هولاند: بوتين لا يسعى إلى ضم شرق أوكرانيا
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى ضم شرق أوكرانيا بل هدفه الرئيسي هو منعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال هولاند في حديث لإذاعة «France inter» الفرنسية أمس إن «بوتين لا يريد ضم شرق أوكرانيا، وأخبرني بذلك. أستطيع عدم تصديقه، لكن هذا ليس القرم، بل هو لا يريد أن تنتقل أوكرانيا إلى معسكر الناتو».
كذلك أكد الرئيس الفرنسي في الوقت نفسه أن على روسيا أن تحترم سلامة الأراضي الأوكرانية وتوقف «دعم الانفصاليين» شرق البلاد، ونوه إلى أن أوروبا معنية بحل الأزمة الأوكرانية لأن العقوبات المفروضة على روسيا تنعكس سلبياً على الاقتصاد الأوروبي.
ولفت هولاند إلى أنه يجب رفع العقوبات الغربية عن روسيا في حال حصول تقدم للوضع حول أوكرانيا، مصرحاً بأنه «إذا كانت في روسيا أزمة فهذا ليس من الضروري أن يكون جيداً لأوروبا، وأعتقد أن العقوبات يجب أن توقف الآن. وفي حال حصول تقدم، فيتوجب رفعها، واذا لم يحصل تقدم – تبقى».
وتوقع فرانسوا هولاند بهذا الصدد حدوث تقدم جديد خلال المفاوضات حول الوضع بأوكرانيا في اجتماع العاصمة الكازاخستانية أستانا يوم 15 كانون الثاني. وقال: «سأذهب إلى أستانا في 15 بشرط وحيد، هو أن نستطيع التوصل إلى تقدم جديد. وأعتقد أنه سيحصل».
وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أعلن في وقت سابق أن اللقاء بخصوص أوكرانيا على أعلى مستوى «في إطار النورماندي» أوكرانيا، روسيا، فرنسا، ألمانيا ، سيجري يوم 15 كانون الثاني في أستانا، إذ «يجري حالياً تجهيز مشاريع الحلول لهذه القمة».
تصريحات الرئيس الفرنسي جاءت في وقت انطلق في العاصمة الألمانية برلين أمس لقاء لممثلي وزارات خارجية دول ما يسمى بـ»الإطار النورماندي»، روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا.
وأكد غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي أن مدير الدائرة الثانية لرابطة الدول المستقلة في الخارجية الروسية فيكتور سوروكين سيمثل روسيا في اللقاء.
ولفت كاراسين إلى أن الأطراف ستبحث في وزارة الخارجية الألمانية خلف الأبواب المغلقة، مجمل المسائل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، بما فيها اتفاقات مينسك، مشيراً إلى أن هذه المحادثات ستحدد زمن لقاء وزراء الخارجية، وذلك قبل لقاء قمة «النورماندي» في أستانا.
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما ألكسي بوشكوف أن الاتحاد الأوروبي يدخل مرحلة من الصعب التكهن بها، معتبراً أن عوامل الخطر الرئيسية بالنسبة إلى الاتحاد هي انخفاض معدلات النمو والعقوبات ضد روسيا إضافة إلى احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو.
واعتبر بوشكوف أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «فقدت دور الشريك الأساسي لموسكو في المفاوضات حول أوكرانيا»، ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي: «على عكس المستشارة الألمانية، اختار نهج خفض التوتر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا». وقال إن «العقوبات الغربية بحق روسيا يجب أن ترفع في حال تقدم الوضع حول أوكرانيا».
وفي السياق، كلف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف شركة «غازبروم» بمراقبة مسألة سحب سلطات كييف للغاز الروسي المتدفق عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا بدقة واتخاذ قرارات سريعة عند الضرورة.
ولم يستبعد رئيس شركة «غازبروم» ألكسي ميلر خلال لقاء عقده مع ميدفيديف، احتمال سحب كييف بشكل غير مشروع الغاز من خط الأنابيب العابر ترانزيت ، معتبراً أن ذلك الخطر لا يزال موجوداً، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم ضخ أوكرانيا الغاز كما يجب إلى خزاناتها.
وأكد مدفيديف: «نحن بالطبع مهتمون بأن تكون أوكرانيا شريكاً موثوقاً من هذه الناحية، إلا أن ما تتحدثون عنه يجبر على التفكير عن كيفية تطور الأحداث. لذا راقبوا بدقة كيف يحدث سحب الغاز في أوكرانيا، وفي حال الضرورة اتخذوا قرارات سريعة إذا تطلب الأمر».