تحذير من الأخطار المحدقة ودعوات إلى الحوار ونبذ الفتنة

احتفل لبنان أول من أمس بعيد المولد النبوي وصدرت مواقف دعت إلى مزيد من الوحدة الوطنية والحوار بين اللبنانيين.

وللمناسبة أقامت المديرية العامة للأوقاف الاسلامية في بيروت احتفالاً دينياً كبيراً، في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب عمار حوري، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالامير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ونواب وشخصيات سياسية ودينية.

وألقى الشيخ حسن كلمة قال فيها: «إننا وسط ظلام المحن العاصفة بمنطقتنا، ومع وقوفنا وتعاطفنا مع كل مظلوم مهما كان ايمانه، نجد موقعنا في كل بادرة خير ساعية الى تبيان الوجه المشرق للإسلام الحنيف، وجوهره الحقيقي الكامن في مفاهيم الحق والعدل والتسامح والمشاركة الحضارية الانسانية».

وأكد الشيخ قبلان أن لبنان يمر بمنحدرات صعبة ومتعبة، مشيراً الى أن «علينا ان نجتمع ونتحاور وننبذ العصبية المذهبية». وقال: «علينا أن نكون شجعاناً لمصلحة الوطن ونعمل في سبيل انقاذه»، مؤكداً «أن علينا ان نوحد صفوفنا وأن ننتخب رئيس للجمهورية». وأشار الى ضرورة أن يجتمع أبناء لبنان لبناء العيش المشترك الجامع لهم، مطالباً الجيش اللبناني بأن يفك أسرى العسكريين المخطوفين.

واختتم الاحتفال بكلمة للمفتي دريان قال فيها: «أوطاننا تتخرب وتتهاوى، ويكثر فيها الفرقة والتشرذم والقتل والتدمير والتهجير وانتهاك الأعراض والكرامات، وما نفعله بأنفسنا وأوطاننا هول هائل، وكارثة الكوارث الكبرى»، لافتاً إلى اننا «ننتظر من حكماء وعقلاء الأمة، دعوات الحوار والحكمة والتعقل التي يمكن أن نبدأ معها بتخفيف لا بل بإزالة وإنهاء حالات الاختلاف والنزاعات والصراعات الداخلية المدمرة لوحدتنا ووجودنا وكرامة إنساننا».

وقال: «في لبنان فتنة طائفية أو مذهبية، ولا بيئات حاضنة للتطرف والإرهاب، وكل من يراهن على الفتنة في لبنان هو واهم وخاسر، لأن اللبنانيين بمسلميهم ومسيحييهم لديهم الوعي الكامل للحيلولة دون وقوع الفتنة التي لا تجلب إلا الويلات والدمار والخراب».

وخلال افتتاحه مهرجان «حملة طلع البدر علينا» في البيال، تحت عنوان «محمد رسالة للحياة» بتنظيم من الطلاب الجامعيين في دار الفتوى ومشاركة الجمعيات الاسلامية والاهلية العاملة في بيروت، وذلك بهدف التعريف بأخلاق النبي محمد ونشر تعاليمه، لفت دريان إلى ان «الإسلام يتعرض لهجمة، فنحن مهددون حقاً في ديننا، علينا اذاً ان نعمل، لا تكفي الاقوال في الدفاع عن هذا الإسلام العظيم، بل لا بد لنا من ان نعمل أيضاً من اجل تظهير الصورة الصحيحة للاسلام الوسطي المعتدل».

واختتم: «كفانا كلاماً، وكفانا تشدقاً، وانما نريد أفعالاً، نريد عصرنة للمفاهيم، هذا هو الإسلام المعاصر. أقول لكم جميعاً، تعالوا نمد أيدينا الى بعض، لن يجمعنا ابداً الا حب محمد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى