عاصفة الإرهاب تهدّد أوروبا وفرنسا تواجه «أياماً صعبة»
هل بدأت فرنسا تذوق السم الذي طبخته في غير مكان في العالم؟ وهل بدأت الأعمال الإرهابية ترتد على داعميها ومموليها؟
سؤالان بدأ الكثير من المراقبين طرحهما بعد عملية «شارلي إيبدو» أمس في إحدى ضواحي باريس، وعملية «عرعر» التي أدت إلى مقتل ضابطين سعوديين وجندي من حرس الحدود. بالإضافة إلى التفجير الانتحاري في تركيا. فهل جنت على نفسها براقش؟
فبعد أن موّلت ودعمت باريس المجموعات المسلحة في سورية والعراق ها هي تعاني من اعتداء إرهابي حيث قتل 12 شخصاً إثر هجوم مسلح استهدف صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة شارك فيه 3 مسلحين هاجموا مبنى الصحيفة واقتحموا اجتماعاً لرسامي الكاريكاتور وأطلقوا النار عليهم فيما تمكنوا بعد ذلك من الفرار.
وفي تكتيكات الهجوم، ذكرت الوكالة «الفرنسية» نقلاً عن مصادر في الشرطة الفرنسية قولها: «إن طريقة تحرك المسلحين الذين هاجموا الصحيفة وهدوءهم وتصميمهم الظاهر، إنما تكشف عن أشخاص تلقوا تدريباً عسكرياً عالياً».
وفي هذا الصدد، قال وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف، أن الحكومة الفرنسية وضعت كل الوسائل اللازمة من أجل القبض على منفذي الهجوم. وأضاف أن 3 مسلحين هاجموا مقر صحيفة «شارلي إيبدو» وقاموا بقتل 12 شخصاً ولاذوا بالفرار، مؤكداً أنه تتم حالياً ملاحقة هذه العناصر لاعتقالهم ومعاقبتهم.
وأكد وزير الداخلية أن الحكومة جندت أجهزتها كافة لهذه الحالة الطارئة، وتم وضع وسائل الإعلام والمجمعات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت المراقبة المشددة.
وقال أحد الشرطيين: «تبدو حرفيتهم ظاهرة من طريقة الإمساك بأسلحتهم وتحركهم الهادئ غير المتسرع. من المؤكد أنهم تلقوا تدريباً عسكرياً. هؤلاء ليسوا أشخاصاً عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع». وأضاف إنهم يمسكون برشاشات الكلاشنيكوف ملتصقة بأجسادهم، ويطلقون الرصاص طلقة طلقة متجنبين الرشقات ما يكشف أيضا أنهم تدربوا تماماً على استخدامها.
وأعلنت السلطات الفرنسية حالة التأهب القصوى في منطقة باريس على أثر الهجوم.
ويعاين محققو الشرطة الفرنسية السيارة التي استعملها المهاجمون المسلحون وهي من طراز «سيتروان C3» سوداء اللون.
وفي السياق، أعلن متحدث باسم المجموعة الصحافية التابعة لصحيفة «ال باييس» في مدريد، انه تم إخلاء مقر المجموعة اثر الاشتباه بطرد، مشيراً إلى حالة «القلق» المسيطرة بعد الاعتداء على أسبوعية «شارلي ايبدو» الساخرة في فرنسا.
وقال مدير الاتصالات في «ال باييس» بدرو زوازوا انه أي بعد نحو ثلاث ساعات على الاعتداء على «شارلي ايبدو» في باريس وصل رجل حاملاً طرداً وجدت أسلاك في داخله، فاعتبر مشبوهاً. وأضاف إن «الشرطة أخلت المكان» حيث يعمل أكثر من 300 شخص.
وأعلن رئيس تحرير «ال باييس» انطونيو كانو في وقت لاحق أن «الإنذار كان خاطئاً» وان الموظفين عادوا إلى مكاتبهم.