صباحات بين سنتين
بينما الصباح يعانق الليل مودعاً، قال له: بأمان الله يا صاحب الفخامة أيها الليل الطيّب، كم أحببت لو كان جمعنا ممكن. فقال الليل: ولماذا الفخامة؟ قال الصباح: لأنها تليق بك، ولأنّ أسوأ ما نفعل أن ننزع صفات المودّة عمّن نحبّ عندما نغضب، فخشيت من نفسي أن أفعل هذا لأنني غاضب منك. فقد أدمنت أنت على التعالي والعبث والاستهتار حتى أشعرتني أنني إحدى ألعابك التي تكسرها متى غضبت، وها أنا أقول لك سنلتقي إنما بلغة جديدة.
قال الليل للصباح: أنت غاضب لأنني رافقت نجمةً إلى فندق الجليد في فضول التعرّف. لو فعلت ودعوتني كان أفضل. قال الصباح: أنا غاضب لأنك تضعني في مقارنات الأستاذ تلامذته يساويهم متى شاء ويميّز بينهم متى شاء، وتنسى أنّ الكون ولد صباحياً، وجاء ليله للراحة. فالعقل صباح والقلب ليل، والشجاعة صباح والليل لإخفاء تسلّل الخائفين من أنفسهم والمتردّدين، والصباح أستاذ تنازل عن كرسيّ الأستذة وجلس في مقاعد الصفّ تكريماً لسواد عينيك، فصرت تعطيه العلامات. فكن أستاذاً على من تليق بهم صفوفك، ودعِ الصباح ينير لك الدروب المعتمة، ولا تطعن بضوئه لأنّه كشف لك حقائق لا تحبّها أو يزعجك اكتشافها… كم أنت عبثيّ أيها الليل. وكما جميل عبثك أحياناً… فلن أغادرك ولن أدعك تغادر، قدرنا أن نكون معاً، لكنّك ليل وأنا صباح، فخُذ عطر وردي وسِر حيث أنت في طريق الفرح، وستجدني عند كل مفارق التعب أقدّم لك كوباً من الندى بفتحة كفّيّ.
بالنيابة يستشهدن وبالأصالة لهنّ الصباح 20/12/2014
قبيل منتصف الليل، يبدأ الصباح بتجميع حزم الضوء ليصير صباحاً. وقبيل منتصف الليل، يستجمع البرد حبيبات الندى لتتكوّر لسع نحلٍ في الأجساد. وقبيل منتصف الليل، تتشكل نواة حبّات الكمأة في دير الزور.
لكن قبيل منتصف الليل، كان جنيد أحمد خيال مدفعية دير الزور يستجمع بطولات الشهداء ليصير شهيداً، ويرتقي من رتبة رائد إلى رتبة شهيد حيث الشهادة لا تراتبية فيها. فيصير الإمام الحسين والحاج عماد وسِجلّ شرف طويل مجرّد رفاق.
قبيل منتصف الليل، تجيئ رؤيا الموت والدم، فتراها الأمّ والأخت، لكن الياسمين يزهر في عيون الشهداء، وبوح أنفاسهم يصير طيّباً وفرح عطر لا ينقطع بانقطاع النَّفَس. تجتهد الأمّ والأخت والزوجة من يواسي من. ويجتهد الأب والشقيق في تنفيذ الوصية: زغرِدن، مُنِع عليكن البكاء. وزميلتنا الدكتورة رأفات أحمد شقيقة الشهيد تقول: خجلت من نفسي أن أميّز بينه وبين الشهداء الذين يرتقي من بينهم كل يوم أبطال. تخرج الأمهات فنتعلم دروساً في الوطن. فهل أقول استشهد أخي وكلّ الشهداء أخوتي، أو أقول أريدكم معي وأنا انتدبت نفسي لتدريب الأسَر على كيفية التعامل مع نبأ استشهاد عزيزٍ كالدرس الأول في علم نفس تلقي الصدمات.
