كرتنا تحت المجهر… سلبيات وإيجابيات

ابراهيم موسى وزنه

ما بين واقع ارتجالي ترزح تحت وطأته تفاصيل كرتنا اللبنانية، ونوايا التغيير نحو الأفضل المترجمة عملياً من خلال بعض المحاولات التي يقوم بها أهل القرار في اللعبة الشعبية من حين إلى آخر، نستعرض الإيجابيات والسلبيات المحيطة بلعبة لا نبالغ إذا قلنا بأننا نملك الكثير من المقوّمات المساعدة لارتقائنا على سلّم الترتيب العالمي الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ، وفي نظرة تحليلية إلى حركة أداء وتفاعل أركان اللعبة الاتحاد، الأندية، المدربون واللاعبون، الجماهير والإعلام مع واقعنا الكروي، نجد أن العامل المادي هو الذي يؤثر سلباً عند تناقصه وإيجاباً عند توفّره نظراً إلى تأثيراته المجدية والفاعلة في عمليات التدعيم والتجهيز والاستعداد إلى التعاقدات الفنية.

وهنا لا بدّ من الثناء على بروز عدد من المدربين المحليين وتسلمهم الدفّة الفنية لأكثر من نصف أندية الدرجة الأولى، في وقت شهدت حقبة التسعينات سيطرة للمدربين الأجانب إذ كانوا يشكّلون أكثر من 70 في المئة، كما أن حركة تفريخ المواهب عند بعض الأندية باتت أكثر إنتاجية من الماضي وهذا مردّه إلى التعامل بمسؤولية وكثير من الجدية مع بطولات الفئات العمرية، ويسجّل للعبتنا أيضاً أنها باتت تورّد محترفين إلى البلاد المجاورة والبعيدة، ولا بدّ من رفع القبعة احتراماً للنقل التلفزيوني المتجدّد مع «الجديد» الذي نجح في إعطاء الدوري اللبناني قيمة إضافية مما شجّع ودفع كبرى الشركات إلى الانضمام إلى مسيرة الراعين والمساهمين والمهتمين.

وعلى بساط التحليل، سنبدأ مع اللجنة التنفيذية للاتحاد الكروي، بعيداً من حيثية وصول كل عضو منها إليها، نجد فيها المندفع للعمل والمجتهد في لجنته والساهر على تأمين قيادة حكيمة. في المقابل، هناك المأخوذ بالإعلام والمسحور بالغرور، علماً بأن التجانس بين أصحاب الأهواء المتباعدة أصبح مقبولاً إلى حدّ ما وعلى خلفيته تحققت بعض الإنجازات. وبالانتقال إلى الأندية، ففيها تكمن العلّة الكبرى، لكونها بمعظمها أسيرة الطائفية ومرهونة بالمؤثرات السياسية حتى أن تعاملها مع بعضها بات انعكاساً لحركة تقارب وتباعد الطوائف أو لتحاور الأحزاب في لبنان، وللأسف الأمر نفسه ينسحب على الجماهير الغارقة في إطلاق المواقف والشعارات السياسية والطائفية على مرأى ومسمع القوى الأمنية المعنية بضبطها! وهنا نتمنى أن يصار إلى تشكيل فرقة خاصة مهمتها السهر على أمن المباريات وجماهير المدرجات، واللافت أن عودة الجماهير للمواكبة تسير في خطّ تصاعدي وهذا ما يوجب الإسراع في أخذ التدابير المناسبة تحت عناوين تأمين السلامة العامة وحماية اللعبة.

وفي الحديث عن اللاعبين، لا بدّ من التذكير بأن التربية البيتية والمدرسية والبيئة الاجتماعية والموهبة المقرونة بالسعي الجدّي للتطوير من قبل اللاعب نفسه، وكل ما ذكرناه يعتبر من المؤثرات الأساسية في رسم ملامح النجم الطامح المتألق أو اللاعب العابر من دون ضجيج.

وبالانتقال إلى المدربين، فهناك المجتهد المشارك في الدورات التطويرية والمراقب لما يدور حوله بعين التثقّف وزيادة الخبرة من أجل ترك بصمات إيجابية مستقبلاً، مع الإشارة إلى أن معظم المدربين في لبنان لهم وظائفهم الخاصة التي تعيلهم إلى جانب مهماتهم التدريبية وحالهم كحال الحكّام في هذا المجال.

اختتاماً، ما زال الإعلام الرياضي والكروي تحديداً، أسير العلاقات الشخصية الضيقة، للأسف هناك برامج فارغة تلفزيونية وإذاعية همّها التسويق والاستفادة المعنوية والمادية، كما أن الأقلام في الصحف حدّث ولا حرج، فغالباً ما نقرأ رأيين مختلفين بل متناقضين حول أمر واحد أو مسألة واضحة! ما يدلنا صراحة على أن الاختلاف في الآراء يعود إلى حكم العواطف والعلاقات الجانبية، من دون إغفال الجهود والاجتهادات الطيبة لأصحاب الرأي والمنهجية والصدقية، وهم في إعلامنا الرياضي ـ وبصراحة ـ لا يتجاوزون أصابع اليدين… وكل عام وأنتم بخير.

صحافي وناقد رياضي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى