من قلب الرقة… «داعش» ممارسات لا إنسانية

خاص ـ هيا عيسى عبد الله

مدينة الرقة الكتاب الذي أغلق مباشرة عقب دخول «داعش» عليه عنوان عريض في الأزمة السورية عتم عليه بشكل لم يسبق، فما حصل فيها لم يحصل في محافظة أخرى بعد دخول مسلحي «داعش» إليها بوحشية غير مسبوقة وإرغام أهلها على الاستسلام وسيطرتهم على المدينة.

بعض مما يجري في الرقة ترويه فتاة من أهالي المدينة الذين تعددت أسبابهم وظروفهم التي جعلتهم يبقون فيها.

وبحسب ضيفتنا التي تعتذر ونعتذر عن ذكر اسمها لأسباب معروفة، فإن من بقي إما خوفاً على بيته وممتلكاته من سرقة «داعش» لها ومنهم من بقي خوفاً من تبعات الخروج من المدينة، كالأسعار الكاوية التي يفرضها النزوح ما جعل من بقي يفضل ظلم التنظيم على ظلم تجار الأزمة السورية.

وأكدت ضيفة صحيفة «البناء» عقب خروجها من الرقة أن التنظيم يفرض قوانينه وأحكامه على المدنيين فكل «خطيئة» بنظر التنظيم لها عقاب معين. التعاون مع الجيش السوري يفضي إلى قطع رأس المتهم أو صلبه لمدة أسبوع وبعدها يرمى بالرصاص، أما السارق فتقطع يده اليمنى، وعقاب الزانية الرجم بالحجارة حتى الموت من دون نسيان أن المرأة لها معاملة خاصة داخل المدينة وهذا ما يديره مكتب ما يسمى بالحسبة الذي يحاسب النساء على خطاياهن وله سيارات من نوع «فان « تتجول في المدينة وتراقب تحركات النساء كالخروج من دون الدرع الإسلامية، وهو أشبه بعباءة طويلة ونقاب وكفوف ويطغى اللون الأسود على كل الثياب لأن من تلبس أي لون غير الأسود تعاقب بالجلد ومن تخرج من دون كفوف الأيدي تعرّض نفسها لعقوبة 18 جلدة، وإذا ظهرت عيون المرأة من النقاب فتعاقب بجلدات عدة كما أنه يمنع السفر أو التجوال في المدينة من دون محرم أي يجب أن يخرج مع كل فتاة محرم لها.

وعن الصلاة قالت ضيفتنا: «في أوقات الصلاة كل المدينة تغلق ويمنع التجول فيها وتنعدم حركة المرور ومن يتأخر عن الصلاة له 58 جلدة». أما يوم الجمعة، فله طابعه الخاص في عرف «داعش» حيث تنفيذ الأحكام الصادرة خلال الأسبوع في ساحة القصاص وهي ساحة تقطع بها الرؤوس، أما خطبة الجمعة فقد ألغيت لأنهم يعتقدون أنها بدعة».

وتضيف: «عندما دخل «داعش» لعب على الوتر الديني وهذا ما حارب به وباسمه، وسعى التنظيم إلى إلغاء أي وجود للأديان الأخرى ليسود تكفيره وهذا ما فعله في الرقة فدهن مسلحو التنظيم الكنائس باللون الأسود وأحرقوا كل ما يدل على الديانة المسيحية وكتبوا على جدران الكنائس شعاراتهم ورفعوا أعلامهم عليها وأرغموا المسيحيين على دفع غرامة 17 غراماً من الذهب وعلى التزام اللباس الإسلامي المفروض، ليسود فقط لون ما يعتبرونه تابعاً للطائفة السنية داخل المدينة».

«داعش» حارب العقول ولعب على الوتر النفسي، وأصاب مسلحو التنظيم حب السيطرة وجنون العظمة، وعلى رغم كل ممارساتهم تبقى الدولة السورية كابوساً لهم ما دفعهم إلى تغيير أي معلم يدل على الدولة كالعملة التي أقروا أن يغيروها لأنها كما يعتبرون الليرة السورية عملة النظام ويعمل على استبدالها بعملة ذات طابع جديد مصنوعة من الذهب والفضة والنحاس.

أفكار كثيرة يسيطر عليها الجهل والظلام وهاجسها الوحيد محاربة الحكومة والدولة وهدفها السيطرة على الأرض والشعب مهما كان الثمن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى