أبو فاعور يطلع سلام على رسالة «داعش» والفليطي والمصري يتنافسان على إحداث مفاجأة
رست قضية العسكريين المخطوفين على أمرين. الأول قبول الحكومة المقايضة من دون شروط، والثاني اعتماد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي صلة وصل مع الخاطفين مع تأييد كل جهد لإعادة العسكريين. لكن تصاريح الوسيطين الفليطي والشيخ وسام المصري عكست انزعاج كل واحد من الآخر، وبدوَا في تنافس لتحقيق مفاجأة في هذا الملف تحسب له وللجهة التي ينسق معها.
أما أهالي المخطوفين فقد تابعوا جولتهم على المسؤولين، والتقوا أمس كلاً من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي.
وبعد لقائه الأهالي على مدى ساعة، قال المشنوق في تصريح مقتضب «استقبلت أهل العسكريين الذين هم أهل جميع اللبنانيين، حيث يقع عليّ جزء من المسؤولية بصفتي وزيراً للداخلية، لن أفصح عما أقوم به، ولن أقول إن كنا قصّرنا أم قمنا بواجبنا، لقد حاولنا وسنكمل في هذا الطريق حتى نرى هؤلاء الأبطال أحراراً في بيوتهم وعند اهلهم وفي ضيعهم». وأشار الى ان «ما سيقوله المتحدث باسم أهالي المخطوفين الشيخ عمر والمختار طلال طالب يقولونه باسمي وعلى مسؤوليتي».
ثم تحدث حيدر الذي نقل عن المشنوق «ان أبواب المفاوضات مفتوحة مع اي انسان له يد بيضاء تمد لهذا الملف، والمقايضة موجودة من دون اي شروط. ونحن نؤيد كل جهد من أجل هذا الملف لإخراج إخواننا العسكريين من جرود عرسال وأولها جهد أحمد الفليطي من أجل تحرير أسرانا».
ورداً على سؤال عن الوسيط الثاني الشيخ المصري، قال حيدر: «لم يأتنا أي تصريح من تنظيم الدولة الإسلامية أم غيرها. لقد سمي أحمد الفليطي ويؤيدونه ويدعمونه»، معرباً عن اعتقاده بأن الفليطي «يتواصل مع جبهة النصرة ومع الدولة الاسلامية، ولكن بدأ بملف الدولة الاسلامية ومن ثم ملف الجبهة».
وأعلن طالب، بدوره، ان المشنوق سيستقبل الفليطي.
ومن وزارة الداخلية، انتقل الأهالي إلى وزارة العدل حيث التقوا ريفي الذي أشار الى «انني تعاونت سابقاً مع الفليطي وهو يتمتع بصدقية عالية جداً واحترام كبير وأبني عليه رهاناً كبيراً» ، كاشفاً ان هناك أيضاً «قناة تواصل مع «النصرة» لا مصلحة في الكشف عنها حالياً». وأوضح أن «تكليف الفليطي لم يطرح بعد على الحكومة ولا على خلية الأزمة».
في سياق متصل، وبعد ان أعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان «الفليطي حمل من عرسال طرحاً يمكن ان يشكل مدخلاً لحل قضية العسكريين سننقله الى الحكومة اللبنانية»، التقى وزير الصحة وائل أبو فاعور أمس رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية.
وتعقد خلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين اجتماعاً في الساعات المقبلة، برئاسة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وحضور مدير المخابرات ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات عماد عثمان.
وكان الفليطي أكد انه أُرسل «من جنبلاط عبر أبو فاعور لفتح قناة اتصال مع الجهات الخاطفة، فزرت «داعش» ووافقوا على وساطتي»، مضيفاً: «أنا شخصياً، لا أطمح لأي شيء، لا ان أكون وسيطاً حصرياً او غير ذلك، ولا أملك وصفة سحرية للموضوع. أنا نقلت وجهة نظر جنبلاط الى «داعش»، و«داعش» حمّلني رسالة نقلتها لوليد بيك وهو حكى عنها». وأعلن «اننا ننتظر حالياً رد الحكومة او المعنيين أو أبو فاعور على الرسالة».
وعما إذ كان «داعش» سيطلق عسكريين كبادرة حسن نية في حال تم تكليفكم رسمياً؟ قال: «لا. حسن النية من قبلهم سيكون في شروط غير تعجيزية أخف من التي كان يحكى عنها في السابق. واذا تجاوبت الحكومة مع هذه المطالب المخففة ولمسوا جواً ايجابياً من الحكومة، نأمل بأن يرد الخاطفون بإطلاق سراح البعض فنفتح ثغرة في جدار هذه الأزمة».
في المقابل، اعتبر الشيخ المصري عبر «المركزية» ان دخول الفليطي على خط ملف العسكريين «يشكل ورقة جديدة لكن يدنا ممدودة للتعاون». وأكد «أنني لن أعلق وساطتي أبداً»، موضحاً ان «الفليطي لم يكلف من قبل داعش، ورئيس الحكومة تمام سلام استغرب كيف أرسله أبو فاعور الى الجرود من دون إعلامه. بينما انا نسقت مع خلية الأزمة ومع اللواء ابراهيم. كما أنني تمكنت من لقاء أمير «داعش» شخصياً الذي يحمل في يده ملف العسكريين، فهذا الفرق بيني وبين الفليطي».
وأعلن «ان هناك مفاجأة سارة في الملف، لا أريد ان أحدد طبيعتها او توقيتها، وهناك أخبار طيبة سيسمعها الجميع، مرتبطة بتجاوب الدولة اللبنانية».
وأوضح المصري ان جهوده تنصب حالياً على «داعش» لا «النصرة» لأنها الاقوى في الجرود اليوم، و«أظن ان ملف العسكريين سينتقل الى يدها كاملاً بالتنسيق مع «النصرة».
واعتبر المصري ان «جنبلاط عندما فتح على حسابه بتكليف الفليطي، عرقل جهودي. لكن اذا أكملنا الوساطة، من الضروري ان نجلس مع جنبلاط، اذ هناك قضايا استراتيجية يجب حلها».