الصباح كان حزيناً يومئذٍ منذ أسبوعين، ولم نعلم إلا أمس، لأنّ سورية تخجل التعريف عن شهدائها كحزن ومأساة. ولأنه مصدر فخر، يجب أن تعرف وحدك وتبارك. سألت الصباح هل تعرف الشهيد؟ فقال إن رسائل دير الزور التي كانت تصلك إلى برنامج «ستون دقيقة» الذي أدمنت حامية دير الزور ومطارها على متابعته، كان يرسلها الشهيد بالنيابة عن زملائه.
تذكّرته وتذكّرت شقيقته الزميلة الغالية الدكتورة رأفات، لكنني تذكّرت أنّه بالنيابة عن زملائه راسلني وبالنيابة عن زملائه استشهد… صباح الخير لكم أيّها الشهداء.
صباح الخير لأمهات وأخوات وزوجات تليق بهنّ الشهادة. فتستشهد الأمّ شهادة ابنها كي لا يقال إن ثمة مراتب بالقربى بين الشهداء والناس، أو في ما بين الشهداء أنفسهم. فكل الشهداء أخوة وكل الشهداء أخوتي وكل الشهداء بالنيابة عن زملائهم يستشهدون، وكلّ الناس زملاؤهم، بالنيابة عنهم يستشهدون… لهم تحية الصباح.
صباح الخير لضوء الشام 22/12/2014
الصباح قوة والليل ضعف، لذلك نادراً ما نفعل أشياء في الصباح نندم عليها في الليل. بينما يحدث العكس كثيراً، فالعتمة تساعدنا في تزيين الخطأ بذريعة أنّ أحداً لا يرانا، ولو كان الناس من حولنا. بينما يشعرنا الضوء أنّ الكون كلّه يرانا وهذا يعني أنّ رادع الخطأ الكبير فينا هو المجتمع لا دواخلنا. لذلك تبني المجتمعات سلالم قيم يبقى أسوأها وأشدّها تخلّفاً أكثر إنسانية من انفلات البشر على غرائزهم وحيوانيتهم ووحشيتهم التي لما أتيح لها، أنتجت مقتلة قابيل وهابيل… تسقط «مملكة داعش» عندما يقتل كل منّا «داعشاً» صغيراً داخله .
الصباح المسرع نحو رابعة النهار لا يمهل المستيقظين استكمال طقوس الكسل الجميل، ولا يحسب النائمين في دفتر ديونه. فهو يمضي وعلينا اللهاث لأنه وحده واثق من عودته غداً، فمن منّا يثق مثله؟ والليل يمضي متثاقلاً ويحسب النائمين ضيوفه والمستيقظين أعباء على سكونه، ويتردّد في سعيه لملاقاة خيوط الضوء الصباحية لأنه يدرك أنه لما بدأ قبل ليلة، لم يكن ليلاً، بل انطفاء بعض الضوء المتعاظم تدريجياً حتى صارت العتمة. فواثق هو أنه عائد كنقيض للضوء لا بذاته، يثق بعودته بمقدار انتظاره الضوء وبدء تلاشيه. الحياة ضوء والموت عتمة. والناس لهاث لا ينقطع . تنشقوا هواءكم البارد صباحاً مع رشفة قهوة ونسمة ياسمين. صباح الخير لضوء الشام.
صباح تونس مشموم ياسمين أصله الشام، وملكته إليسار وكل عود إلى أصله يعود. عطر تونس باسترداد ما زوّروه في عباءة الإسلام يزهر سفيراً قريباً في الشام، وتسقط عباءة سلطان بني عثمان بانتظار أن تصحو لعروبتها وتنتفض عمّان.
صباح الحبّ والمحبّة 23/12/2014
صباح شوق وقلق قلت، فقال الصباح: إن أحبتك قادمون وأنت غائب. فقلت: كيف عرفت؟ قال: إنهم تحت جناحي. فقلت: كن حنوناً أيها الصباح ووزِّع بعض الفرح والضوء على شفاهٍ وعيونٍ أحبّها وأنتظر لقياها، واستعمل حيلك ليتطابق وقت الوصول.
