بنسبة 55.68 في المئة… السبسي رئيساً لتونس والمرزوقي يهنئه
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أمس النتائج النهائية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حيث فاز المرشح الباجي قائد السبسي بعد نيله 55.68 في المئة من أصوات الناخبين. وقالت الهيئة في مؤتمر صحافي إن السبسي فاز بمنصب أول رئيس للجمهورية في تونس بعد ثورة الحرية والكرامة، بنيله 55.68 في المئة من الأصوات. كما نال المرشح المنافس المنصف المرزوقي نسبة 44 في المئة.
وأعلن عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية للمرشح محمد المنصف المرزوقي، أن الأخير اتصل هاتفياً برئيس حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي مهنئاً إياه بالفوزه برئاسة الجمهورية.
وكانت الهيئة أعلنت أول من أمس أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت نحو 59 في المئة.
وكان محسن مرزوق القيادي في نداء تونس ومدير الحملة الانتخابية للسبسي قال إن المؤشرات تفيد بفوز الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية.
في المقابل قال منصر في مؤتمر صحافي: «إن لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي من أن هناك فوزاً واضحاً وأنه قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الاصوات لا بعشرات أو مئات الأصوات».
وجرى الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في تونس وسط متابعة محلية وأجنبية وترقب في أن تؤدي آخر خطوة من المرحلة إلى الاستقرار السياسي والأمني والانتعاش الاقتصادي في البلاد.
وكانت حركة النضال الوطني التونسية وأحزاب قومية دعت الشهر الماضي إلى إزاحة المنصف المرزوقي من الدور الأول في الانتخابات الرئاسية التي ستجريى بعد يومين مؤكدة أن المرزوقي يمثل خطراً بالغاً على أمن تونس وأمن المنطقة العربية برمتها لذا فقد بات لزاماً التصدي له وتنبيه أبناء الشعب التونسي من خطورته بالدرجة الأولى.
وأشادت الصحف التونسية الصادرة أمس بالانتخابات الرئاسية التى وصفتها بـ «التاريخية»، مشيرة إلى أن تونس أكملت مرحلة من تاريخها السياسي بانتخاب أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب في انتخابات تدل كل المؤشرات الأولية على شفافيتها ونزاهتها.
سيقف في وجه الإرهاب
وقالت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية إن الجهاديين هددوا بمواصلة الاغتيالات وزعزعة الاستقرار في تونس، ورأت أن إحدى المهمات الأولى التي سيتولاها الرئيس التونسي الجديد تتمثل في محاولة إعادة الأمن إلى البلاد.
ورأت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أن إحدى المهمات الأولى التي سيتولاها الرئيس التونسي الجديد «تتمثل في محاولة إعادة الأمن إلى البلاد». وقالت إن الجهاديين «هددوا بمواصلة الاغتيالات وزعزعة الاستقرار في تونس. ويخيف صعود الإرهاب شعباً غير معتاد العنف الجهادي، وهو يواجه اليوم صعود «داعش» الذي يضم عدداً كبيراً من التونسيين في صفوفه. وتبنى مسلحون من التنظيم في فيديو اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهددوا التونسيين».
وتابعت «ان أرملة بلعيد وصفت الفيديو بنداء واضح ضد تونس والتونسيين»، وقالت للصحيفة إنه يجب التعاطي بجدية مع هذه التهديدات. السبسي، الذي تقدم كضامن لدولة قوية، اقترح قبل أيام من الجولة الثانية تحديث نظام الاستخبارات الوطني، في إطار محاربة الإرهاب».
الإسلاميون ضد العلمانيين
واعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الحملة الانتخابية في تونس «خلقت قطبين يتمثلان في الإسلاميين والعلمانيين»، وأظهرت الانقسامات الإقليمية والطبقية التي تهدد التحول السياسي في البلاد، بحسب المحللين، على رغم التحركات تجاه التعددية التي حصلت عقب الثورة.
وقال خبير في الشؤون التونسية إن الانتخابات الرئاسية أيقظت الجراح القديمة في السياسة التونسية. وأشار إلى أن وجود القطبين يغطي شرخاً بين الجنوب الفقير والمهمش من جهة، والساحل الأكثر ازدهاراً من جهة أخرى.
الاتحاد الأوروبي: «صفحة تاريخية»
وفور إعلان السبسي رئيساً، هنئه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، متمنياً له كل النجاح والتوفيق فى مساعيه للعمل على تحقيق الآمال المشروعة والطموحات المستحقة لأبناء الشعب التونسي. وأكد السيسي دعم مصر الكامل لتونس وتطلعها لتعزيز علاقات التعاون والأخوة التي تجمع بين البلدين والارتقاء بها.
ومن جانبه، هنأ الاتحاد الأوروبي الرئيس التونسي الجديد. وأكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني أن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزماً بالعمل مع السلطات التونسية الجديدة وجميع شرائح المجتمع، والمساهمة في تعزيز المكاسب الديمقراطية في ظل الدستور الجديد، ودعم تنفيذ الإصلاحات اللازمة للتحول الاقتصادي والمنفعة الاجتماعية لجميع التونسيين.
وأشارت موغريني إلى أن الشعب التونسي سطر صفحة «تاريخية» في مرحلة الانتقال الديمقراطي في البلاد. ولفتت النظر إلى أن الشراكة المتميزة التي تجمع تونس والاتحاد الأوروبي توفر الإطار المناسب لتعزيز العلاقات الثنائية.