«المستقبل»: ذاهبون لتخفيف التوتير من دون سقوف عالية
سبق تيار المستقبل وحزب الله، التيار الوطني الحر و»القوات» في تقديم هدية الميلاد للبنانيين. عقدا أول لقاء بينهما عشية ليلة الميلاد في عين التينة أمس برئاسة وبركة «العراب» رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحضور وزير المال علي حسن خليل.
الحوار بين الأزرق والأصفر انطلق في العموميات، وسيتجنب الملفات الخلافية التدخل في سورية والمحكمة الدولية وسلاح المقاوم في الجلسات المقبلة على عكس حوار رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لا يزال بعيداً، لأن المفاوضات معرقلة.
لقاء معاون الامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله، بالوزير نهاد المشنوق، والنائب سمير الجسر ونادر الحريري، كان سبقه وأعقبه جملة من المواقف السياسية أعربت عن تأييدها لهذه الخطوة على رغم خشيتها من ان يكون الحوار انعكاساً لتوتير اقليمي قد يحصل اكثر مما هو حاجة داخلية». وكان تشديد من فريقي 8 و14 آذار على ضرورة المكاشفة والمصارحة ما بين طرفي الحوار، للوصول إلى توافقات مبنية على أسس ثابتة، وأن لا بديل عن التلاقي بين جميع اللبنانيين مهما تكاثرت الخلافات السياسية»، داعية إلى توسيع الحوار ليشمل انتخاب رئيس للجمهورية.
سليمان
وفي السياق، ثمن الرئيس السابق ميشال سليمان «الجهد الدولي لدعم الحوار السعودي – الإيراني الذي ينسحب حتماً على المحيط ككل ويثمر في حال نجح، توافقاً لبنانياً داخلياً طالما أظهرت القيادات اللبنانية عجزها التام عن القيام بالواجب الدستوري الديمقراطي المقدس، ألا وهو انتخاب رئيس الجمهورية».
ونوه «بالخطوة الإيجابية التي تمثلت بالمصالحة المصرية – القطرية استجابة لمبادرة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز بطي صفحة الخلاف، ما ينعكس إيجاباً على وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات الراهنة».
وشدد على «ضرورة المكاشفة والمصارحة ما بين طرفي الحوار، للوصول إلى توافقات مبنية على أسس ثابتة، ما يعزز المناعة اللبنانية لمواجهة الأخطار المحدقة ويساهم في تسهيل عمل الحكومة التي تقوم حالياً مقام الرئاسة في ظل الفراغ المرفوض».
ميقاتي
ورحب الرئيس السابق نجيب ميقاتي بـ «انطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله»، معتبراً «أنه خطوة جيدة وضرورية في هذا الظرف المأزوم، وتساهم في تخفيف التشنجات السياسية والعودة الى البحث عن قواسم مشتركة تتلاقى حولها الارادات اللبنانية كافة لصياغة تفاهم لبناني – لبناني يعالج الكثير من القضايا المطروحة».
وقال: «هذا الحوار الذي بدأ الليلة أمس يشكل عودة، ولو متأخرة، الى ما كنا ننادي به على الدوام، من أن لا بديل عن التلاقي بين جميع اللبنانيين مهما تكاثرت الخلافات السياسية وتباعدت المواقف، وأننا محكومون جميعاً بالعيش معاً والتحاور معاً في كل الظروف».
وأضاف: «صحيح اننا لا ننتظر ان يفضي هذا الحوار الى حل كل القضايا الشائكة والمشكلات المطروحة، لكنه يمثل في حد ذاته خطوة اساسية من سلسلة خطوات مطلوبة من الجميع، وعدم الرهان على متغيرات خارجية اثبتت الوقائع والمعطيات انها لم تجلب لوطننا سوى المزيد من المشكلات والتعقيدات والأزمات».
وتابع: «الظرف ليس ملائماً اليوم لتقليب صفحات الماضي لأن التساجل لم ولن يكون نهجنا، ولكن من حقنا، كما من حق جميع المواطنين، أن نسأل عن كل الاتهامات التي أطلقت والتخوين والتهجم الذي دفع ثمنه أبناء الوطن عموماً وأبناء الفيحاء خصوصاً من دمهم ودمعهم وأرزاقهم وقوت أبنائهم».
وتساءل: «ألم يكن أجدى لو وفرتم على لبنان واللبنانيين سنوات ثلاث من الرهانات الخاطئة والمغامرات العبثية والحملات الممنهجة لتعودوا، ولو متأخرين، الى حوار أدركنا أهميته وطالبنا به وعملنا من أجله؟ ألا تدينون للبنانيين جميعاً بإعتذار لمرة واحدة عن الإساءات التي تسببتم بها لهم ولوطننا لبنان؟ أليس من حقنا أن نطلع على الأسباب التي منعتكم ثلاث سنوات عن الحوار، وبالتالي الأسباب التي أملت عليكم العودة اليه الآن؟ أليس من حقنا أن نسأل من بحت حناجرهم تصعيداً وتجييشاً وتهديداً ووعيداً والذين رسموا لاءات وثوابت رفضاً لأي حوار وتلاقٍ، ثم استبدلوها بنعم من دون أي تغييرات جدية؟ لماذا الآن وكيف»؟
وأردف: «نحن لا نطرح الأسئلة من موقع اللوم او النقد للحوار، بل من موقع الحرص على إنجاحه، وأخذ العبر، وعدم تكرار التحريض والتجييش المذهبي. الحوار الذي بدأ مطلوب وضروري، وهو النهج الوحيد الذي يجب أن يكون سائداً، فهذا نهجنا ونهج كل من يريد حماية اللبنانيين من الصراعات الإقليمية التي ليست لدينا القدرة على وقفها وليس لنا مصلحة في الإنخراط فيها، لأنها تؤدي حكماً الى صدام بين اللبنانيين عاشوه سابقاً وعسى الا يتكرر».