قال الصباح: إنّ القلق غير الخوف، والفقد غير الشوق. فقلت الفرق بين القلق والخوف أعرفه، فالخوف وراءه تهيب الإقدام بينما خلف القلق انتظار. أما الفرق بين الفقد والشوق فما هو؟ فقال الصباح أنا أفتقد الليل كل يوم ولا أشتاق إليه. فقلت: أنت تخفي حبّك للّيل بمكابرة التمييز بين الحبّ والمحبّة.
تتقدّم الساعة بدقائقها ثقيلة قبل شعاع الضوء الأول، وتنساب كنهر دافق في ما تبقى، حتى تضيع حسابات الانتظارات كحبّة الفاكهة الأولى في الموسم. يبقى ظلّ الضوء الأول كالقبلة ألأولى.
صباحكم ضوء ووفاء 24/12/2014
قال الصباح لصباح آخر مرّ قبل أيام: هل رأيت هذه الجميلة المنهمكة كيف هي معي ومعك، فقد كانت ـ مثل اليوم منهمكة ـ يوم كنت أراقبها تنتظر بفارغ الصبر حلول موعد، وتبدّل من ثيابها ألواناً وأشكالاً، وقلبها يخفق لتراه. كما توقّعت شباباً وظرفاً وجمالاً وهل تراها اليوم أشدّ انهماكاً.
فقال الصباح لزميله المرتحل: اليوم خفق القلب بفرح وقلق كيوم امتحان ونيل شهادة جدارة، وتورّد وجنتين كموعد غرام، ولباس أنيق كعرس أمير. وتعرف ما تريد فلا ارتباك في الاختيارات ولا الألوان، إذ أعدّت لصباحها كل شيء.
فقال الصباح المرتحل: تبقى الابتسامة التي قطفتها من شفتيها يومذاك، ربما لن تجد مثلها أنت اليوم. فقال صباح اليوم: في نهاية النهار تقارن الابتسامات لا في بداياتها، فلكلّ حلم شغف، وليست الاحلام لتلاقي خيال بحلمٍ في قارب واحد. هي كل الفرح، الحلم والنجاح يحدثان في القلوب ما لا تحدثه أعظم حكايات الحبّ أو مواعيد الانتظارات… إنها تونس بين يوم ملاقاة المرزوقي ويوم الاحتفال بيوم الخلاص والفرق بين اختبار الوهم بالاجمل و خيار راحة البال بواقع يكفي فيه الاحساس بالإمان من ياسمين الشام إلى ياسمين تونس مسيرة طيب يفوح، وكم الياسمين سرّاً يبوح؟!
صباح ضوء ووفاء 26/12/2014
قال الصباح: عندما تحتفلون بقدومي تذكروا الضوء الذي بقوّته أمنحكم فرحتي، ولن يرضي غروري مديحي بالقول إنني من منحه القيمة، وأنه قبل إطلالتي كان تفاهة، ولولا نعمة وجودي كان لقاؤه بالليل استهتاراً. فكل الغزل بجمال إطلالتي لا يلغي حقيقة ما أعلم أنّ الضوء نسيج خيوط متعبةً، أقطف بريقها عندما تجهز فأطلّ عليكم لتفرحوا. ويبقى هو في الظل وأتنعّم بجميل كلامكم. وأحياناً في ثناياها نيل من مهابته، وتظريز لثوبي بألوانه. ولو كنت الليل ربما طربت لكلامكم، ولهذا اختارني الضوء عنواناً لحضوره لأنّ الوفاء سمة الصباح، والوفاء في سرّنا أهمّ من الوفاء في العلن، والوفاء في بسمتنا المنصفة أعمق من الوفاء بإعلان الولاء. ومضى الصباح يقبّل جبين الضوء قائلاً: لا تحزن، فالناس يبتهجون لما يرضي ألاعيبهم الصغيرة، ويظنونني منهم لأنهم مستعجلون على الشعور بالرضا السهل، بينما أنا ألاعب الزمان فلا عجلة، ورفقة عمرنا تطوي الكلام العابر، مثال الوفاء في السرّ وقد صار في العلن، ما قاله سيد المقاومة يوم قالوا لولا تضحيات حزب الله لانهارت سورية، فبدلاً من أن يرضي غروره الكلام، حزن حزناً شديداً ورآها إساءة لشراكة الدم. فهبّ يقول لولا الجيش السوري ما كان للمقاومة نصر في الماضي، وأما انتصارات اليوم فهي من صنع بطولاته وشهدائه وما نحن إلّا البحصة التي تسند الخابية. الله ما أجمل حبّ الصباح للضوء وما أجمل الوفاء!
