السينما السوريّة في العام المنصرم 2014..عشرات الأفلام الروائيّة والقصيرة والطويلة

كتب سامر اسماعيل من دمشق ـ سانا : ذهبت المؤسسة العامة للسينما هذا العام نحو تكريس السينما في الحياة الثقافية السورية، منجزةً عشرات الأفلام الروائية والقصيرة والطويلة رغم الأزمة التي تمر بها سورية. واستطاعت المؤسسة كسر الحصار الظالم وغير المبرّر على الفيلم السوري في المهرجانات العربية والدولية، فحصد فيلم «مريم» لباسل الخطيب الذي أنتجته المؤسسة سبع جوائز متتالية، كان آخرها جائزتا النقاد والتحكيم في مهرجان طريق الحرير الصيني.

في مجال الأفلام الروائية الطويلة، حقق المخرج جود سعيد شريطه المرتقب عن مدينة حمص تحت عنوان «مطر حمص» عن سيناريو للكاتبة سهى مصطفى، بعد شريطه «بانتظار الخريف»، وهما الفيلمان اللذان دأب من خلالهما سعيد على تحقيق سينما راهنة تراكم خبراتها من خلال البحث عن معادل بصري قادر على محاكاة المأساة وتشريحها ومجازاتها/ عبر استنطاق المكان والأخذ عنه في حضور أبطاله.

المخرج باسل الخطيب تابع هذا العام أيضاً إكمال تصوير ثلاثيته السينمائية عن المرأة السورية في زمن الحرب، فبعد «مريم» 2012 أنجز تصوير فيلمه «الأم» الذي افتتحت المؤسسة عروضه في صالة سينما ستي قبل إنجاز تصوير فيلمه الجديد «أهل الشمس»، وفي الفيلمين يقدم الخطيب مادته الزمنية والبصرية عن الحرب، مستلهماً أجواءه الجمالية للصورة من واقع الأزمة في سورية، إذ تعبر شخوص أفلامه عن إرادة الإنسان السوري في مواجهة العدوان.

محمد عبد العزيز أنجز بدوره شريطه المؤثر «حرائق البنفسج» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عن نص من كتابته، بعد فيلمه الروائي الطويل «الرابعة بتوقيت الفردوس» وتعرض المؤسسة هذين الفيلمين في شباط المقبل ضمن مهرجان خاص بإنتاجها للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة في دار الأوبرا السورية، ليكون فيلما عبد العزيز في صدارة الأفلام التي أنجزتها المؤسسة عن الأزمة وفق مخيلة سينما المؤلف الجديدة التي تنهل من معين سينمائي عريق احتفلت به مؤسسة السينما هذا العام بمرور نصف قرن على إنشائها.

كذلك أقامت المؤسسة العامة للسينما في ذكراها الخمسين العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية المهمة، في مقدمها «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول» الذي أقامته بين 16 و21 حزيران الفائت في مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، محتفية بتجارب الشبّان ورؤاهم عبر مشروعها الكبير الذي أطلقته بنجاح للعام الرابع على التوالي، فإلى جانب الأفلام الروائية القصيرة التي أنتجتها المؤسسة تصدر أكثر من سبعين فيلماً في قائمة أفلام منح دعم الشباب.

أنتجت المؤسسة العامة للسينما هذا العام العديد من الأفلام الروائية القصيرة، في مقدمها فيلم «توتر عالي» لمخرجه المهند كلثوم، وفيلم «ابتسم فأنت تموت» لوسيم السيد وفيلم «الرجل الذي صنع فيلماً» لمخرجه أحمد إبراهيم الأحمد، وفيلم «وليمة مسعود» لوضاح الفهد، وفي هذه الأفلام رؤى متباينة عن الأزمة في سورية، مستعيدةً ألق الأفلام السورية القصيرة التي تنبئ دوماً بمخرجين وكتاب واعدين يطمحون الى إنجاز تجاربهم الروائية الطويلة لاحقاً.

المخرج عبد اللطيف عبد الحميد لم يغب عن مهرجان السينما السورية إذ بدأ التحضير لتصوير فيلمه الجديد «حب في الحرب» من تأليفه ويتناول فيه مخرج «رسائل شفهية» وفق حساسيته المعهودة قصة حب في زمن الحرب بين مدينتي دمشق وطرطوس، ليعود عبد الحميد هذا العام إلى واجهة الرؤى السينمائية بعد إنجازه فيلمه الروائي الطويل «العاشق» المتوقع عرضه قريباً في مهرجان الأفلام الطويلة أيضاً.

الجيش العربي السوري كان موضوع الفيلم الوثائقي الكبير الذي أنجزته المؤسسة العامة للسينما هذا العام من إخراج نضال دوهجي وعنوانه «حماة الديار» وحقق دوهجي هذا الشريط بالتعاون مع المخرج محمد عبد العزيز، حول بطولات الجيش العربي السوري وانتصاراته الكبرى في حرب تشرين التحريرية ووقوفه في وجه العدو «الإسرائيلي».

في تظاهرة «أفلام حديثة من السينما العالمية» التي قدمت في جزءين في صالة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون عرض أكثر من 140 فيلماً من إنتاج العامين الحالي والفائت للكبار وللأطفال، بعضها حاز جوائز عالمية وشارك فيه نجوم كبار، وافتتحت عروض هذا المهرجان الحائز أوسكار 2014 «اثنا عشر عاماً من العبودية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى