سعادة: ليس صحيحاً أن فرنجية لا عون هو المرشح الجدي لـ 8 آذار
حاورته روزانا رمال
اعتبر منسق لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده الوزير السابق يوسف سعادة أن «الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أمر إيجابي ومفيد، ونحن مطمئنون إلى ان حزب الله لن يدخل في موضوع رئاسة الجمهورية من دون تنسيق كامل مع حلفائه المسيحيين»، مشيراً إلى أن «المستقبل لا يمكن ان يذهب إلى حوار مع حزب الله من دون موافقة سعودية».
ولفت سعادة إلى أن «رئاسة الجمهورية هي موقع وطني له خصوصية مسيحية ومدخل اساسي لعودة المسيحيين الى الدولة وبناء شراكة حقيقية وفعلية في البلد»، مشدداً على أن «معادلة رئيس قوي للجمهورية في مقابل رئيس قوي للحكومة وللمجلس النيابي نبني البلد ونعزز الشراكة ونؤسس لدولة مدنية».
وإذ اعتبر أن حركة المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف لم تكن محصورة برئيس الجمهورية بل بأزمة المنطقة ككل وتحديداً الازمة السورية، شدد على أن زيارة المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو كانت فقط للبحث في الملف الرئاسي».
وأكد سعادة أن «مرشحنا هو رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لأنه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين ولن نتخلى عنه لنطرح رئيساً توافقياً آخر، لكن إذا أعلن أنه ليس مرشحاً عندها نبحث في خيارتنا في شكل جدي، وكل ما يطرح ان فرنجية هو المرشح الجدي لـ 8 آذار وليس عون غير صحيح».
وأوضح سعادة أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية لأن سقوط النظام لم يعد موجوداً والجميع يعرف أن الرئيس بشار الاسد صمد أربع سنوات وأن الجزء الأكبر من الشعب السوري معه».
ودعا سعادة إلى «التنسيق مع سورية لوجود عدو مشترك بينهما ولمعالجة ملف النازحين وموضوع العسكريين المخطوفين والقضاء على الإرهاب».
كما دعا إلى «حصر التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين، بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم»، منتقداً «المواقف السياسية التي تضعف المفاوض اللبناني وتقوي الإرهابيين».
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
هل ترون اتجاهاً جدياً للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل؟
– بالتأكيد هناك مسعى جدي يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحصول هذا الحوار، وأبدى الطرفان استعداداً لذلك، والحوار بين الطرفين مفيد وايجابي وصحي للبلد، لأن الفريقين يمثلان شريحة كبيرة من اللبنانيين في ظل الانقسام الحاصل في لبنان والمنطقة. لا شك أن الحوار بين حزب الله و»المستقبل» يترك إيجابيات على الساحة الداخلية، أما في ما يخص الحوار حول رئاسة الجمهورية او أي أمر وطني آخر، فنحن مطمئنون إلى أن حزب الله لن يدخل في موضوع رئاسة الجمهورية من دون تنسيق كامل مع حلفائه المسيحيين أي مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، وليس لدينا هواجس في هذا الأمر. في المقابل الرئيس سعد الحريري أيضاً يقول انه سيعود إلى حلفائه في 14 آذار في موضوع الرئاسة.
ماذا تغيّر عند تيار المستقبل حتى يظهر هذه الإيجابية في الحوار؟
– لا سبيل لنا إلا الحوار وهو قدر، ونحن كفريق 8 آذار نؤمن به دائماً، أما عند تيار المستقبل فقد حصل تحولان: الأول في الحكومة عندما كنا نسمع ان «المستقبل» لن يجلس مع حزب الله في الحكومة قبل انسحابه من سورية ثم شارك لاحقاً، ونثمن هذه المشاركة لأنه لو لم تكن هذه الحكومة موجودة لكانت المشكلة أكبر. التحول الثاني موافقة «المستقبل» على الحوار مع حزب الله الآن، وهذا التحول جدي ومفيد، والحوار بين الطرفين له ابعاد لبنانية واقليمية، فالمستقبل لا يمكن أن يذهب إلى حوار مع حزب الله من دون موافقة سعودية، المهم انه اتخذ قراراً بالحوار الذي يترك ارتياحاً وأجوء إيجابية في البلد لا سيما أن راعي الحوار هو الرئيس بري وبالتأكيد هناك تحولات على الساحة الإقليمية والدولية مهدت له، ولبنان ساحة تعكس الخلافات والتحولات الخارجية.
