نور الدين: مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والتجزئة تتمّ بترسيخ فكرة الوحدة القومية التي يشكل نموذجها القوميون الاجتماعيون
نظمت الندوة الثقافية المركزية في الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاءً حوارياً مع عضو المجلس القومي د. غالب نور الدين حول موضوع «حالُ الأمة والردّ النهضوي المطلوب»، حضر اللقاء رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، وعدد من المسؤولين والقوميين أعضاء الندوة.
استهلّ رئيس الندوة الثقافية المركزية د. زهير فياض اللقاء بكلمة مختصرة جاء فيها: كلّ الظاهرات التفتيتية، التقسيمية، التجزيئية، وكلّ العصبيات المَرضيّة التي يحفل بها مجتمعنا هي نتاج غياب الثقافة القومية الاجتماعية الإنسانية الشاملة التي تشكل المرتكز لوعي الإنسان في مقاربته لمشكلات الواقع الاجتماعي بتشعّباته المختلفة.
واعتبر أنّ هذا يدلّ على الحاجة الماسة الى تفعيل الدور والوظيفة لكلّ القوى الحية في المجتمع، وعلى رأسها حزبنا باعتباره أداة النهضة بغية مواجهة التحديات الآتية.
بعد ذلك، تحدث نور الدين عما تتعرّض له الأمة من تحديات وأخطار، وما يصيبها من أمراض وما يعتريها من ظاهرات تفتيتية ـ تقسيمية تشلّ حركتها، وتكبّل حركة تقدّمها ونموّها وارتقائها.
وتطرق الى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وما أدّى إليه من ضرب للعراق ولقدراته، وعملية التدمير الممنهج لكلّ معالم الهوية والحضارة في العراق، وما أدّى إليه من تقسيم للعراق على قاعدة طائفية ومذهبية شكلت مناخاً مؤاتياً لظهور الحركات المتطرفة التدميرية الموبوءة، وأيضاً تفريغ العراق من العلماء والأدمغة في سياق عملية التجهيل لشعبنا وإغراقه في الفوضى التي عملت على تعميمها السياسة الأميركية عبر مشروع «الشرق الأوسط الجديد» المزعوم.
وتحدث نور الدين عن المعركة التي يخوضها شعبنا في الشام دفاعاً عن الهوية والوجود، وللحفاظ على الدولة الوطنية والقومية التي شكلت العمق والظهير لكلّ حركات المقاومة في بلادنا من العراق الى فلسطين، فالمعركة في سورية هي معركة إسقاط الدولة بما ترمز اليه من معالم الهوية والانتماء والحضارة والوجود القومي.
كذلك تطرق نور الدين الى الواقع اللبناني، ومسارات تطور المسألة الفلسطينية والأخطار والتحديات المحيطة، كما أضاء على الأبعاد الدولية والإقليمية للصراع بسبب الموقع الاستراتيجي والجغرافي المهمّ لسورية في قلب العالم، وبالتالي فإنّ تداعيات الحرب في سورية ستكون لها انعكاسات على كلّ المشهد العالمي، وهذا ما يتطلب مدّ جسور التواصل والتعاون والتحالف مع كلّ القوى الإقليمية والدولية التي تقف على خط المواجهة لمشاريع الهيمنة الأميركية والغربية من إيران الى روسيا الى الصين الى دول «بريكس».
وأشار نور الدين في محاضرته إلى أنّ مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت والتجزئة تتمّ من خلال ترسيخ فكرة الوحدة القومية التي يشكل نموذجها القوميون الاجتماعيون، وأنّ هزيمة الاحتلال والإرهاب والتطرف تتمّ من خلال المقاومة نهجاً وثقافة، لأنها الأساس في مسيرة الصراع القومي. والمقاومة هي نحن، وكلّ القوى التي تقاوم الاحتلال الصهيوني وقوى الإرهاب والتطرف.
ولفت نور الدين إلى أنّ الجيش السوري هو أحد أبرز ركائز المقاومة في بلادنا، فهذا جيش ميسلون، خاض معاركه القومية ليس دفاعاً عن الشام وحسب بل دفاعاً عن فلسطين ولبنان والأمة، مشدّداً على أنّ وقوف قوى المقاومة إلى جانب سورية في حربها ضدّ الإرهاب والتطرف، هو تدعيم للقلعة القومية الحاضنة للمقاومة.
وتلت المحاضرة مداخلات من بعض الحاضرين حول موضوع اللقاء.