فيون: مكافحة الإرهاب تخصّ العالم بأسره ويجب تأمين دعم دولي للبنان لمواجهته
أكد رئيس الحكومة الفرنسية السابق فرنسوا فيون أنّ مهمّة مكافحة الإرهاب تخصّ العالم بأسره، مشدّداً على ضرورة حصول لبنان على دعم دولي لمواجهته.
وجال فيون الذي وصل إلى بيروت مساء الجمعة الفائت، تلبية لدعوة رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، على كبار المسؤولين اللبنانيين، فزار مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتمّ بحث الأوضاع في لبنان والمنطقة.
وفي السراي الحكومية، التقى رئيس الحكومة تمام سلام وعرض معه الأوضاع المحلية والإقليمية. وأثنى فيون بعد اللقاء على جهود سلام «لإنجاح المهمة الصعبة لحكومته»، مؤكداً «ضرورة حصول لبنان على دعم دولي لمكافحة الإرهاب، لأنّ هذه المهمّة تخصّ العالم بأسره». وأضاف: «هناك الكثير من المعتدلين في لبنان يمكن الاعتماد عليهم، خصوصاً أنّ الشق المتعلق بمكافحة الإرهاب لا يقتصر على المواجهة العسكرية فحسب، بل يتصل بالتعليم ورعاية الشباب والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والمطلوب أن تحصل بدورها على كلّ دعم دولي وخصوصاً الأوروبي».
وزار فيون دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. وأوضح فيون أنّ زيارته تأتي في إطار تهنئة دريان بانتخابه مفتياً، ولتأكيد «أهمية التعايش السلمي بين مختلف الديانات والدور الكبير والأساسي الذي يجب أن يضطلع به رجال الدين في الشرق لجهة السعي إلى تحقيق السلام». ونوّه «بحكمة المفتي دريان واعتداله وانفتاحه»، مؤكداً أنه يشاركه هذه القناعات، معتبراً «أنّ لبنان مثال التعايش السلمي والديني والثقافي».
كما التقى فيو الرئيس السابق ميشال سليمان الذي أكد «أهمية تفعيل التحالف الدولي من أجل مكافحة كلّ الأعمال الارهابية التي تفتك بالمجتمعات من خلال قطع الرؤوس والترهيب والترغيب».
كذلك زار المسؤول الفرنسي السابق الصرح البطريركي في بكركي حيث استقبله البطريرك الماروني بشارة الراعي.
مطرانية الروم الكاثوليك
وزار فيون مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، حيث أقام رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش حفل غداء على شرفه حضره رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، الدكتور ربيع الدبس وحشد من الشخصيات السياسية والقضائية والحزبية والثقافية ورجال الدين.
وأشار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، إلى «أنّ الشخصيات الحاضرة في المناسبة تمثل الصورة الحقيقة للبنان التسامح والانفتاح، وأنها تمثل شهادة إنسانية عن العلاقات الاخوية التي ينبغي أن تسود في المجتمعات». وقال: «إننا نتوقع من فرنسا أن تشجع هذا التفاهم المتبادل الذي شجعته في الماضي، وهي قادرة على القيام بهذه المهمة في أيامنا هذه لأنها كانت في كلّ الأوقات منفتحة على جميع الاتجاهات وعلى مسافة واحدة من جميع الطوائف».
وأوضح درويش «أنّ السياسة الحكيمة والمعتدلة التي اعتمدتها فرنسا، سمحت لها بأن تكون عامل توحيد وتوافق في لبنان»، طالباً من فيون «التوفيق بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الانتخاب سيؤدّي، بدوره، إلى وضع قانون انتخابات برلمانية جديد من شأنه أن يوفر لجميع الطوائف اللبنانية، ولا سيما الطائفة المسيحية، فرصة لتكون ممثلة بطريقة عادلة ومنصفة».
ولفت إلى «أنّ المسؤوليات التي تتحمّلها فرنسا في لبنان تدفعنا إلى النظر في موقفها تجاه مسيحيّي الشرق الذين استشهدوا وكانوا ضحايا حرب رهيبة في العراق وسورية»، متسائلاً عن «الأسباب الحقيقية لهذه السلبية القاتلة التي أبدتها السلطات الفرنسية تجاه أولئك اللاجئين، ولماذا ظلت هذه السلطات غير فاعلة مع أنها كانت ترى بأمِّ العين الأعمال الوحشية التي طاولت تلك الجماعات.»
ودعا درويش فرنسا «إلى تغيير سياستها في الشرق، وتبنّي سياسة أخرى أكثر إنصافاً وإنسانية»، مشيراً إلى «أنّ حماية مسيحيّي الشرق ستكون مفيدة على أكثر من صعيد، إذ أنها ستسهم في دعم الأخوّة الإسلامية ـ المسيحية ومحاربة التطرف وتعزيز الاعتدال». كما أكد «ضرورة إيقاف النزيف الحادّ الذي تمرّ به الطوائف المسيحية في الشرق»، معتبراً أنه «ينبغي إيقاف هجرة هؤلاء المسيحيين إلى الغرب ومساعدتهم على الترسّخ أكثر وأكثر في أراضي أجدادهم وذلك بتقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي».
بعد ذلك، زار فيون والمطران درويش مخيم اللاجئين السوريين في ضواحي زحلة، حيث اطلع على احتياجات النازحين وقدم الهدايا للأطفال بمناسبة الأعياد.