فرعون
دعا وزير السياحة ميشال فرعون الى «توسيع الحوار ليشمل انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤيداً «الحوار بين حزب الله والمستقبل الذي يهدف الى تأمين شبكة أمان ضد الهواجس الامنية»، ومتحدثاً عن «توافق داخلي واقليمي على حماية الاستقرار الامني في لبنان، وتشجيع الحوار بين كل الافرقاء».
حوري
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري، أننا لا نضع سقفاً عالياً للتوقعات في شأن الحوار، نحن نذهب الى هذا الحوار لأننا مختلفون وفشلنا في الماضي في الاتفاق على الكثير من المواضيع».
وقال: «علينا ان نخفف من أضرار مستوى التوتير الذي حصل في المنطقة اقليمياً، وهذا يعد بنداً اساسياً لدينا في هذا الحوار، إضافة إلى محاولة إيجاد خرق ما في موضوع رئاسة الجمهورية وليس في موضوع اسم رئيس الجمهورية».
خريس
واعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس «أن عقد جلسة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل مؤشر مهم وايجابي، على رغم وجود خلافات عميقة بينهما، وصعوبة الاتفاق على كافة الملفات الخلافية»، مشيراً إلى «أن الحوار سينطلق لتخفيف الاحتقان المذهبي والطائفي وإدخال لبنان في مرحلة الاستقرار والتفاهم، كما سيتطرق إلى ملف رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب»، مستبعداً «الدخول في الاسماء».
جنجنيان
وأكد عضو كتلة «القوات» النائب شانت جنجنيان لـ«المركزية» «أن المفاوضات على خط حوار رئيس الحزب سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون «مُعرقلة» لأن الأخير مصرّ على ترشيحه وعلى أنه المرشّح التوافقي»، وأوضح اننا «كقوات» لن نذهب الى الرابية كي «نبيع» الجنرال موقفاً مجانياً رغم حرصنا على المصلحة الوطنية»، مشيراً إلى «أن لا امكانية لانتخاب جعجع أو عون للرئاسة نظراً الى رفض فريقي 8 و14 آذار، لذلك آن الاوان كي نذهب الى مرشّح ثالث يحظى بتوافق الجميع».
واعتبر جنجنيان ان «العماد عون يُعرقل الاستحقاق الرئاسي بهدف الحصول على «سلّة» من المكاسب منها قيادة الجيش وبعض المراكز الاخرى».
طعمة
وتمنى عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة، في تصريح «ان يؤدي الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله إلى النتائج المتوخاة وحيث سبق لرئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط أن دعا دوماً الى التواصل والتلاقي بين المستقبل والحزب وبين كل اللبنانيين كونه يدرك المخاوف والهواجس المتربصة بالبلد وما ترتبه عليه من مخاطر هي الأصعب منذ نشوئه في ظل ما يحيط حولنا من حروب مدمرة وتطورات ومتغيرات هائلة».
الحوت
واعتبر نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت، «أن الحوار بين المستقبل وحزب الله مطلوب لتبريد الاحتقان الموجود في الساحة الداخلية»، معرباً عن «خشيته من ان يكون الحوار انعكاساً لتوتر اقليمي قد يحصل اكثر مما هو حاجة داخلية».
ورأى «أن الحوار ايجابي لكنه حاجة اقليمية بخاصة أنه سيتجاوز النقاط الأساسية في الخلاف اللبناني – اللبناني كقتال حزب الله في سورية، وفوضى السلاح المنتشر، وحالة الارباك العام في مؤسسات الدولة والشغور الرئاسي».
واستبعد «إمكان أن يوصل الحوار إلى انتخابات رئاسية لأن المكون الأساسي وهو الطرف المسيحي يغيب عنه»، معتبراً «أن الحوار قد يهيئ الأجواء بانتظار كلمة سر اقليمية تأتي برئيس للجمهورية لأن الفرقاء اللبنانيين سلموا الموضوع لمرجعياتهم الإقليمية والدولية وينتظرون الضوء الأخضر».
وأشار الحوت إلى «أن هناك مراوحة بملف رئاسة الجمهورية لأن لبنان ورقة تفاوضية»، وقال: «لا أفق لانتخابات الرئاسة قبل 7 اشهر على الاقل موعد انتهاء المفاوضات النووية الايرانية».
غاريوس
وتمنى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس «أن يولد وطننا من جديد، وأن يولد مجلس نيابي جديد يمثل اللبنانيين فعلاً، وأن يولد رئيس جديد يلتزم القيم المسيحية الحقة ويتعالى عن الصغائر ويكون فوق الفساد والشبهات والصفقات، وأن تولد المؤسسات من جديد نظيفة لا غبار عليها، وأن يولد الشعب من جديد ويختار الحق لأن وحده الحق يحرره». وقال في هذا الميلاد «كم نحتاج إلى وقفة ضمير وطنية أمام المغارة، علّ النجم يدل المسؤولين والناس على المخلص وطريق الخلاص».
«أمل» و«العمل الاسلامي»
وشددت حركة أمل وجبهة العمل الاسلامي في بيان على «ضرورة الحوار والتلاقي بين اللبنانيين كافة، وعلى أهمية نجاح الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري على أسس سليمة واضحة وعلى قاعدة مصلحة الوطن العليا، وقاعدة أن لبنان وطن لجميع أبنائه»، مؤكدين «أنه ينبغي على الجميع تحمل المسؤولية والعمل بمقتضى ما تمليه عليه الإرادة الوطنية من تضحية ووفاء وإخلاص وتعاون من أجل إنقاذ الوطن وإعادة اللحمة والثقة بين أبنائه».