«زينة» تصل إلى لبنان غداً وقد لا تكون «مزيونة» بثلوجها ورياحها!
توقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في إدارة الطيران المدني، أن يكون طقس لبنان اليوم غائماً جزئياً مع أمطار متفرّقة ورياح ناشطة، ما يؤدّي إلى ارتفاع موج البحر، وذلك بفعل سيطرة طقس متقلّب مع كتل هوائية باردة يسيطر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط حتى مساء اليوم الاثنين، إذ يتأثر لبنان تدريجياً بمنخفض جوّي متمركز فوق اليونان، تحضيراً لوصول العاصفة «زينة» التي تحمل معها رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة وثلوجاً.
وتشتدّ الرياح اعتباراً من الظهر لتقارب 65 كيلومتراً في الساعة، ما يؤدّي إلى ارتفاع موج البحر ثلاثة أمتار . وتشتد سرعة الرياح ليلاً لتصل إلى حدود 80 كيلومتراً في الساعة. أما غداً الثلاثاء، فيكون الطقس غائماً جزئياً مع رياح شديدة 80 كيلومتراً في الساعة، وما فوق في المناطق الجبلية ، وتبدأ درجات الحرارة ظهراً بالانخفاض بشكل تدريجيّ وملحوظ، فيتحول الطقس إلى غائم مع أمطار متقطعة، تشتدّ غزارتها مساءً وتكون مترافقة مع العواصف الرعدية، ويبدأ تساقط الثلوج اعتباراً من ارتفاع 1100 متر، ويتدنّى تدريجياً خلال الليل ليلامس 800 متر، وتحذّر مصلحة الأرصاد من ارتفاع موج البحر 3 إلى 4 أمتار وتكوّن السيول، خصوصاً ليل الثلاثاء/الاربعاء.
درجات الحرارة المتوقعة اليوم على السواحل من 9 إلى 18 درجة، فوق الجبال من 3 إلى 10 درجات، في الداخل من 5 إلى 12 درجة. الرياح السطحية جنوبية غربية إلى جنوبية، سرعتها بين 10 و35 كيلومتراً في الساعة، تشتدّ أحياناً لتصل إلى 45 كيلومتراً في الساعة. الانقشاع متوسّط. الرطوبة النسبية على السواحل بين 55 و80 في المئة. البحر متوسط ارتفاع الموج إلى مائج. وحرارة سطح الماء 19 درجة. أمّا الضغط الجوّي فيبلغ 765 ميلليمتراً زئبقاً.
أضرار وثلوج وطرقات
أفادت قوى الأمن الداخلي أن جميع الطرقات سالكة باستثناء طريق معاصر الشوف كفريا، سالكة للسيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية والسيارات الرباعية الدفع. كما أفادت أنّ طريق عيناتا ـ الأرز مقطوعة بسبب تراكم الثلوج.
وضربت صاعقة كنيسة القديسيَنْ سركيس وباخوس في بلدة كفرعبيدا في قضاء البترون، ما أدّى إلى أضرار في قبة الكنيسة وأجهزة الصوت وتمديدات الكهرباء، إذ أكّد خادم الرعية النائب العام في أبرشية البترون المارونية المونسنيور بطرس خليل أن الصاعقة تسبّبت بأضرار في كلّ المعدّات الإلكترونية والكهربائية داخل الكتيسة، وجرى الكشف على الأضرار للمباشرة بالصيانة اللازمة.
كما ضربت الصاعقة دارة رئيس البلدية رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس قيصر الفغالي، وتسبّبت بأضرار داخل المنزل وفي محتوياته.
ولامست الثلوج التي تساقطت في الضنية مساء الأحد أطراف البلدات والقرى المأهولة بالسكان في جرد المنطقة، التي يزيد ارتفاعها عن سطح البحر قرابة 1400 متر، خصوصاً بلدات: بقاعصفرين، بقرصونا، نمرين والسفيرة، كما تشكّل الجليد على الطرقات الجبلية نتيجة تدنّي درجات الحرارة.
وكانت الثلوج قد قطعت في وقت سابق الطرقات المؤدّية إلى جردَيْ مربين، النجاص، نبع السكر وسد بريصا، كما قطعت أيضاً الطريق التي تربط الضنية بالهرمل.
زعيتر
أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، خلال لقاء مع الاعلاميين في دارته في بعلبك، جهوزية الوزارة والمديريات الإقليمية، واستعداداتها تحسّباً لأيّ عاصفة، وقال: «نحن على جهوزية كاملة وفق الإمكانات المتاحة في الوزارة، وأعطينا التعليمات لاستئجار آليات، ونأمل عدم مواجهة أيّ مشكلة، فبعض الطرق الجبلية ربما تقفل، لكننا سنعمل على إعادة فتحها عندما تتاح الظروف، والمهم التقيد بالمعلومات وبإرشادات الاجهزة الامنية كي لا يحتجز أحد على الطرق.