صباح ما قبل نهاية السنة 30/12/2014
صباح ما قبل نهاية السنة بيومين، كصباح من سيسافر بعد يومين. الانتقال عبر الزمان والمكان خدعة بصرية.
قال الصباح: الإنسان كائن غريب لا يعجبه العجب. فعندما يكون في أسوأ أحواله ويتوقّع حدثاً سعيداً، يخيم الحزن عليه مع الأمل. وعندما يكون في أسعد أحواله يخيّم عليه القلق مع الفرح. والممسكون بإنجازاتهم بأيديهم وحدهم لا يتأرجحون بين الكسل والنشاط وبين الفرح والحزن والقلق والخوف. ماضون بأقدام ثابتة يصنعون فرحهم بفرح الآخرين. وينسون آلامهم بالنظر والتضامن مع آلام الآخرين ويجدون دائماً من يصنعون له فرحاً فيفرحون. كما يجدون دائماً أمامهم وحولهم ألماً يصغر أمامه الألم الذي به يشعرون.
صباح ياسمين الأسد وزنابق نصر الله 3/1/2015
في الصباحات الباردة، عطر الزنبق أجمل العطور. خلق الياسمين للصباحات الدافئة.
قال الصباح: الزنبقة ياسمينة البرد تبني بيوتها كأبراج المدن، مقابل بيوت الريف التي يبنيها الياسمين. أمّا الزهرة فواحدة. يتغير البناء ويبقى القلب. والعطر من القلب يفوح. الفارق فقط أنّ الزنبقة ياسمينة مستعدّة ليطلّ رأسها من بين الثلوج برمح، وبناء أبراج تجهّزت بها لهذه المناسبة.
قال الياسمين: أنا زنبقة أيام الدفء أفترش المدى وأمدّ فروعي وأنثر عطري وأنشر زهوري كحبال غسيل الفلاحين وسكّان الأحياء القديمة. لا تهمني غزوات الريح، فقد تعلمت استيعابها، ولا خماسين الحرّ فقد علّمتها كيف تحمل عطري. والغزوات كلّها عابرة على ترابي. الزمان لعبتي والمكان لعبة شقيقتي الزنبقة، تناوبنا أدوارنا فضاع بنا الدارسون والحاسدون، وقالوا يتنافس الزنبق والياسمين وما علموا أنّها لعبة النصر بين الشريكين ياسمين الأسد وزنابق نصر الله… نصر مبين بين زنبق وياسمين.
صباح الياسمين والشوك 4/1/2015
قال الصباح لوردة تتفتح براعمها: سمعتك تعاتبين حبيبك وتتهمينه بالبخل والإنكار. وفي الغضب تخرج منّا أحكام قاسية لكنها تخرج بذاتها لا سواها، لأنّها تستبطن دواخلنا. فلما تقولين بخيل ولا تقولين عنيد، فقد اخترت صفة وموصوفاً، وبينهما أفعال. ولما تضيفين، فأنت لم تسقني من أيام لبخلك يصير الحكم أعمق في وجدانك النائم الذي استفاق. ولما تتهمينه بالانكار وتصفين مبدئية التزامك ولاأخلاقية تعامله مع ورود غيرك في الحديقة، ليس كما لو اتهمته بالجفاء والقسوة وهي صفات تصلح للغضب.
