السراج لـ«العالم»: «داعش» منظمة كرتونية وتنهار أمام الجيش العراقي والحشد الشعبي
اعتبر الكاتب والمحلّل السياسي العراقي عدنان السراج أن «التحضيرات التي كانت تجرى لتحرير مناطق نينوى وصولاً إلى مدينة الموصل كانت تجرى على قدم وساق وبسرية وفعالية تامّة، بين البيشمركه مع الفرقة الذهبية التي تمركزت في دهوك، وقوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية والطيران العراقي، وأيضاً بالتنسيق مع العشائر العراقية التي وجدت خصوصاً في تلعفر التركمانية والأيزيدية في منطقة سنجار وشنكال، والكردية في زمار وجلولاء ومناطق أخرى».
وأضاف السراج: «أُعدّ لهذه الهجمات جيداً وتم حشد 32 ألف مقاتل لها، وكانت الضربة التي وُجّهت إلى «داعش» في تلك المناطق مفاجئة، حيث جرى التوغل إلى مسافات عديدة لعشرات الكيلومترات، ما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والأسرى». وأكد أن «ما تشهده هذه الجبهات يؤكد أن «داعش» منظمة كرتونية تستخدم الدعاية والإعلان والقوة والإرهاب ونظام الصدمة في علاقاتها وأظهرت ضعفها، إذ لم تواجه هجمات القوات العراقية أية مقاومة تذكر، ما يعني أن قوات «داعش» انهارت في تلك المناطق التي كانت تعتبرها حصوناً مهمّة».
وأشار السراج إلى «أن معسكر كسك الذي يعتبر من أضخم المعسكرات، مطوّق وسيجرى دخوله الليلة، حيث يبعد 30 كيلومتراً من سدّ الموصل و70 كيلومتراً من مدينة الموصل، ويعتبر نقطة انطلاق مهمّة بعد تحرير تلعفر». لافتاً إلى أن «العشائر العراقية والسنة في المناطق التي ابتليت بـ«داعش»، وضعها السياسي معقد، وعشائرها متداخلة وقد تغلغل «داعش» واستغل بعض السياسيين السيئين، وما دار حول تهميش السنة، حيث عرض «داعش» نفسه كراعٍ لأهل السنة، ما أدى إلى تغلغلها في تلك المناطق وبين العشائر».
وتابع السراج: «بمرور الزمن تصرفات «داعش» مع الأهالي أثبت أن لديه برنامجاً وأجندة ومشروعاً يعتمد على مسخ الهوية العراقية والإسلامية»، مشيراً إلى أن «التمرّد كان واضحاً وكذلك الهروب الجماعي من مناطق «داعش»، والعشائر تطلب الآن رسمياً من الدولة الانضمام إلى الحشد الشعبي أو الحرس الوطني أو المقاومة العشائرية».
وأكد السراج أن «الجميع يدرك أن طيران التحالف الدولي لم يكن له أي تأثير مطلقاً، ولم تشارك أية قوة من التحالف بالهجمات، وإنما ما تمّ في قاعدة عين الأسد ومع البغدادي كان بمشاركة من القوة الجوية العراقية والعشائر والجيش العراقي والحشد الشعبي الذي كبّد داعش أكثر من 128 قتيلاً».