في أي إطار تضع اللقاء بين عون ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع؟
– أي حوار هو أمر إيجابي. العلاقة بين «القوات» والتيار الوطني الحر شهدت مرحلة من التشنج وأي حوار يترك أجواءً إيجابية، ولكنه لن يؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية، لا سيما ان شرط «القوات» للحوار هو تنازل عون عن الترشح للرئاسة. نحن كمرده نشجع أي حوار لكن إذا كان سيبحث في حل لرئاسة الجمهورية فيجب ان نكون شركاء فيه.
ما المانع من أن يسحب عون ترشيحه كما سحب جعجع ترشيحه للوصول إلى مرشح توافقي؟
– مجرد طرح 14 آذار انه يجب على 8 آذار سحب عون كما سحبت 14 آذار جعجع هذا يؤكد أن ترشيح جعجع كان لإلغاء ترشيح عون فقط. نحن مصرون على مواصفات محددة للرئيس التي اتفقنا عليها كمسيحيين، قوي وله حيثية تمثيلية عند المسيحيين وقوي بقدرته على التواصل مع جميع الاطراف، وهذا الموقع الوطني له خصوصية مسيحية وهو مدخل أساسي لعودة المسيحيين الى الدولة وبناء شراكة حقيقية وفعلية في البلد، وعندما نطرح هذه المواصفات لا يعني أننا سنذهب إلى الحوار ونتخلى عن عون. هناك مفهوم خاطئ أنه عندما يحكى عن حوار دائماً يفهم أننا سنذهب إلى تسوية على رئيس لا لون ولا رائحة ولا طعم له، بل التسوية يجب ان تأتي برئيس قوي ويمثل وفي الوقت نفسه تأتي برئيس حكومة قوي ورئيس مجلس قوي، الرئيس بري نعتبره ضرورة وطنية لكن هل يمكن ان نأتي برئيس مجلس وسطي لا يمثل الثنائية الشيعية؟ هذا أمر مرفوض وغير صحي، وأيضاً هل الرئيس سعد الحريري وهو رئيس تجمع 14 آذار وسطي؟ ووصوله إلى رئاسة الحكومة أمر صحي، والرئيس نجيب ميقاتي شخصية تمثل ولها حيثية لكن لأن تيار المستقبل رفضها كان يوم الغضب وتعطل البلد ثلاث سنوات.
لماذا نضع هذه المواصفات في رئاسة الجمهورية جانباً، نحن كمسيحين لن نتنازل عن المواصفات لأننا نرتضيها لشركائنا بالوطن. فبوجود رئيس قوي للجمهورية في مقابل رئيس قوي للحكومة وللمجلس النيابي نبني البلد ونعزز الشراكة ونؤسس لدولة مدنية وعندها ترتاح كل الطوائف. وليس ان نشعر المسيحيين بأنهم مظلومون وننتخب بدلاً منهم رئيساً.
ما رأيك بمن يقول إن الطائفة الشيعية موحدة وأيضاً السنّية أمام استحقاقاتهما، بينما الطائفة المسيحية منقسمة حول رئاسة الجمهورية، ما يدفع الأفرقاء الآخرين لطرح رئيس توافقي؟
– نعم نحن منقسمون وهذا الإنقسام دليل صحي وديمقراطي لكن يجب ألا ندفع ثمن انقسامنا ولا أن يدفعنا حلفاؤنا ثمن هذا الانقسام.
