لا فوز كاملاً في الهند
ما العمل عندما تكون الديمقراطية على وشك اقتراف خطأ؟ تلك هي، باختصار، المسألة التي أثارها الموقعون البارزون على رسالة تتعلق بالانتخابات الهندية، كانت صحيفة «الغارديان» قد نشرتها أخيراً. فقد قالوا إنهم لا يرغبون في التشكيك في «صحة العملية الانتخابية الديمقراطية في الهند»، ويستمرون حتى الآن بالقول إن ناريندرا مودي مرشح سيئ، وسياسي مثير للشبهة، ورجل لا ينبغي أن يتسلم منصب رئيس وزراء الهند.
إن هذا ليس بياناً حزبياً عادياً، ففي المقابل لم يصرح الكُتاّب بشيء عن راهول غاندي، خصم مودي، أو عن أي من الحزبين الرائدين، ونوع الناخبين الهنود الذين قد يتأثرون برسالتهم، وهم بالضبط الذين سيكونون بالفعل في المعسكر المناهض لمودي. إنها رسالة تتحدث بصورة أكثر عمّا يعتقد كُتابها أنه الحقيقة حول مرشح ما لهذا المنصب الرفيع، بدلاً من الخوض في نتائج الانتخابات.
كذلك فإن الهنود ليسوا وحدهم في مخاوفهم، إذ تساءل الاقتصاديون أخيراً: هل يمكن لأحد إيقاف ناريندرا مودي؟ وهي صيغة تعكس لهجة كل التغطية الخارجية تقريباً للانتخابات الهندية حتى الآن.
ولا تعتبر أوروبا غريبة عن مثل هذه المعضلات التي يواجهها سيلفيو برلسكوني في إيطاليا، أو فلاديمير بوتين في روسيا، أو فيكتور أوربان في المجر. ولدى الناخبين في كل مكان عادةُ اختيار الرؤساء الذين لا يحبون الليبراليين، وذلك بمعناه، هو الجواب على السؤال.
وإذا ما اختار الهنود المرشح مودي، فإن ذلك سيكون لأنهم مستعدون لاختياره، ولأن بعض التغييرات في المجتمع الهندي قد مهدت الطريق له، ولأن أنموذج العلمانية والتعددية الهندية، وهو ما يمكن تسميته بدولة نهرو، لم تعد لديه الجاذبية التي كان يتمتع بها سابقاً.
وبالنظر إلى غزو مدينة «غوا» الهندية، والحروب مع الصين وباكستان، وتبني الأسلحة النووية، والطوارئ، واغتيال أنديرا غاندي، والفشل في التنمية في الفترة الاشتراكية القديمة وعصر السوق الحرة في الآونة الأخيرة، فإن سجل الهند بالكاد يكون غير ملوث.
ومن الناحية العملية، فإنه سيتم تقييد ناريندرا مودي في منصبه، بسبب الحاجة إلى حلفاء في المركز وفي الولايات. ويمكن لأولئك الذين يئسوا من النتيجة المحتملة للانتخابات تعزية أنفسهم، على الأرجح، من خلال فكرة ألّا أحد على الإطلاق يفوز بشكل كامل في الهند.