قمح الميلاد

رفيق أبو غوش

والعيد…

رنّة الشهقات الصباحية

في بريد الرياح…

كلُّ صبح

نغمةُ طير تسيل

فتوقظُ غفوةَ جرس يزرعُ قمحَ النعاس

في حقول الروح.

٭٭٭

يسرحُ طفلُ الشمس كلَّ صباح

ينكشُ صدرَ الأرض

يفتّشُ عن أمّه المثقلة بالأسرار

فتسيلُ شموعُ العيد بطاقات ملوَّنة

وعصيرَ نواقيس… وأغاني…

٭٭٭

يفتحُ الفجرُ بابَ عيادته للبحر

يعرضُ الماسَ والعطرَ واللون

أنغاماً

ويحبّرُ ريشتهُ برضاب الورد

وحبر الياسمين…

يستوقفُ نجماً شارداً ينبّههُ للصلاة

ويريقُ شآبيبَ الليل، ناي الحقول

ويفتحُ سمفونيتهُ السكرى بعصير الفجر…

في دغشة الصبح الأنثى

تنفلتُ الزغردات

ثريَّات ضوء ومصابيح

ويأتي كنارُ الليل

يبلّلُ قامات البنفسج

ويرشُّ الخضرةَ ذكرى لعرس مضى

فتسيلُ الدهشةُ من ثغر الغابات سلافاً

وحلوى لعيد جديد.

٭٭٭

إيه يا شهقةَ الفجر المتجددّ في رئة الكون

زُرقةَ حلم ندي

لأجنحة الروح المفعمة بالحياة…

حينما البدرُ يخلعُ بردتهُ

ويهزُّ خصرَ السماء

تتساقطُ كلُّ الحلي وبطاقاتُ الميلاد

موسومة بالفرح وبقمح القيامة

بالأمل الأبيض يخطفنا

يتهجَّأُ أسماءنا

يحشو فمنا عسلاً…

تتمطَّى الريحُ وينفخُ فيها الطفلُ أغاني العيد

فتسيلُ النجومُ عطراً

وشفاهاً عاشقةً وحروفاً دافئةً

في ليل صقيع…

متى تأتي الأعيادُ الى الشرق باسمةً

تملأ أفواهَ عذارانا بالحلوى

وجيوبَ الأطفال جوزاً وزبيباً

ومتى شيخُ الغابات الأبيض

يمرُّ

وشموعُ العيد تبدّدُ غيمَ البكاء

فيسيلُ العيدُ بطاقات ورسوماً مثقلةً بحروف دافئة

في ليل صقيع

٭٭٭

سأظلُّ أمارسُ في ياقوت الفجر صلاتي

وأنفخُ في نايي

لتسيلَ الحياة ثريَّات قمح

وأعياداً دافئةً في ليلِ صقيع…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى