الراعي في قداس رأس السنة: نشجع الحوار لإيجاد الحلول للمعضلات

شجع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «مبادرة الحوار بين مختلف الاطراف السياسية في لبنان لكسر الجمود وإزالة التشنج لايجاد حلول للمعضلات الراهن».

وأمل الراعي في قداس رأس السنة ويوم السلام العالمي من بكركي، في «أن تتكلل بالنجاح المساعي الرامية إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية في مطلَع هذا العام الجديد، وإلى توطيد الاستقرار في لبنان»، مؤكداً «أن السلام لا يقوم بين الناس طالما هناك من يشوه الحقيقة ومن ينتهك العدالة بالظلم والاستبداد، مشدداً على الدولة تأدية واجباتها تجاه المواطنين».

وقال: «لقد بدأ الجميع يشعر بالحاجة الملحة إلى رئيس للبلاد، إذ من دونه يتعطل عمل المجلس النيابي، ويتعثر عمل الحكومة، وتتأثر سلباً مسيرة الدولة السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية والاجتماعية»، مشيراً إلى «أن هذا التراجع السلبي يزعزع لبنان كوطن له كيانه وقيمته الحضارية وخصوصيته التي تميزه بتكوين مجتمعه التعددي وميثاقه وصيغته وخبرته التاريخية ونموذجية العيش معاً، مسيحيين ومسلمين، ورسالته في محيطه العربي».

وأكد «أن لا سلام يقوم بين الناس، طالما هناك أناس يشوهون الحقيقة ويمتهنون الكذب والتجني والنميمة، ولا سلام حيث تنتهك العدالة بالظلم والاستبداد وإهمال الواجبات تجاه الآخرين وانتهاك حقوقهم، ولا سلام عندما تنطفئ المحبة والمشاعر الإنسانية والرحمة في القلوب، ويسود الحقد والضغينة، ولا سلام حيث العبودية والاستعباد والسيطرة على حرية الآخرين». وتابع: «السلام هو ثمرة العدالة بوجوهها الأربعة: العدالة التبادلية التي تنظم تبادل الحقوق والواجبات بين الأشخاص والمؤسسات ، والعدالة التوزيعية التي تلزم المؤسسة والدولة بتأدية واجباتها تجاه العاملين والمواطنين وفقاً لمساهماتهم وحاجاتهم، والعدالة القانونية التي تلزم المواطن بإيفاء ما يتوجب عليه تجاه الجماعة والمؤسسة والدولة، والعدالة القضائية التي تقتضي من المحاكم إعلان حقوق المتداعين والواجبات، بتطبيق القانون على الواقع وقول كلمة الحق والعدالة الفاصلة، بعيداً من أي ضغط خارجي».

وتساءل: كيف يمكن أن يعيش بسلام من هو في حالة فقر روحي واقتصادي؟ أو من هو في مجتمع يعاني من حرمان في مقوماته الأساسية كالماء والكهرباء والطريق والأمن الغذائي؟ أو الشخص الذي لا يتوافر له العلم والمعرفة والتربية من أجل تحقيق ذاته»؟

مطر

ودعا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، خلال احتفالية الميلاد التي اقامتها جمعية «دوموس» «إلى رفع الصلاة على نية السلام في لبنان وليليّن الرب القلوب القاسية ويفتح العيون على المحبة، فالحياة لا تستحق كل هذه الخلافات»، لافتاً الى «أنه من الأفضل أن نتعايش مع بضعنا البعض وهذه هي رسالة المسيح».

وخلال استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وأعضاء من المجلس، نوه راعي أبرشية بيروت للموارنة بما يقوم به الخازن من تقريب في وجهات النظر بين الموارنة واللبنانيين معتبراً «أن كلمته مسموعة لأنها تتحلى بالحكمة والجرأة في آن معاً»، متمنياً «لهذه المساعي ان تعطى ثمارها». وأوضح مطر «أننا لا نريد أن يبقى لبنان من دون رئيس، وقد قيل لنا منذ أكثر من سنة، أنه من الطبيعي أن نبقى بلا رئيس، وبعد ثمانية أشهر أصبح هذا الانتظار مكلفاً جداً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ووضع على بساط البحث موضوع النظام اللبناني بأسره والوحدة اللبنانية».

عودة

ورأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة «أن العالم ينجرف اليوم نحو الصراعات الدينية والطائفية». وشدد عودة خلال ترؤسه قداساً في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، على «أن رسالة المسيحي إعطاء نموذج في قبول الآخر ومحبته ومحاورته والعيش معه».

بسترس

وتمنى متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس خلال ترؤسه قداس رأس السنة «لجميع اللبنانيين، وبنوع خاص لرجال السياسة في وطننا، أن يثمروا تلك الثمار الروحية، فيتخلوا عن مصالحهم الشخصية وينظروا الى مصلحة الوطن، ليتمكن لبنان من تحقيق رسالته في هذا العالم العربي الممزق الذي يبحث عن مصيره».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى