أبرز الأحداث الرياضية لعام 2014
سيطفأ نجم عام 2014 اليوم بعد منتصف الليل ليسطع نجم عام جديد من التشويق والإثارة في عالم الرياضة. شهد هذا العام العديد من الأحداث الرياضية التي أفرحت كثيرين وأغضبت كثيرين، ولعل أهمها كأس العالم 2014 في البرازيل.
كانت هذه السنة مليئةً بالتشويق الكرويّ، ووصلت ذروة المنافسة على كل الألقاب إلى أبعد الحدود، لكن في النهاية اعتلى فريق أو منتخب أو حتى لاعب واحد منصة التتويج، ليبرهن أنّه الأفضل في سماء المستديرة الساحرة.
بعض الإنجازات طبعت في ذاكرة التاريخ الرياضي إلى الأبد، كي تبقى محفورةً على كأسٍ أو لقب. إضافة إلى تحطيم أرقام قياسية عدة اعتقد البعض أنها ستظل حكراً لأصحابها الأسطوريين أو ستبقى مستحيلة الكسر مهما طال الزمن.
وأثبت 2014 أنه عام المفاجآت والأرقام القياسية الجديدة، فتحقيق ألمانيا لكأس العالم البرازيلي بعد غياب 24 سنة كان من الإنجازات التي كسرت حاجز الحلم العالمي في أميركا اللاتينية، فقد كان المانشافت الفريق الأوروبي الوحيد الذي يحرز اللقب في البلاد اللاتينية.
وشهد عام 2014 أيضاً تحقيق النادي الملكي الإسباني للقب العاشر له في دوري الأبطال الأوروبي، وإحرازه كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه المجيد.
فيما سُجّل هذا العام حدث مشؤوم تمثّل بسقوط بلاد السامبا بسباعية أمام المانشافت، في مباراة بكت فيها عيون البرازيليين الذين لم يصدقوا ما حصل في تلك الليلة المجنونة، لتتجرع بلاد الكرة الفنية والمهارية أقسى خسارةٍ في كأس العالم على مرِّ تاريخها الحافل، وكانت تلك الأمسية، أسوأ ما حدث لمنتخبٍ لم يتعود أن يتعرّض لهزيمة أسطورية كهذه، هزت عرش بيليه وسقراط ورونالدو.
لم تكن هذه السنة فقط مليئة بالأفراح على العائلة الرياضية في العالم، بل طبع السواد والحزن أجواء المستطيل الأخضر برحيل أساطيرٍ وأسماءٍ رياضية كبيرة. فغيَّب الموت الرئيس الفخري للملكي دي ستيفانو، ذاك الهداف التاريخي، وصاحب الفضل الأكبر بفوز الأبيض في 5 بطولاتٍ متتالية في دوري الأبطال.
كذلك ودعت جماهير الكرة والبرتغال تحديداً، اللاعب الأسمر مرعب الدفاعات والحراس أوزيبيو، هداف كأس العالم 1966 ورمز نادي بنفيكا.
كذلك عاشت إسبانيا جوَّ الأسى والحزن برحيل المدرب المحنّك لويس آراغونيس، والذي قاد منتخب بلاده للظفر بكأس الأمم الأوروبية 2008. ولم يسلم مدرب برشلونة الأسبق تيتو فيلانوفا من الموت ليطوي معه صفحة تاريخ عريق.
في الحديث عن كسر الأرقام، لا يمكن لنا أن ننسى الأسطورة ميروسلاف كلوزه الذي استطاع أن يحطّم رقم الظاهرة البرازيلية رونالدو هداف كأس العالم التاريخي، بعد أن وصل اللاعب إلى الهدف السادس عشر، متخطياً رونالدو بهدف وحيد، ليكون رقماً صعب المنال على الأجيال المقبلة.