ودعا زعيتر إلى التعاون بين الإدارات والبلديات والمصانع والمناطق الصناعية ومعالجة أي خلل، كما حصل في الأنفاق، لأنّ معظم مكامن الخلل كانت بسبب الارتكابات من بعض المواطنين، وقال: «أعطيت التعليمات كي لا يحصل أي تقصير من قبل الشركات المتعدّدة لتنظيف المجاري ومياه الصرف الصحي، كما أعطيتهم أمر المباشرة في العمل منذ بداية السنة وبعد انتهاء عقود عمل السنة الماضية».
وأضاف: «الجميع مسؤولون، جميعنا معنيّون بسلامة المواطن، وعلينا أن نكون إلى جانبه، وهناك مناطق قد تتعرّض لصعوبات أكثر من ضهر البيدر، فالتعاون مطلوب وواجبنا فتح كل الطرق والمسالك».
وعن تضارب الصلاحيات بين الوزارات، أكد زعيتر أنّ الحملة مستمرة في كل الوزارات والإدارات المحلية ولا خلاف بينها، إنما تباين في وجهات النظر، وتمنّى على «الزملاء الوزراء» التعاون، وقد يكون الموضوع من صلاحيات وزارة الأشغال العامة والنقل، إنما هذا لا يمنع التعاون مع سائر الوزارات.
وقال: «وزارة الأشغال تتحمل أخطاء من إدارات أخرى، والمطلوب التنسيق من دون تفسير ذلك بأنه هجوم على هذه الوزارة أو تلك. علينا أن نتعاون لنخرج بحلول، ونشكر الدفاع المدني على تعاونه في إنقاذ المواطنين وفتح الطرق، والمطلوب عدم الهجوم، إنما التعاون لنحقق الهدف ألا وهو خدمة المواطن وإزالة أعباء المخاطر عنه».
قوى الأمن تحذر
صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، بلاغ جاء فيه: «بناء على تقرير مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، يسيطر على لبنان طقس عاصف ترافقه رياح ناشطة تصل سرعتها ليلاً إلى حدود 80 كيلومتراً في الساعة، ويتوقّع تساقط الثلوج يوم الثلاثاء على ارتفاع 1100 متر، ويتدنّى تدريجياً خلال الليل ليلامس 800 متر. ومن المتوقع تكوّن طبقات من الجليد على الطرقات الجبلية، وأن تستمر هذه العاصفة عدّة أيام.
لذلك، تطلب المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين والمقيمين القيادة بحذر وعدم سلوك الطرقات الجبلية إلا بعد التأكد من حالتها سالكة أو غير سالكة ومتابعة النشرات المتعلقة بحال الطرقات، وتجهيز سياراتهم بالسلاسل المعدنية، واتخاذ الاحتياطات الوقائية الضرورية في سياراتهم لدى القيادة في أحوال جوّية سيئة. وتطلب من الصيادين عدم النزول إلى البحر لشدة سرعة الرياح واحتمال ارتفاع الموج.
كما باشرت القطعات العملانية في قوى الأمن الداخلي إجراءات ميدانية، وهي على أهبة الاستعداد لمساعدة المواطنين، واستنفرت غرف عملياتها في المناطق لتلقي اتصالاتهم على رقم الطوارئ «112» في حال تعرضهم لأيّ طارئ.
… و«يازا» تقدّم إرشادات
أعلنت جمعية «يازا» في بيان أصدرته أمس، عن سلسلة إرشادات للمواطنين لتلافي أخطار القيادة في فصل الشتاء. وذكّرت بأن قانون السير الجديد يتطلب الالتزام بنصف السرعة القصوى المحددة في حال هطول الأمطار.
وجاء في البيان: «تؤدي الأمطار الغزيرة إلى إرباك السائقين بسبب تدنّي الرؤية وصعوبة السيطرة على المركبة، خصوصاً مع بداية هطول المطر، الذي يسبّب انحلال الشحوم والزيوت والأتربة المترسّبة على الطريق فتجعلها زلقة جدّاً. كما أن بعض أجزاء الطريق الواقعة في الظل وتحت الجسور وداخل الأنفاق، بسبب برودتها، تشكل بقعاً رطبة أو تجمّعات مائية لا تجف بسرعة، وعندما تتدنّى درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل وفي ساعات الصباح الأولى، يتشكّل الجليد الخطِر، ما يستدعي انتباه السائق ومهارته في التصرّف.
