خريطة حلحلة لبنانية منسوبة لجيرو
يوسف المصري
يشيع في محافل سياسية لبنانية أن هناك خريطة طريق قيد الإعداد على نار حامية لنقل لبنان خلال النصف الأول من العام الجديد من حال الشلل السياسي إلى حال الاستقرار لمصلحة تحقيق تماسك وطني أكثر رسوخاً، يطور الخطوة التي بدأت مع تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام وعادت وانتكست لأسباب عدة، أبرزها – والكلام دائماً لهذه المحافل- دخول «داعش» و«النصرة» بقوة على خط الوضع الأمني والسياسي اللبناني وذلك منذ حصول غزوتهما لعرسال وما نتج منها من تداعيات أبرزها ظهور ملف الجنود المخطوفين. السبب الآخر وليس الأخير عدم قدرة تمام سلام على رغم نجاحاته عبر تمسكه بسلاح الصبر بإبقاء الحكومة موجودة، على إظهار أن لديه مبادرة قيادية فمثلاً تقول هذه المراجع أنه يمكن لسلام على رغم ظرف أن حكومته موجودة بغياب رئيس الجمهورية، أن يصنف قرارات الحكومة إلى أنواع: قرارات يتم اتخاذها بإجماع كافة الوزراء بحسب ما يقول الطائف عن طريقة تصويت الحكومة في حال موقع رئاسة الجمهورية. ولكن هذه القرارات تتعلق بأمور معينة. النوع الثاني قرارات يمكن أخذها بالنصف زائداً واحداً، وقرارات يمكن أخذها بالثلثين. ولكن الرئيس تمام سلام يتعامل مع كل الملفات بوصفها تنتمي للنوع الأول من القرارات الإجماع ، ربما لأنه لدى حساسية مفرطة تجاه إظهار نفسه بأنه لا يمد يده على صلاحيات الرئيس الأول، ولكن هذه الممارسة تؤدي إلى شلل الحكومة.
باختصار لا تنفي هذه المصادر حكمة سلام وصبره وطول أناته في ممارسته لموقعه كرئيس للحكومة، ولكن تأخذ عليه عدم مبادرته لتحريك عجلتها وفق الممكن ولو بالحد الأدنى.
نصيحة جيرو
وبالعودة إلى خريطة الطريق المفترضة للخروج من حال الشلل، فتكشف هذه المصادر عن ثلاث خطوات منتظرة:
أولها حصول الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بين مهلة عيد الميلاد ورأس السنة على الأرجح . وتؤكد أن قرار الدخول بهذا الحوار من قبل الطرفين اتخذ وهو جدي وغايته دفع البلد لإظهار قدرة على إنتاج حلول سياسية للقضايا الداخلية العالقة وبينها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والذهاب لانتخابات نيابية. لا يعني ما تقدم أن المستقبل والحزب سيتفاوضان عن الأطراف اللبنانية الأخرى بل إنهما سيضعان ثقلهما في مسعى إنجاح ورشة عمل سياسية داخلية ينخرط فيها كل الأطراف اللبنانية. أحد قيادي «14 آذار» يتحدث عن أن الحزب والتيار سيمارسان سياسة التدخل الإيجابي لإنجاح إتمام الملفات السياسية العالقة.
من يسمي رئيس الجمهورية؟
هذا السؤال يشكل إحراجاً للحوار المنتظر بين الحزب والمستقبل، والإجابة المطروحة حتى الآن هي أنهما سيبحثان ملف شغور الرئاسة الأولى وليس اسم المرشح. وأن التسمية متروكة لتفاعل الساحة المسيحية بشقيها الديني والسياسي مع هذا الملف. ولكن مصادر مطلعة تتحدث عن وجود ثلاثة أنواع من المرشحين: الموارنة الأقوياء الأربعة. والمسعى أولي يتجه لجعلهم صناع الرئيس العتيد وإخراجهم من حلبة الوصول للرئاسة.
الموارنة المقيمون بالطابق الثاني من عمارة نادي مرشحي الرئاسة وبين هؤلاء بطرس حرب وأمين الجميل وروبير غانم وآخرين. وهؤلاء يجدون أنه كلما اقتربت التسوية كلما تعاظم حظهم بالإقامة في الطابق الأول من النادي.
الموارنة الذين لديهم حظوظ إقليمية وداخلية كجان عبيد وجان قهوجي. وهؤلاء لديهم آرائك في حديقة النادي وهم قريبون جداً من بواباته الرئيسة ولكنهم في الوقت نفسه هم يقيمون خارجه.
الموارنة الذين يريدهم الكاردينال الراعي، وهؤلاء بعضهم مغمور لكن جرى مفاتحته بالوصول للرئاسة أمثال قاض متقاعد، وبعضهم الآخر معروفة قصة تأييد الراعي له، لكن الأخير لم يفاتحهم حتى الآن بنيل الرئاسة.
ثمة سباق بحسب هذه المصادر سيشهده سياق الحلحلة في لبنان خلال الشهرين المقبلين، وذلك بين لمن سيكون له السبق على الآخر: التسوية على انتخاب رئيس أم التسوية على إقرار قانون انتخابي جديد؟
لكن الأجندة التي يفضلها جيرو والتي استخلصها بعد جولة استماعه لآراء القوى اللبنانية حول الوضع في البلد، تنصح بالتدرج التالي: انتخاب رئيس – حكومة وحدة وطنية جديدة تدعم الاستقرارين السياسي والأمني وتقر قانون انتخابي جديد – ثم يذهب لبنان إلى انتخابات نيابية مبكرة.