عربياً
يأتي فوز قطر بتنظيم واستضافة كأس العالم 2022 الحدث الأبرز عربياً عام 2014، بحيث ستقام فاعليات هذا المونديال المثير للجدال في بلد عربي وللمرة الأولى في التاريخ. وشابت عملية التصويت شبهات حول البلد الفائز وأن مسؤولين رفيعي المستوى قدّموا هدايا قيّمة لأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، ما اعتبره الرأي العام رشوة مدفوعة للتصويت لمصلحة قطر.
وقام المحامي والمحقّق الفيدرالي الأميركي السابق مايكل غارسيا بتحقيق موسّع بشأن طريقة التعامل مع ملف التحقيق الذي أجراه في تهم الفساد الموجّهة إلى ملفي روسيا وقطر خلال ترشّح الأخيرتين لاستضافة مونديالي 2018 و2022 على التوالي.
ورأى غارسيا الذي أمضى 18 شهراً وهو يحقق في تهم الفساد والرشوة في ملفي روسيا 2018 وقطر 2022 أن خلاصة التقرير الذي نشره أعلى قضاة فيفا لم تكن كاملة وخاطئة ، وذلك في ظلّ تمسّك الاتحاد الدولي بعدم إمكان نشر التقرير بكامله.
محلياً
لبنانياً، لم يختلف عام 2014 عما سبقه سوى باستبدال الرقم، هو يشبه السنوات الأخرى حدّ التطابق باستثناء عودة الجماهير إلى الملاعب ورحيل شخصية لبنانية مميزة هي أنطوان شارتييه.
ففيما كان من المنتظر أن يكون يوم 5 آذار 2014 يوم نصر تاريخي لمنتخب لبنان بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2015، انتهى الحلم الذي طال انتظاره على رغم فوز لبنان 5 – 2، إلا أن فارق هدف تايلاندي أحاط الحلم اللبناني بخيبة وأرفقها بأمل العودة في البطولة المقبلة.
على صعيد كرة القدم، استعادت اللعبة جمهورها بحضور كبير ومتألق، واستعاد النجمة لقب الدوري. أما في كرة السلة، فقد كتب عام 2014 رفع الحظر الدولي عن اللعبة إلا أن المنتخب استمر في غيابه عن الساحة الدولية، أما على المستوى المحلي فقد حاز نادي الرياضي لقب بطولة لبنان بعد غياب عام واحد.
لم تبارك السنة التي تسدل ستائرها اليوم في منتصف الليل كرة اليد، بل على العكس تماماً. فقد انسحب نادي السد من نهائي بطولة لبنان، وعاد اللقب إلى الصداقة. ولكن صدر قرار اتحادي بإلغاء مفاعيل بطولة هذا العام حفظاً لماء وجه اللعبة وأملاً في ألا تكون هناك هجرة نهائية للسد.
في الكرة الطائرة، عاد لقب بطولة لبنان إلى البوشرية، في وقت حافظ فيه الزهراء على حضوره القوي.
كذلك أحرز لبنان فضية عبر ناصيف إلياس في مسابقة الجودو، وبرونزية عبر الياس حداري في التايكواندو. وفي دورة الألعاب الشاطئية في جزيرة فوكيت التايلاندية، بلغت حصيلة لبنان 8 ميداليات، توزّعت على النحو الآتي: ميداليتان ذهبيتان لناصيف إلياس الجودو وسيلفيو شيحا التزلّج المائي . ثلاث ميداليات فضية، واحدة لكارن شماس الجودو واثنتان لرولا خالد المواي تاي . ثلاث ميداليات برونزية لناصيف إلياس الجودو ، وقاسم الخطيب وريما سوّاح المواي تاي .
إلا أن 2014 أبى أن يرحل من دون بصمة حزن تركها فوق صاحب البصمة المميزة في تاريخ لبنان الرياضي رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية السابق أنطوان شارتييه الذي غيّبه حادث أودى بحياة واحداً من أهم رياضيي الوطن.