إذا كانت إيران هي مرجعية للشيعة والسعودية مرجعية للسنّة، هل يمكننا القول إن المرجعية الدولية للمسيحيين مبهمة؟ وهل يوجد سباق بين روسيا وفرنسا على مرجعية مسيحيي الشرق؟
– المسيحيون ليسوا جالية في هذا البلد وعندما يعتقدون أن مصيرهم مرتبط بوجود الغرب يكون هذا انتحاراً، وما حصل للمسيحيين في العراق وفلسطين وفتح باب الهجرة لهم أكبر دليل على أن الغرب لا يهتم بمسيحيي الشرق. نحن متشبثون بأرضنا والعيش مع شركائنا في الوطن والانفتاح على محيطنا العربي وليس بالضرورة ان تكون لدينا مرجعية دولية.
ندعو الغرب إلى إعادة موقفه من الربيع العربي، وقلنا إنه ليس بربيع، بل هو ربيع الدماء وأكل القلوب، يجب على الغرب ان يعيد قراءة هذه المرحلة ومطلوب من المسيحيين ان يتشبثوا أكثر بأرضهم. الربيع العربي هو مشروع تكفيري يرفض الآخر ويضرب التعددية، ووجودنا ضرروة لفكرة لبنان ولا نبحث عن مظلة دولية، بل نبني مع شركائنا في الوطن صيغة تحفظ حقوف الجميع.
هل صحيح ان روسيا اليوم ستحتضن المسيحيين؟
– روسيا تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التنوع في الشرق وكل دولة تحافظ على هذا التنوع نحن شاكرون لها، وحركة المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف ليست محصورة بموضوع رئاسة الجمهورية فهو أحد الملفات، أما حركة بوغدانوف فهي مرتبطة بأزمة المنطقة ككل وتحديداً الأزمة السورية، ولكن زيارة المبعوث الفرنسي فرانسوا جيرو مختلفة، وهي تتعلق حصراً بالملف الرئاسي.
هل تعتقد أن 8 آذار هي التي تظهر انها تعطل انتخاب الرئيس عبر مقاطعة جلسات الانتخاب؟
– لا شك في أن إدارة فريق 14 آذار للمعركة الرئاسية قد تكون أذكى في الشكل، ولكن في المضمون قلنا في بكركي إن المشاركة في الجلسة او عدم المشاركة هو حق لنا. وحتى لو نزلنا وكل النواب إلى المجلس هل سينتخب رئيس؟كلا، إذ لا أحد يملك غالبية 65 صوتاً من كلا الفريقين، إلا إذا حصل اتفاق على مرشح وسطي بين النائب وليد جنبلاط وفريق 14 آذار لكننا لن نؤمّن النصاب لرئيس لا نوافق عليه، ولو كان مرشح 8 آذار يحصل على 65 صوتاً لكانت 14 آذار عطلت النصاب. في هذه المرحلة يجب ان يتم التوافق على انتخاب الرئيس وما المطلوب منه قبل الانتخاب. الذي يعطل الانتخاب، إذن، ليس نزول النواب او عدمه، بل عدم الاتفاق بين اللبنانيين، إضافة الى ان هذا الاستحقاق قد يكون مدخلاً لتسوية إقليمية دولية.
كيف تنظر إلى جولة الرئيس أمين الجميل الى الجنوب، وهل يمكن ان يكون رئيساً توافقياً؟
– هذه الزيارة إيجابية لكنها لن تؤدي إلى رئاسة الجمهورية، ولا يمكن أن يكون الجميل مرشحاً توافقياً وهذا الأمر ليس مطروحاً في 8 آذار، مرشحنا هو العماد عون ولن نتخلى عنه لنطرح رئيساً توافقياً آخر.
هل يمكن أن يكون الوزير سليمان فرنجية مرشحاً توافقياً؟
– الوزير فرنجية لديه كل المقومات المطلوبة. فهو رئيس قوي له حيثية شعبية وعلى المستوى الوطني والشخصي، ونحن مع عون لأنه الأكثر تمثيلاً للمسيحيين، وبرهن في استحقاقين نيابيين ذلك، وهو مرشح طبيعي وعندما يعلن عون أنه ليس مرشحاً نبحث خياراتنا في شكل جدي. علاقة فرنجية ايجابية مع جميع الأطراف ونحن وعون في الموقع نفسه، وكل ما يطرح عن أن فرنجية هو المرشح الجدي لـ 8 آذار وليس عون، غير صحيح.
