صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
«إسرائيل» ترتكب مجزرة رفح لقتل جنديها الأسير هدار غولدين
نشر موقع «واينت» العبري تسجيلات صوتية لأعضاء وحدة «جفعاتي» ومركز القيادة في الجيش «الإسرائيلي»،، تكشف أن القيادة «الإسرائيلية» فعّلت نظام «هانيبال»، الذي ينصّ على منع اختطاف جنديّ بأيّ ثمن حتى لو كلّف حياته، لمنع المقاومين من اختطاف الجندي هدار غولدين.
ويوم الاول من آب، أمطرت طائرات جيش الاحتلال ومدفعيته شرق مدينة رفح بالقذائف والصواريخ، وقتلت أكثر من 100 فلسطيني كلهم من المدنيين العزّل، بمحاولة منها لقتل جنديها الذي لم يعرف مصيره حتى الآن، على رغم الادعاءات «الإسرائيلية» بأنه قتل واعتبروه أحد «شهداء الجيش الإسرائيلي».
ويحتمل أن تقوم القيادة العسكرية بفتح تحقيق جنائي ضد عناصر الوحدة الذي قادوا وأوقعوا رفاقهم من الكمين، عندما طاردوا المقاومين حتى فتحة أحد الانفاق وقرروا اقتحام موقع تدريب عسكري لـ«حماس»، أدّى إلى قتل جنود كثيرين من الوحدة، والتحقيق بمدى مهنية قيادة الوحدة وقت الحرب، وانضباط الجنود وانصياعهم للاوامر وقت المعركة.
ووفق التسجيلات الصوتية، تلقت قوات الاحتلال الأوامر بقصف شرق مدينة رفح بعد أن تلقوا تقريراً بوجود قتلى في وحدة «جفعاتي» التي وقعت في كمين شرق رفح، وأن أحد الجنود خُطِف، وبعد هذا التقرير، بدأت طائرات الاحتلال ومدفعيته بقصف المنطقة بنيران ثقيلة وكميات كبيرة من المتفجرات، بهدف قتل الجندي الأسير، الذي أعلن في ما بعد أنه قتل مع خاطفيه، لكن من دون أيّ إثبات سوى بعض متعلقاته الشخصية التي وجدت في أحد الأنفاق.
ووفق التسجيلات، أمر القائد الميداني جنوده بوقف إطلاق النار لأنهم يطلقون الرصاص كالمجانين وممكن أن يقتل أحدهم الآخر، وأن لديه قتلى من الوحدة أساساً ولا يرغب بالمزيد، ثم توالت طلبات الوحدة من مركز القيادة بالكفّ من القصف لأن القذائف قريبة منهم وممكن أن يقتلوا، لكن الجيش واصل القصف غير آبه باستغاثات جنوده.
وعقّب جنود وحدة «جفعاتي» على خبر احتمال فتح تقرير جنائي ضدهم، أنهم لا يخشون هذا التحقيق وأنهم أطاعوا الأوامر التي تلقواها وتصرفوا حسبها، فيما قال قائد الوحدة أنه تصرف بحسب الخطة الموضوعة وأنه فخور بجنوده وبشجاعتهم.
من دون إعمار غزّة المواجهة حتمية
يؤكد جنرالات صهاينة متقاعدون ومعلقون كبار على أن المواجهة ستكون مؤكدة، بين «إسرائيل» وحركة «حماس»، في حال ظلت غزّة تحت الحصار على رغم أن هذه المواجهة ليست في مصلحة الطرفين.
وقال قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق الجنرال شلومو غازيت إنه لا يمكن الإبقاء على 1.8 مليون شخص يعيشون بين أكوام من ركام البيوت المدمرة من دون أمل، لا يمكن أن نتوقع تهدئة في حال لم يتم ضمان نظام للحياة في القطاع.
وفي مقال نشره موقع «Israel defense» شدّد غازيت على أنه من الوهم أن يتوقع أحد أن يسلم الفلسطينيون بالبقاء في سجن جماعي وأن يعتادوا على القيود المفروضة على حركة تنقلاتهم من القطاع وإليه.
