تقرير

ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن جهاديي تنظيم «داعش» الذين يحتلّون مدينة الموصل العراقية، يستعدّون لصدّ هجوم من القوات العراقية، وذلك عبر قطع خطوط الهاتف وحظر السكان المحليين من الفرار خارج المدينة. ووصف سكان محلّيون نزحوا من الموصل في تصريحات للصحيفة مدى تدهور الأوضاع في ظلّ تعرّض تنظيم «داعش» لضغوط متزايدة، متمثلة في صحوة الحكومة العراقية.

ونقلت الصحيفة عن أحد سكّان الموصل الذي وصل إلى بغداد مؤخّراً، ويدعى «غزوان»، قوله: «حال اضطررت للخروج من المدينة، يتعين عليك إحضار كفيل يضمن عودتك خلال عشرة أيام». مضيفاً أنه اكتشف هذه القاعدة الجديدة عندما توفيت والدة أحد أصدقائه، لعدم تمكّنه من إحضار والدته إلى بغداد لإجراء عملية جراحية. وأشار غزوان إلى أنّ المواطنين يحاولون مغادرة الموصل وأنه يتم إغلاق المستشفيات لعدم وجود كهرباء أو ماء.

ولفتت الصحيفة إلى أن قرار فرض قيود على السكان المحليين الذي يرغبون في مغادرة المدينة لم يُوضَّح، إلا أنه على ما يبدو محاولة لوقف النزوح الجماعي. وأعادت «ديلي تلغراف» إلى الأذهان ترحيب عددٍ من السكان السنّة بوصول «الدواعش» إلى الموصل في حزيران الماضي، معتقدين أن «الداعشيين» سيكونون «أفضل من الحكومة التي يقودها الشيعة من رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي»، الذي يعتبرونه وحشياً وطائفياً.

ونسبت الصحيفة إلى غزوان وغيره من السكان المحليين قولهم إنه من المزايا الفورية لوصول «الدواعش»، وقف التفجيرات التي كان ينفّذها «الجهاديون»، وأصبحت الطرق مفتوحة وآمنة للمرّة الأولى منذ سنوات.

وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، ومنذ ذلك الحين، تتراجع شعبية تنظيم «داعش» حتى مع السكّان «السنّة»، ويرجع ذلك إلى فرضهم قوانين صارمة في السلوك، إضافة إلى تفجير المسجد الأكثر شهرة في المدينة، الذي كان أيضاً قبر النبي يونس.

ونقلت الصحيفة عن ساكن آخر لا يزال في المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الاتصالات الهاتفية قُطِعت كإجراء أمنيّ، إذ يخشى تنظيم «داعش» أن يبلغ السكان المحليون عن مواقع المسلّحين للحكومة العراقية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه على رغم مخاوف «داعش» الواضحة، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى هجوم فوريّ على المدينة من جانب القوات العراقية، إذ حققت القوات الحكومية المدعومة من الميليشيات «الشيعية» بعض المكاسب في الأسبوعين الماضيين، من بينها تخفيف الحصار على مصفاة النفط في بيجي، أكبر حقول العراق، الكائن بين بغداد والموصل، ولكنه لا يعتقد أنهم يسيطرون بصورة كافية على الطريق شمالاً لشنّ هجوم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى