إنريكي يخطئ والخاسر الأكبر برشلونة

حسين غازي

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والصحف العالمية والإسبانية، بعد خسارة برشلونة أول من أمس أمام ريال سوسيداد في الدوري، وعدم تمكّن الفريق من إعتلاء عرش الصدارة بعد خسارة ريال مدريد أمام فالنسيا في ملعب الميستايا بهدفين مقابل هدفٍ يتيم.

الانتقادات اللاذعة التي هطلت كالمطر على الفريق الكتالوني، كانت كلّها على إنريكي، الذي أظهر فلسفة غير منطقية، بإجلاس نجوم الفريق على مقاعد البدلاء، كعقابٍ لهم بسبب تأخرهم في العودة إلى التمارين بعد عطلة الأعياد.

ميسي ونيمار ودانيال ألفيس ومعهم راكيتيتش تابعوا الشوط الأول من على مقاعد البدلاء، فلعبوا دور المشاهد، وتابعوا سقوط برشلونة بعد تلقيه هدفاً من نيران صديقة.

إنريكي لم يكن حكيماً في تصرفه، ولم ينفع إشراك نجومه في الشوط الثاني، فأضاع نقاط المباراة، التي كانت سترفع البلوغرانا إلى القمة.

بالتأكيد هذا القرار لم تتقبله الجماهير ولا حتى نقاد الرياضة والكرة، فعجز المحلّلون عن تفسير طريقة إنريكي في اللعب، وحتى في معاملة لاعبيه. المدرب عليه أن يكون قريباً من اللاعبين، ويكون قدوةً وأباً لهم، وتوجّب عليه غضّ النظر عن موضوع تأخر عودة اللاعبين، وتأنيبهم بعد المباراة في حال عدم تقديمهم شيئاً يذكر.

والقصة لا تنتهي هنا، فأسلوب البرسا أصبح بطيئاً جداً ومكشوفاً، وظهر جلياً افتقاره السرعة بغياب نيمار في الشوط الأول، وهذا الأمر ليس بجديد، فعندما يغيب المبدع البرازيلي تصبح وتيرة اللعب بطيئةً إلى أبعد حدود، والفريق أيضاً يترك مساحاتٍ كثيرةٍ في الخطوط الخلفية عند الانطلاقات الهجومية، وباتت أسماء منتصف الملعب المتمثلة بتشافي هيرنانديز وإنييستا غير قادرة على تقديم الإضافة لخطّ الهجوم، والمباريات الماضية كانت خير دليلٍ على أن فكر إنريكي ليس صائباً، فهو بطريقته يفكّك منظومة البرشلونة، ويتجّه بالفريق نحو الهاوية والضياع، فالإدارة لا تريد خسارة ملهم الفريق، الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف الفريق، وأفضل لاعب في العالم، إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو، ونجم التانغو تغيّب عن التمارين الصباحية أمس، وهذا ما وضع الأمور بينه وبين الإدارة والمدرب على نارٍ هادئة، لكنه كبركان لا تمكن معرفة موعد ثوارنه، وعندها ستقع الفاجعة ويخسر البرشا نجمه الأول والأفضل.

وهنا نصل إلى التساؤل، هل يصلح إنريكي حقاً لأن يكون مدرباً لأفضل فرق أوروبا والعالم؟ وكيف لكتيبةٍ هجومية أن تعجز عن التسجيل أمام السوسيداد؟ كل ذلك يقع على عاتق المدرب، الذي لم يستفد من وجود ثلاثي الرعب ميسي ونيمار وسواريز، فغاب العمق الهجومي، وغابت معه الأهداف، وأضحى نادي برشلونة وجماهيره العاشقة الخاسرين الوحيدين. فهل تعود المياه إلى مجاريها في الأيام المقبلة؟ أم أن إنريكي أو ميسي بات أحدهما على درب مغادرة الكامب نو؟ بالتأكيد سيكون هذا الشهر مفصلياً في مسيرة الجميع وسيحدّد معالم البرشا الجديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى