سجل حافل بالمخالفات الجرمية.
وكانت وحدات النخبة من الشرطة الأسترالية بدأت اقتحام المقهى في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء بعدما سمعت إطلاق نار داخله، حيث ألقى رجال الشرطة القنابل الصوتية وأطلقوا النار داخل المقهى الذي دوت داخله أصوات الانفجارات بعد أن تمكن عدد من الموظفين والزبائن من الفرار.
واقتحمت الشرطة المقهى بعد تبادل لإطلاق الأعيرة النارية، ما أدى إلى مقتل «المسلح الذي تصرف بمفرده» والبالغ من العمر 50 سنة، وعرفت عنه الشرطة على أنه هارون مؤنس.
وكان المقهى يضم 17 شخصاً قبل أن يقتحمه المدعو هارون مؤنس ويحتجزهم كرهائن، إلا أن خمسة من رواده تمكنوا من الهرب بعدما باغتوا محتجزهم صاحب «السوابق الكثيرة من العنف الإجرامي والميول للتطرف والاضطراب العقلي» بحسب ما قال رئيس الوزراء الاسترالي توني آبوت.
وقال آبوت إن الاستراليين «يجب أن يطمئنوا إثر الطريقة التي تعاملت فيها قواتنا وأجهزتنا الأمنية لتطبيق القانون في مواجهة الإرهاب»، مضيفاً أن المسلح حاول «التستر على تصرفاته خلف غطاء» تنظيم «داعش» مشيداً بعمل قوات الأمن الأسترالية.
وكانت السلطات الأسترالية أفرجت عن المسلح في وقت سابق بكفالة على رغم حوادث عنف عدة وخصوصاً التآمر في قتل زوجته، في حين أقر وزير العدل في نيو ساوث ويلز براد هازرد بأن هذا الأمر يطرح تساؤلات خطيرة. وقال: «نطالب الأجهزة الفدرالية والدولة بدرس أسباب إفلاته من الرقابة والتوقيف».
وتعتبر منطقة مارتن بليس المركز المالي في قلب سيدني وتقع فيها إدارات عدة بينها مكاتب رئيس وزراء «نيو ساوث ويلز» مايك بيرد وكذلك مقر البنك المركزي.
وبحسب صحيفة «ذي استراليان» فإن المسلح كان إسلامياً متطرفاً وقام في السابق بتوجيه رسائل تهجم لعائلات جنود قتلوا في عمليات. ووصل عام 1996 إلى استراليا بصفة لاجئ وكان يقيم في ضواحي سيدني. وتحول من الإسلام الشيعي إلى السني بحسب موقعه على الانترنت.
وفي السياق، دانت إيران رسمياً عملية احتجاز الرهائن بمقهى بمدينة سيدني الأسترالية التي نفذها مسلح من أصل إيراني وأنهتها الشرطة بعملية اقتحام.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «اللجوء إلى مثل هذه الأعمال غير الإنسانية والتسبب بالخوف والذعر باسم الإسلام الحنيف غير مبرر على الإطلاق». وذكرت تم شرح ومناقشة الحالة النفسية لمنفذ الهجوم مرات عدة مع نظرائهم الأستراليين الذين يدركون حالته العقلية.
ومحمد حسن منطقي هو الاسم الحقيقي لمنفذ عملية احتجاز الرهائن قبل تغييره في أستراليا وهو لاجئ بالمدينة منذ قرابة عقدين أي بعد مغادرته إيران عام 1996، ووفقاً لوسائل إعلام إيرانية، فقد أعلن محمد حسن الولاء لتنظيم «داعش» على موقعه الرسمي منذ شهر تقريباً.