ومن الإجراءات الوقائية أثناء القيادة في طقس عاصف:
ـ التخفيف إلى سرعة تتناسب والحالة الموجودة، وترك مسافة أمان كافية في الأمام.
ـ تخفيف السرعة على التجمّعات المائية تفادياً لشرود المركبة وأذيّة الآخرين.
ـ عند هبوب الرياح القوية، يجب الانتباه إلى الدرّاجين الذين قد تأرجحهم الرياح. كما يمكن أن تشكّل الرياح الشديدة خطراً كبيراً على السيارات الخفيفة عند تلاقيها مع الحافلات والشاحنات المسرعة أو تجاوزها لها، إذ تجنح السيارة عن مسارها.
ـ عند حدوث الانزلاق فجأة يجب: المحافظة على رباطة الجأش، رفع القدم عن دواسة الوقود، عدم الفرملة، وإدارة المقود عكس اتجاه الانزلاق.
ـ ضرورة استعمال «الآنتي جل» مع مياه «الرادياتور» على مدار السنة.
ـ التأكد المستمر، خصوصاً في فصل الشتاء، من صلاحية مسّاحات الزجاج الأمامي، والخلفي إن وُجدت، ومن حسن أداء جهاز بخّ المياه.
ـ ترك النوافذ مفتوحة قليلاً تلافياً لتشكّل غشاوة ضبابية على الزجاج من الداخل، أو استخدام جهاز التدفئة، وتشغيل الجهاز الخاص بإزالة غشاوة الزجاج الخلفي.
ـ التأكد من سلامة الإطارات والأنوار والفرامل والبطارية و«الدينامو» و«البوجيات»، وتغيير الأحزمة التي تصدر صريراً عند التشغيل أو أثناء السير.
ـ التأكد من خلو العادم الإشابمون من أيّ ثقوب قد تؤدّي إلى تسرّب غاز أول أوكسيد الكربون co المميت إلى حجرة القيادة.
وقد يتشكل الضباب في أيّ وقت من السنة، خصوصاً خلال ساعات الصباح أو المساء. ولكن في فصل الشتاء، يتشكل الضباب الكثيف بكثرة، خصوصاً على المرتفعات، مسبّباً ضعف الرؤية وصعوبة تقدير المسافات والسرعات. لذلك، يجب التصرف كما يلي:
ـ تخفيف السرعة لتتناسب مع الرؤية بحيث يمكن التوقف ضمن مسافة الرؤية.
ـ ترك مسافة إضافية في الأمام وعدم الاعتماد على السائق الأمامي أثناء السير.
ـ استخدام الضوء المنخفض، يفضَّل اللون الأصفر، والبقاء في وسط المسار.
ـ إنارة مصباح الضباب الخلفي الأحمر إذا وُجد، وإطفاؤه فور انقشاع الضباب.
ـ إذا اضطر السائق للوقوف وانتظار تحسن الحالة، يجب عليه إيجاد مكان آمن وترك أنوار الطوارئ الرباعية مضاءة.
وإذ تتساقط الثلوج في المناطق الجبلية والنائية وتتراكم على الطرق، فتعيق الحركة وتزيد من احتمال انزلاق المركبة أو جنوحها، فإنّه يجب التخفيف وانتقاء ترس سرعة مناسب وتحريك المقود بهدوء وعدم الضغط على دواسة الوقود بشدة أو رفع القدم عنها بسرعة. وقد تشتد الحالة سوءاً فيصبح لا بد من استعمال السلاسل المعدنية. لذلك، من الأفضل عدم القيادة في ظروف كهذه إلا عند الضرورة القصوى.
ومن الحكمة إخبار الأهل قبل الذهاب إلى مكان بعيد، بموعد الانطلاق والوقت التقريبي للوصول. ويجب تعبئة خزان الوقود وحمل ملابس إضافية مع كمية كافية من الطعام المعلب وماء للشرب وهاتف نقّال، إضافة إلى علبة إسعافات أولية ورفش صغير وسلاسل معدنية وإطار احتياطيّ صالح مع عدّة كاملة مناسبة.
ختاماً، أشارت «يازا» إلى أنّ القيادة في فصل الشتاء من الأمور التي تتطلب دراية واسعة ومهارة كبيرة، خصوصاً في الطقس العاصف وما يحمله عادة من مطر غزير، وضباب كثيف، وسيول جارفة، ورياح عاتية، وثلوج متراكمة، وحرارة متدنية، وطرق زلقة، مشكّلة بذلك عبئاً ثقيلاً على كل من السائق والمركبة. فإذا أخفق السائق، جهلاً أو إهمالاً، في اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة ولم يتصرّف بشكل صحيح في الوقت الصحيح، فإن حياته تصبح في خطر.