جبيل تستضيف معرض «على خطاهم» ومبادرة «SPNL» في إطلاق سوق الحِمى

نظّمت جمعية «حماية الطبيعة في لبنان SPNL»، معرض «على خطاهمOn the Move» وسوق الحِمى، بالتعاون مع بلدية جبيل. وذلك برعاية وزير البيئة محمد المشنوق في المركز الثقافي في جبيل، بمساهمة من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، وصندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة، وصندوق شراكة الانظمة البيئية الهامة في منطقة البحر الابيض المتوسط.

نائب رئيس بلدية جبيل أيوب برق، أكد خلال حفل افتتاح المعرض متابعة البلدية مختلف القضايا البيئية، لا سيما حماية الشاطئ من التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي. وأثنى على ما تضمنه المعرض من إبراز وجه الطبيعة الجميل وأهمية الرعي والانتجاع في المحافظة على التوازن البيئي.

رئيس «SPNL» رمزي السعيدي شكر وزارة البيئة على رعايتها، وجميع الشركاء والمانحين. وأعلن عن رغبة الجمعية في التعاون مع بلدية جبيل من أجل إعلان شاطئ جبيل الفريد منطقة حِمى بحرية، لينضمّ إلى باقة من الحِمى الموزعة في عدة مناطق لبنانية، والتي ساهمت في إشراك المجتمعات المحلية في حماية مواردهم الطبيعية وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي، ودعم الفئات المهمشة، خصوصاً النساء والاطفال.

مديرة منظمة «Divers Earth» ليزا زغيب تحدّثت بِاسم الاتحاد المتوسطي للطبيعة والتراث، فلفتت إلى أنّ المعرض تمّيز في جميع الدول التي حلّ فيها، إذ جال في عدّة مدن عربية وأوروبية بينها تونس وباريس وجنيف، بهدف إعادة إحياء نظام الانتجاع وربطه بالتنمية المحلية والتنوع البيولوجي والسياحة البيئية.

رنا الحجيري تحدّثت بِاسم صندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة، فأكدت أنّ هذه المناسبة مع ما تحمله من تنوع في الشراكات الوطنية والدولية، إنما تعنون لأكثر من بعد ثقافي وبيئي وسياحي كما تنموي في دلالة على أن صندوق دعم المساواة بين الجنسين، يعمل على ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص من خلال تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً.

وقدّمت الحجيري لمحة عن الصندوق الذي يدعم برامج تزيد من الفرص الاقتصادية والمشاركة السياسية للمرأة في عدد من الدول حول العالم.

ممثّل بعثة الاتحاد الأوروبيّ في لبنان برونو مونتاريول، أثنى على الجهد في تنظيم المعرض، مقترحاً نقله إلى مختلف المناطق اللبنانية.

ونقل مونتاريول تحيات رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة آنجلينا إيخهورست، مؤكداً أنّ من أولويات عمل البعثة الحفاظ على البيئة ودعم انظمة الحمى والمناطق المهمة للطيور، مشيداً بالجهود التي تبذلها جمعية حماية الطبيعة في لبنان «SPNL» في هذا المجال.

كلمة وزير البيئة محمد المشنوق ألقاها مستشاره غسان صياح فأكد أنّ مفهوم الحِمى وتاريخ جبيل لا يختلفان، فالحِمى هي الحالة التقليدية لاستدامة الموارد الطبيعية من خلال تفاعل الناس مع ثرواتهم الطبيعية.

وأضاف: «إنّ إطلاق مفهوم الحِمى من أنبل المبادرات. وهو مفهوم تعود جذوره إلى أكثر من 1500 سنة، اعتنقه القدماء حفاظاً على الحياة».

وشكر صياح جميع الشركاء والمانحين الدوليين الذين يثبتون من خلال دعمهم جمعية «SPNL» أولوية حماية البيئة في لبنان.

وفي ختام الحفل، كُرّم المصور اللبناني أسعد صالح الذي الذي رافق الرعاة في رحلاتهم في الطبيعة بالتعاون مع جمعية «SPNL»، وشارك بمجموعة من الصور المميزة في المعرض. ومن أبرز الصور التي التقطتها عدسة صالح صورة طفلة في سهل البقاع، الذي يحتضن بيئة شديدة الحساسية، استطاعت جمعية حماية الطبيعة في لبنان، أن تساهم في الحفاظ عليها من خلال نظام الحِمى الذي يربط الناس بالطبيعة فيصبحون سياجها الحامي ودرعها الحصين.

الصورة عنوانها «الأمل»، اختيرت من قبل مصوّرة مجلة «ناشونال جيوغرافيك» آني غريفيت كصورة مفضّلة من بين آلاف الصور التي تنشر عبر موقع المجلة.

وينقل معرض «On the Move» مشاهد الانتجاع وترحال السكان من منطقة إلى أخرى لأكثر من مرة خلال السنة الواحدة، وهي ظاهرة تم توارثها منذ قديم الزمن من أناس كانو يرتحلون من وسط بيئي إلى وسط بيئي أكثر ملاءمة خلال السنة. وبصفة عامة، السكان القدامى كانوا ينتجعون للبحث عن الأوساط البيئية الأكثر ملاءمة لكي يبقوا على قيد الحياة. وأبرز المناطق التي ينتجع فيها هؤلاء السكان هي الجبال والسهول.

وتعتبر تجربة «سوق الحِمى» من التجارب الرائدة التي تنفذها جمعية حماية الطبيعة في لبنان التي نجحت في استعادة نظام الحمى في مواقع عدة منها إبل السقي وكفرزبد وعنجر والقليلة والمنصوري وعندقت والفاكهة وجرود الهرمل، وسعت الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها، وتطوير مفهوم الحِمى التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المستدامة.

وتضمّن معرض «سوق الحِمى» في جبيل أجنحة عرض لعددٍ من المنتجات الريفية من مناطق الحِمى، أبرزها أشغال التطريز بالإبرة حِمى عنجر ، البزق والعود حمى رأس بعلبك ، الربابة والطبل حمى خربة قنافار ، القطع الزجاجية والأكسسوارات حِمى القليلة المنصوري ، وحياكة السجاد حمى الفاكهة .

كما تضمّن المعرض ورش عمل تثقيفية وترفيهية لطلاب المدارس حول مختلف الانشطة المرتبطة بحماية الطبيعة وإحياء التراث والتي تنفذ في مناطق الحِمى. ومن أبرز هذه الورش صناعة أعشاش الطيور ، صناعة المنجيرة والطبول والمجوهرات والاكسسوارات والتطريز على القماش وحياكة السجاد، واختتمت هذه الأنشطة بحفل موسيقي تقليدي.

وتعمل جمعية «SPNL» على تمكين النساء في مناطق الحِمى وإعادة إحياء صناعة حياكة السجاد اليدوية التقليدية والاشغال الحرفية والتطريز، بهدف التمكين الاقتصادي وتحقيق المساواة الجندرية، وذلك بدعم من صندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة.

ويقصد من إحياء مفهوم الحِمى حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي والطيور لفائدة للناس وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وكل ذلك بالترافق مع تعزيز سبل عيش المجتمع الأهلي المحلي. وفي هذا السياق، انخرطت الجمعية خلال السنتين الأخيرتين في تشجيع الحرف اليدوية التقليدية التي ترتبط مباشرة بالثقافة اللبنانية وإحيائها. وأنشأت الجمعية «برنامج سوق الحِمى» لتلبية محلية في تسويق منتجاتهم حاجة أفراد المجتمع الأهلي المحلي، لا سيما النساء، في تسويق منتجاتهن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى