السيسي وقّع ونظيره الصيني وثيقة «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»
بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في اليوم الثاني، لزيارته لبكين، دعم العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والمجالات العسكرية والأمنية، والمجالات الثقافية والإنسانية، ومجالات العلوم والتكنولوجيا، والشؤون الإقليمية والدولية، بحضور وفديّ البلدين، كما وقّعا وثيقة «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، والعديد من الاتفاقات بين البلدين.
ووجّه السيسي، خلال اللقاء، الدعوة لنظيره الصيني لزيارة مصر «في أقرب فرصة عندما تسمح ظروفه بتلبيتها».
وعبّر، عن شكره «العميق لكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظي به منذ أن وطأت قدماه الأراضي الصينية»، قائلاً إن «العلاقة بين البلدين تضرب بجذورها في التاريخ، ويرجع تاريخها إلى 60 سنة لم تَشبها أية مشكلات أو إجراءات سلبية، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين وحرص الجانبين عليها»، مردداً ما قاله الرئيس الصيني بأن «مصر كانت أول دولة في المنطقة تعترف بالصين تقديراً لمكانتها».
وخلال لقائه ومجلس الأعمال المصري الصيني المشترك، أكد السيسي أن «الأمن لا يتحقق بالبطش والعنف»، مشيراً إلى أن «المناخ في مصر جيد للاستثمار، وأعد قانون الاستثمار الموحد وتسوية المنازعات مع المستثمرين الصينيين».
وأعرب السيسي عن «تقديره الشخصي لدور الصين، حيث حققت مكانة عالمية خلال 30 عاماً فقط»، مضيفاً إن «مصر مستعدة لاستقبال الاستثمارات الصينية»، مشيداً بمبادرة الرئيس الصيني لإحياء «طريق الحرير البري والبحري، ودور مشروع تنمية منطقة قناة السويس في إنعاش هذه الطريق البحرية، باعتبار مصر بوابة للقارة الأفريقية ونافذة على أوروبا، فضلاً عما تتيحه من فرص للتواصل والعمل المشترك مع الدول العربية».
وقال السيسي في كلمته أمام 100 من مجموعات اقتصادية في بكين، إن «مصر تهتم أثناء تنفيذ مشروعات التنمية والاستثمارات بثلاث نقاط أساسية تتعلق بخفض التكلفة المالية، والتزام الكفاءة والجودة العالية في عملية التنفيذ، والسرعة في إنجاز المشروعات، وذلك بما يتناسب مع حجم العمل المطلوب إنجازه في مصر، والذي يتطلب وتيرة سريعة للغاية». وأعلن «ترحيب مصر بالشركات الصينية العاملة فيها وتقدم لها كل الدعم اللازم، كما تدعوها إلى توسيع نطاق أعمالها وزيادة استثماراتها في مصر، بل وتدعو الشركات الصينية الأخرى إلى العمل والاستثمار في مصر، للاستفادة مما تتيحه المرحلة الحالية من فرص استثمارية واعدة».
وعرض السيسي، خلال كلمته التي ألقاها في مجلس الأعمال المصري الصيني، الخطوات التي تنفذها الحكومة المصرية لإنعاش الاقتصاد المصري، والتي تضمنت ترشيد الدعم الحكومي على المنتجات البترولية، وزيادة الإنفاق الحكومي، خصوصاً في ما يتعلق بتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية للمواطنين في قطاعات الصحة والتعليم بشكل أساسي وتنفيذ المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية حتى عام 2052.
ودعا مجتمع الأعمال الصيني إلى المشاركة في افتتاح قناة السويس الجديدة، والتي ستساهم في تطوير القدرة الاستراتيجية للعبور من الشرق إلى الغرب، حيث ستخفض زمن انتظار السفن بواقع 8 -11 ساعة. وأوضح أنه «جرى تأجيل مؤتمر مصر الاقتصادي لإعطاء فرصة للصينيين يحتفلون بأعياد رأس السنة الصينية قبل المؤتمر، من منطلق الحرص المصري على مشاركة صينية فعالة».
وخلال لقائه رؤساء الجامعات بالصين، طالب السيسي الجامعات الصينية «بزيادة المنح الصينية للطلاب المصريين، خصوصاً في العلوم التطبيقية، تعبيراً عن تقدير مصر للعلم والتعليم وتقديرها للتجربة الصينية الرائعة الجديرة بالدراسة». وقال إنه «تقرر إطلاق مبادرة مصرية صينية لتوسيع التعاون المشترك ونقل العلوم والتكنولوجيا والتعليم الفني ورفع مستواه لمساعدة مصر على تحقيق التقدم المرجو».
وخلال لقائه مع الوفد الإعلامي المصري المشارك في تغطية زيارته الحالية للصين، دعا السيسي المصريين إلى «العمل والاصطفاف لمواجهة التحديات الهائلة داخلياً وخارجياً التي تقابلها مصر»، لافتاً إلى أن «الدول التي تريد النَّيل من مصر لديها مخططات بديلة لإضعاف مصر والمنطقة، ولا بد من مواجهة هذه المخططات بقوة».
وعن إصلاح الجهاز البيروقراطي والإداري في مصر، قال: «لا يمكن أن يتحقق في 6 أشهر أو عام أو خمسة، وإنما يحتاج من 15 إلى 20 عاماً نظراً لضرورة مراعاة الجانب الاجتماعي للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، ولكننا نسعى إلى تحسين أداء الجهاز الإداري والحد من الفساد».
وشدد السيسي على «أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى على رغم عدم الرضا عن أدائها هو هدف استراتيجي»، موضحاً أن «إعادة بناء الدولة يحتاج إلى سنتين لتثبيت الأوضاع وتهدئة الأجواء وتجرى خلالها الدراسات بشكل لا يؤدي إلى إشكاليات ويؤدي إلى العلاج».
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «العلاقات المصرية – الصينية تطورت بصورة كبيرة في ظل وجود أرضية مشتركة وامتلاك الشعبين لحضارتين عميقتين ورغبة الحكومتين في تعميق المصالح المشتركة»، مشيراً إلى أن «مصر تسعى إلى الاستفادة من التجربة الصينية التنموية الفريدة».