لكن ما حضر كان قد حفر في نفسك عميقاً. ولما تستدلين عليه بواقعة صار جزءاً من رأي لا يمحوه التجاهل وكونه في حال الغضب. فانتبهي.
قال الصباح للوردة: ما هي الحياة إلا كلام، وأخطر الكلام ما يقال في الغضب، وأخطر أخطره أحكام مشفوعة بأدلّة نسوقها في الغضب.
وعن هذه الحالة قال الإمام علي: ما أضمر المرء شيئاً إلا و ظهر في فلتات لسانه وفلتات اللسان في حال الغضب. فما في الدواخل لو نخرجه في العتاب نكون أصفى وأحرص من أن نبقيه بداعي التسامح. فيصدر أحكاماً قاسية في فلتات اللسان في الغضب.
أغلقت الوردة أوراقها لخلوة الصباح تراجع نفسها خجلاً، ولم تواصل عنادها تفسيراً وتبريراً. وقالت للصباح: أراك غداً، لكن قل له إنني أحبه لكنني أظلم من شدّة الحبّ وسرعة الغضب.
حار الصباح بقطرة ندى واحدة في كفّه لمن يهديها، فرماها إلى أعلى كي لا يميّز بين الورود، لكنها اختارت الياسمين.
قال الصباح: يتميز الياسمين لأنّه في العتاب بلا شوك لا يجرح، ولا يستخدم الماء لتكبر أوراقه بل ليزيد فوح عطره.
لما سئل الصباح عن غضب الياسمين قال: الياسمين يغضب نادراً لكنه إن غضب أقفل أوراقه وحجب عطره. وكان العقاب جفاف الروح وهو أشدّ أنواع العقاب.
صباح اللهفة وسِمة الدخول 6/1/2015
تفقّد الصباح عدّته اليومية: الضوء والندى والقهوة والياسمين وفيروز، واستعدّ للانطلاق. وتوقف فجأة وسأل: أين اللهفة؟ فمن دونها لا طعم للصباح، كلّ القيام تخلعهم من دفء الفراش لهفة يفتقدها النيام. إن غابت صار الفضل للنيام على القيام لأنهم يكسبون نومهم. فأطلّت اللهفة من شقّ يفصل بين الضوء والياسمين وقالت: أنا هنا اسمي اليوم «سمة الدخول» إلى الصباح. شدّها الصباح من شعرها وقال اسمك الجميل لا يبدّل بالأسماء القبيحة… ومضى.
قال الصباح: ضباب وسحاب وبرد ومطر لكن لا وجود لعاصفة. ولكثرة التبشير بالعاصفة صار الناس إذا اهتزّت أوراق ياسمينة الدار قالوا بدأت العاصفة. فخذوا قهوتكم بهدوء ولا تشاركوا في الإشاعة. وحدهم الذين يريدون سبباً للكسل سيقولون عاصفة… ومضى.
سأل الصباح عن النيام فوجدهم صنفاً نام باكراً لتعب أو عادة أو كسل أو مرض، وصنفاً تتبدّل مواسم نومه مرّات يبقى للفجر حتى تصحو العصافير، ومرّات ينام مع الدجاج. فقال: هؤلاء تحرّكهم اللهفة مع نجمة، فمتى كانت نجمتهم تنام باكراً تبعوها، ومتى كانوا يواعدون نجمة الصباح انتظروها. وفي المرتين لهفتهم في السرّ لا في العلن. وعذرهم مرّة بالنعاس ومرة بالقلق. فدعوهم طالما في حياتهم لهفة، فهم ينتمون إلى بعض من الصباح.
صدّق الصباح أنّ اللهفة سَمة دخول إلى كثير من الأشياء في الحياة. لكنه يكره التسمية.