وأشار غازيت إلى أن «إسرائيل» اعتقدت أن نتائج الحرب الأخيرة ستفضي إلى سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزّة، وتبينأن هذا مجرد وهم لا يمكن أن يتجسد.
ودعا غازيت إلى محاولة إقناع كل من تركيا وقطر للتوسط بين «إسرائيل» وحركة «حماس» لمنع اندلاع مواجهة جديدة، مشيراً إلى أنه بخلاف مصر، فإن لكل من أنقرة والدوحة مصلحة في التوصل لاتفاق «حمساوي» ـ «إسرائيلي».
وبحسب غازيت، فإن السعودية هي الطرف الذي بإمكانه أن يطلب من الأتراك والقطريين التوصل لتفاهمات غير مباشرة بين «إسرائيل» و«حماس»، مشيراً إلى أن هناك مصلحة للرياض في تهدئة الجبهة الفلسطينية ـ «الإسرائيلية» في هذا الوقت على وجه التحديد.
وحثّ غازيت على أن تحرص «إسرائيل» على جسّ النبض لدى كل من الرياض والدوحة وأنقرة في سرية تامة، خشية أن تتأثر الحملات الانتخابية للأحزاب «الإسرائيلية» بهذه الاتصالات، محذراً من أن الكشف عن هذه الاتصالات سيغري منافسي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمهاجمته.
وفي السياق ذاته، قال آفي سيخاروف، معلّق الشؤون الفلسطينية في موقع «وللا» الإخباري العبري إن المواجهة بين «حماس» و«إسرائيل» يمكن أن تندلع بشكل أسرع مما يمكن توقعه وتصوره.
وفي مقال نشره الموقع أمس، توقع سيخاروف أن تلجأ «حماس» إلى قلب قواعد المواجهة في محاولة منها للتخلص من الواقع البائس الذي يحياه الفلسطينيون في القطاع.
ونقلت «قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة» عن هذه المصادر قولها إن هناك ما يدلّ على أن حركة «حماس» تمكنت من الحصول على كميات من السلاح والعتاد عبر البحر، على رغم أن كلاً من سلاحي البحرية «الإسرائيلي» والمصري يفرضان إغلاقاً محكماً على ساحل القطاع.
زعيم «شاس» يقدّم استقالته
قدّم زعيم حزب «شاس الإسرائيلي» المتدين آري درعي استقالته لـ«مجلس حكماء التوراة»، وهي المؤسسة الروحية العليا في الحزب، وذلك على خلفية التسريبات الصوتية التي نسبت للزعيم الروحي الأسبق للحزب «عوفاديا يوسيف».
وكانت «القناة العبرية الثانية» قد بثّت تسجيلات صوتية ليوسيف سجلت قبل ست سنوات انتقد خلالها أداء الزعيم الحالي للحزب درعي ووصمه بالسارق وأنه لا يصلح لقيادة الحزب في تسريب أجمع المراقبون على وصفه بقنبلة «يوم الدين» التي كان يخفيها زعيم «شاس» الأسبق إيلي يشاي لعدوه اللدود الزعيم الحالي درعي.
وعقّب درعي على التسريبات قائلاً إنها تنطوي على خطورة بالغة، وإن فيها ما يمس «القدسية الإلهية» عبر إهانة «أحد أوليائه وهو الحاخام يوسيف» الذي توفي السنة الماضية، فيما اجتمع مجلس الحزب ليقرر في قبول الاستقالة أو رفضها.
وأقدم درعي على طرد يشاي مؤخّراً من الحزب قبل أن يسعى الأخير إلى إنشاء حزب جديد يشق صفوف اليهود المتدينين الشرقيين «الحريديم» ويفرّق أصواتهم. فيما هدّد أنصار درعي يشاي بالقتل أكثر من مرة، وعزّزت الشرطة من حراستها حوله مؤخراً.