وهّابية المملكة من أجل يهودية الدولة هكذا نشأوا… حقائق للتاريخ!
طاهر محي الدين
لا يخفى على أحد أنّ منح الكيان الصهيوني الأرض الفلسطينية كـ»وطن» لجمع شتات يهود العالم، جاء بقرار بريطاني على أساس «وعد بلفور» المشؤوم الذي مهّد لدخول العصابات الصهيونية إليها.
فقد دخلت العصابات الصهيونية، «الشتيرن» و»الهاغانا»، عبر البحر على متن سفن أوروبية إلى فلسطين وارتكبت أفظع الجرائم في تاريخ الإنسانية، فحرقت المزارع وهدمت المنازل وصادرت الأراضي وانتهكت دور العبادة وقتلت الرجال والنساء والأطفال. وكان الإجرام الصهيوني المُمَنهج يستخدم طريقة الصدمة والرعب، فبعد ارتكابه أفظع المجازر في مدينة أو قرية معينة، يعمد إلى إشاعة جرائمه والحديث عن فظائعها بهدف دخول المدن والقرى التالية بلا مقاومة نتيجة فرار الأهالي، ومن لم يهرب ويرفض الخضوع تُمارس في حقه أشنع صور التنكيل والتعذيب وانتهاك الحرمات، لتتوالى مسيرة الصدمة والرعب، ويستمر الصهاينة في احتلال الأراضي وقتل سكانها لإقامة دولتهم المزعومة على «أرض المعياد» بعد هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم.
كذلك هو الحال بالنسبة إلى نشأة آل سعود، أحفاد مردخاي، في شبه جزيرة العرب وأراضي نجد والحجاز، بترتيب وتدبير خبيث لجهاز الاستخبارات البريطاني MI6. فقد جاء آل سعود إلى شبه الجزيرة على متن الدبابات البريطانية وقتلوا أهلها الأصليين من العشائر والقبائل وسبوا النساء وسرقوا الممتلكات وقتلوا كلّ من يقف في طريقهم، بحجة إقامة الدولة الإسلامية في شبه جزيرة العرب. فنكلوا بآل الرشيد في القصيم وحائل، وغيرهم من القبائل والعشائر باسم الدين. ومن لا يعرف ذلك عليه بمذكرات العميل البريطاني همفر والعودة إلى كتاب «تاريخ آل سعود» لناصر السعيد. ومن ظلت تعتريه بعض الشكوك فلينظر إلى سلوك وأفعال آل سعود وإجرامهم مع أبناء الجزيرة العربية، وباقي البلاد العربية التي تقف في وجه الصهيونية وأميركا.
وإذا قارنا بين مملكة آل سعود الوهابية والكيان الصهيوني، نجد أنّ هناك تماثلاً تاماً بينهما، من حيث النشأة، فكلاهما شتات وتجمعهما عقيدة العنصرية وديدن حكمهما وأساس «دولتيهما» الإجرام والإرهاب تحت شعارات دينية. وقد نشر آل سعود دين محمد بن عبد الوهّاب الذي كان يقول لطلابه وللعشائر: «لقد أتيتكم بدين جديد»، وجهزوا الفتاوى التي تبيح إجرامهم وأجهزوا على الشعوب وأرهبوا النفوس وسرقوا الموارد وركبوا العروش، وبعد أن ادّعوا إقامة مملكتهم على دستور القرآن الكريم، نراهم يزيلون تدريجياً كلّ الآثار الإسلامية في مكة والمدينة، مبقين فقط على آثار أجدادهم في خيبر.
وهذا الفعل ما تقوم به اليوم العصابات الصهيووهابية في سورية والعراق، وخصوصاً تنظيم «داعش» الذي أعلن ما يُسمى بـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومارس، ولا يزال، أبشع أنواع القتل والإجرام تحت راية الإسلام السوداء، فقتل علماء المسلمين ودمّر المساجد وهدم الأضرحة وشرّد وهجَّر المسلمين قبل المسيحيين، وقتل من السُنّة أكثر مما قتل من باقي المذاهب الإسلامية. ويدّعي هذا التنظيم أنّ حكمه قائم على سُنّة رسول الله، فيما هو يقدم الفتاوى الجنسية والتكفيرية التي أباحت العهر والقتل والإجرام الذي يتبرأ منه حتى الشياطين. وكما فعل مموِّلوه من آل سعود من قبله، نهب الثروات وهتك الأعراض وعاث فسادًا في كلّ البلاد التي حلّ فيها.
وفي مقارنة أخرى بين «الوهابية» و»داعش»، نجد أنّ الهدف لديهما واحد، وهو تثبيت فكرة الكيانات ذات الدين الواحد لتبرير إعلان الصهاينة يهودية الدولة في فلسطين وتعميم صورة اليهود المضطهدين وتكريس مفهوم أنّ الكيانات المحيطة بـ «إسرائيل» هي كيانات عنصرية طائفية تهدف إلى القضاء على اليهود.
إنّ الجرائم التي يقوم بها تنظيم «داعش»، بتمويل سعودي ومساندة ورعاية وإشراف ودعم لوجستي صهيوني وهّابي على الأرض، ما هي إلا تغطية على وحشية وإرهاب الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليصبح الهدف الرئيسي لشعوب المنطقة هو الخلاص من إرهاب «داعش» وإشغالها بهمومها وإبعادها عن التفكير بالقضية الأساسية المركزية ألا وهي القضية الفلسطينية.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أنّ تلك الكيانات التي تحدثنا عنها، كلها كيانات عابرة في إجرامها للحدود، فالكيان الصهيوني لا يعترف بالحدود المعترف بها دولياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «داعش»، وقد وصل إجرام آل سعود إلى العديد من البلدان العربية وهو يناصب العداء كلّ الشعوب والدول التي تعادي المشروع الصهيوأميركي.
وفي الخلاصة، نجد أنّ معادلة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله هي الحلّ الوحيد والأمثل الذي يجب أن تنتهجه دول محور المقاومة وهي معادلة: «سنكون حيث يجب أن نكون»، أي التشبيك لمحاربة هذا الإرهاب العابر للحدود لوقف كلّ تلك المشاريع الصهيووهابية التي لا تريد عبور الحدود لإسقاط سايكس – بيكو فقط ، إنما تريد إثبات أنّ سايكس بيكو كان فاشلاً ولم يقسم المنطقة بشكل سليم، وأنه يمكن تقسيمها وتفتيتها بشكل أفضل تقسيم المقسّم ، ما يخدم الحفاظ على الأمن القومي للكيان الصهيووهابي وإحكام سيطرته على المنطقة وضرب أمنها واستقرارها والتحكم بمواردها وبمصادر الطاقتين المائية والنفطية فيها ووقف كلّ مشاريع الوحدة والتكامل ومنع وصول روسيا والصين إلى المياه الدافئة على المتوسط وإعادة تفعيل خط كركوك حيفا. وبالتالي فإنّ بداية الفوز بالمعركة تبدأ بفتح مكة وإسقاط المشروع الصهيووهابي واتباع معادلة: «سنكون حيث نجب أن نكون».