هل سيبصر الرئيس اللبناني النور قريباً؟
– الأمور لم تنضج بعد وتحتاج مزيداً من الوقت على رغم حركة الموفدين الدوليين، ولن نرى رئيساً في المدى القريب.
هل تعتبر ان صداقة الوزير فرنجية مع الرئيس بشار الاسد تضعف حظوظه في الرئاسة؟
– للأسف بعض السياسيين يعتبرون أن التنكر للصداقات والانتقال الى الاخصام هي ميزة، الرئيس بشار الأسد صديق شخصي لفرنجية منذ زمن بعيد، ولم نستقوِ بهذه العلاقة على أحد، وسورية اليوم تمر بأزمة كبيرة والصداقة ما زالت نفسها، ولم نشعر بأنها تنتقص من وطنيتنا ولسنا في حاجة الى شهادة من أحد في الداخل أو الخارج. علاقتنا مع الرئيس الأسد هي لمصلحة لبنان وليس لها تأثير في ترشح فرنجية للرئاسة ولن نتخلى عن صداقاتنا للوصل إلى أي منصب.
هل تعتبر أن مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للحل في سورية جدية؟
– قلنا منذ البداية إن ما حصل في سورية هو مؤامرة، وليس ربيعاً عربياً، بل ربيع المتطرفين والتكفيريين، والآن على الساحة السياسية يوجد الدولة السورية والرئيس الأسد المستعد لإعطاء الإصلاحات وهناك تكفيريون مثل «جبهة النصرة» و تنظيم «داعش» وقد يكون الغرب اقتنع بأنه لا يستطيع أن يقيم تحالفاً دولياً ضد «داعش» وهو ضد الدولة السورية، لأن الذي يحارب الإرهاب هو الرئيس الأسد، ويجب ان يكون شريكاً ضد الإرهاب، والحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية. اليوم نجد حراكاً جدياً لروسيا، وسقوط النظام لم يعد موجوداً، والجميع يعرف أن الرئيس الأسد صمد أربع سنوات وأن الشعب السوري معه، ورأينا الإرهاب كيف يتفشى الآن ويضرب في دول غربية، لذلك فإن أي حرب على الارهاب يجب التعاون فيها مع سورية.
هل أرخى التفاهم الأميركي – الإيراني حول النووي بظلاله على المنطقة لا سيما في الملف السوري؟
– إيران لاعب كبير وأساسي في المنطقة والذي غيّر خطط الغرب وأحلامهم هو الميدان ودور الجيش السوري وصمود الرئيس الأسد مع قوة أصدقاء سورية، كل ذلك فرض الحل السياسي الذي طرحه الأسد منذ البداية.
لماذا يتم التنسيق مع الجانب السوري من قبل التحالف الدولي ولبنان لم ينسق حتى الآن؟
– يجب التنسيق بين الدولتين لأن السفارات ما زالت موجودة وهناك عدو مشترك بينهما، وملف النازحين السوريين وموضوع العسكريين المخطوفين، وسورية هي العامل الأساسي المساعد لاسترجاع العسكريين من الارهابيين، وحتى المطالب التي يريدها الخاطفون موجودة لدى السوريين. سورية عامل مساعد في المفاوضات أو في العمل العسكري، والإرهابيون لديهم ورقة مهمة وهي العسكريون المخطوفون ويبتزون بها لوصول المؤن إليهم، واستغناؤهم عنها ليس بالسهولة، وحتى الآن لا نعرف ما هي مطالب الارهابين وهم لا يعيرون اهتماماً للموقوفين في سجن رومية الذين يعيشون في «فندق خمس نجوم»، الدولة اللبنانية كلفت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يجب ان تنحصر المفاوضات به ومن دون هذه المواقف السياسية التي تضعف المفاوض اللبناني وتقوي الارهابيين، وتجربتنا مع «هيئة علماء المسلمين» لم تكن مشجعة منذ البداية.
يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً ويعاد بثه الحادية عشرة ليلاً على قناة «توب نيوز»، تردد 12034