مدارات لماذا «الائتلاف الخليجي العربي» الجديد ضدّ الإرهاب؟
حسين الديراني
من أروقة مقرّ انعقاد جلسات في غاية السرية في الرياض، سُرّبت إلينا معلومات عن جلسات أمنية كويتية ـ سعودية ـ إماراتية لكبار قادة الجيش والاستخبارات بحضور قائد القوات الأميركية في الكويت، وما دار خلف الكواليس لتلك الدول هو إعلان قريباً «الائتلاف الخليجي العربي ضد الارهاب!».
وسيجهز الآن الجيش الكويتي بأسلحة أميركية متطورة، والتجهيز يجرى بسرعة عالية جداً جداً.
قد تكون المعلومة التي نشرت في بعض المواقع الالكترونية التي تقول: إن إحدى دول الخليج، أول حرف من اسمها «المملكة العربية السعودية» سألت رئيس التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أي أميركا كم عدد الحشد الشعبي المشارك في القتال ضد الجماعات التكفيرية الإرهابية في العراق «داعش»؟ فأجاب 700 ألف مقاتل قد جاءوا من هذه الجلسات السرية، والتي تساعدنا في تحليل أهداف هذا الحلف الجديد.
السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كان التحالف الدولي ضد ما يسمى «بالدولة الإسلامية» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وتشارك به 40 دولة غربية وعربية بينها 10 دول عربية على رأسها السعودية، ومن أول الدول العربية التي شاركت بقصف مواقع «داعش» في العراق وسورية الإمارات والأردن ثم السعودية والبحرين فما ضرورة تشكيل تحالف جديد باسم «الائتلاف الخليجي العربي ضد الإرهاب»؟، إلا إذا كانت له أهداف أخرى غير «داعش».
مشاركة السعودية والإمارات في هذا التحالف الجديد المزعوم ليس مستغرباً، إنما انضمام دولة الكويت لهذا التحالف الغير معلن هو المستغرب، لأن دولة الكويت كانت دائماً تقف موقفاً متميزاً عن دول الخليج المتطرفة كالسعودية وقطر والبحرين، وكذلك هي الدولة الأولى بين دول الخليج التي أعادت فتح السفارة السورية.
ما نراه من انتصارات للجيش العراقي المدعوم بقوات الحشد الشعبي المكون من تيارات قتالية عدة، والذي لبى نداء المرجعية الدينية للتصدي للجماعات الإرهابية التكفيرية، والدفاع عن المقدسات، وتقدمهم نحو معاقل وتحصينات الإرهابيين في المحافظات العراقية كافة بدعم إيراني مطلق، مادي، وعسكري، واستشاري.
وانهيار «الدواعش» أمام ضربات الجيش العراقي والحشد الشعبي الذين باتوا يستنجدون بالدولة التركية لإجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية لعدم التعرض لهم خلال الانسحاب الانهزامي إلى الأراضي السورية باتجاه الرقة، وهذا خلاف ما خططت له الولايات المتحدة الأميركية لإطالة الحرب ضد «داعش» لعشرات السنين كي تبقى دول المنطقة تستنزف مادياً وبشرياً واقتصادياً وعسكرياً لمصلحة «الدولة الصهيونية «إسرائيل» التي تنعم بما تشاهده من استنزاف أعدائها في معركة مع الإرهاب المصنوع في أميركا و»إسرائيل»، والممول من دول الخليج النفطية.
كل هذا يجعلنا نؤمن بأن التحالف المزعوم إعلانه قريباً سيكون ضد الحشد الشعبي في العراق المدعوم من المرجعية الدينية وإيران، ووضعه على لائحة الإرهاب بعد تحقيقه الانتصارات الميدانية على «داعش» وإنهاء سيطرته على المواقع التي احتلها في العراق من خلال مؤامرة دولية وإقليمية، وهذا المطلب بتنا نسمعه على ألسن الكثير من القادة «السنة» المرتبطين بدول الخليج النفطية، من دون أن يغيب عن أذهاننا التغيير الاستراتيجي الحاصل في اليمن، حيث تمكن أنصار الله الحوثيين من السيطرة على معظم أرجاء اليمن المجاورة للسعودية بثورة شعبية خاطفة سلمية، وقد طالبت المملكة السعودية بوضع حركة «أنصار الله» الحوثيين على لائحة الإرهاب الدولي. كذلك الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والدفاع الوطني على المحاور كافة في سورية، والتي تعتبر محور المقاومة الذي واجه حرباً كونية بات المنتصر فيها، وفي السياق نفسه لا ننسى مطالبة المندوب السعودي في الأمم المتحدة بإدراج «حزب الله اللبناني» على لائحة الارهاب الدولي!
فإذا كان تحالف دولي يضم 40 دولة غربية وعربية وإسلامية عاجز عن تسجيل انتصار على «داعش» المكون من عشرات الآلاف من المرتزقة الدوليين الإرهابيين لأنه ليس هناك جدية في القضاء عليه بل بالعكس سجل الكثير من الأدلة التي كشفت عن دعم قوات التحالف الدولي لتنظيم «داعش» من خلال إلقاء الطائرات العسكرية شحنات من الأسلحة والعتاد في أماكن وجودهم فكيف بتحالف خليجي عربي لا يحسن قيادة قطيع من الإبل أن يقود حرباً ضد الإرهاب لا نعلم هوية المنتسبين إليه، أو في وجه الملايين من الحشد الشعبي العراقي، وأنصار الله اليمنيين، والدفاع الوطني الشعبي السوري، وحزب الله اللبناني. فطالما أن الأميركي هو الذي يخطط لمثل هذا المشروع الجديد، والذي ليس له مشاريع سوى المؤامرات لاستمرار الحروب في المنطقة، فمحكوم عليه بالفشل كما فشلت كل مشاريعه الجهنمية التدميرية.