الراعي: لإيران والسعودية دور في الاستحقاق الرئاسي

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، كما دعا النواب الى عدم تفويت فرصة الانتخاب لمنع المزيد من الأزمات.

واقترح في كلمة في لقائه السنوي مع الإعلاميات والإعلاميين المعتمدين في الصرح البطريركي «أن يبقى النواب في المجلس النيابي وعقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى «أنه لم يعد مسموحاً للسياسيين التلاعب بمصير الوطن في ظل ما تعانيه البلاد على كافة الاصعدة».

ورداً على سؤال عما يحكى عن مساواته بين من يشارك في الجلسات ومن لا يشارك ويعطل قال: «انا لا اساوي ولكن أقول لا فريق 8 آذار ولا 14 آذار ولا حتى النائب وليد جنبلاط يقومون بأي مبادرة لانتخاب الرئيس والخروج من المأزق»، متسائلاً «هل هذا يجوز وأين هي كرامة لبنان واللبنانيين»، مؤكداً «أن قضية انتخاب الرئيس مرتبطة بالصراع السني – الشيعي في المنطقة، وليس أن يتفق الموارنة أولاً كما يقول البعض فهذا الكلام غير صحيح».

وكشف الراعي «أن البطريركية لديها احصاءات للمرشحين وموجود لديها وهي مستعدة لتقديمه عندما يلزم»، وأعلن انه «التقى الاقطاب الموارنة الأربعة كلاً على حدة واستمع الى وجهة نظرهم»، معتبراً «أن معظم القوى السياسية في لبنان لم تلتزم بالمذكرة الوطنية التي صدرت عن بكركي»، واعتبر «أن الحملة التي تشن على بكركي هي حملة خارجية ممولة لضرب المسيحيين في لبنان والشرق انطلاقاً من البطريرك وهي لن تتوقف ونحن نتكلم بالثوابت ويردون علينا بالتجني، وهي حملة أصبحت معروفة الاهداف».

وعما اذا كانت البطريركية المارونية لديها اعتراض على وصول عسكري الى سدة الرئاسة قال: «لا اعتراض لدينا على اي مرشح واذا اقتضت الضرورات الوطنية لتعديل مواد في الدستور فلا مانع».

وأكد «أن لإيران والسعودية دوراً في الاستحقاق الرئاسي»، مشيراً إلى «أن التواصل دائم مع الاقطاب الموارنة وأن قضية انتخاب الرئيس تتوقف على كل اللبنانيين وليس المسيحيين فقط»، وقال: «طالبنا المجتمع الدولي سحب لبنان من إطار النزاع السني – الشيعي والمساعدة على انتخاب رئيس جديد».

وقال : «الدولة تشكل القطار الصالح في حياة المواطنين وعليها تأمين العدالة الإجتماعية الضامنة للحقوق والواجبات وتعليم هذا المجتمع واستشفائه وتصون سيادة القرار السياسي والإستقلال الكامل».

وأعلن «أن بعض الكتابات الصحافية والبرامج التلفزيونية تنتهك الحرمات وتدخل في عمق الخصوصيات وتمتهن التضليل والكذب للأذية من أجل مكسب مالي غير شرعي، والكل تحت ستار حرية الرأي والحرية الإعلامية لكن الحرية الفعلية ليست حرية الاختيار بين الخير والشر بينما الحرية هي أن تختار بين هذا أو ذاك من الخير والحق».

وقال: «نشهد في هذه الأيام حملات إعلامية علينا وعلى مؤسسات الكنيسة وعلى الديانة المسيحية، وكأن هذه أصبحت مشاهد للتسلية ولجلب الدعايات التلفزيونية ولتحقيق بطولات اجتماعية وسياسية على حساب القيم الروحية والأخلاقية والثقافية». وأشار إلى «أن قوانين الكنسية تعاقب السلطات الكنسية المخالفة وتعاقب كل من لا يحترم قوانين الكنيسة ولا يمكن أن نعيش معاً من دون شريعة أخلاقية تميز بين ما هو خير وما هو شر»، لافتاً إلى «أن جميع القرارات تصدر عن أجهزة أسقفية ورعوية ومؤسسات أخرى ولا قرار بطريركياً صرفاً»، ومؤكداً «أننا لا نريد أن تقوم أي وسيلة إعلامية بدور الوصي على البطريرك».

وقال: «معلوم أن الكنيسة لا تعتنق أي نظام سياسي خاص، ولا يمكنها أن تتلون بهذا أو ذاك من الألوان السياسية، بل ترضى بكل أداء ونظام يضمن للإنسان والشعب حقوقه وخيره واستقراره وكرامته، ويفسح في المجال لجميع المواطنين ليحققوا شخصيتهم في مناخ من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص».

وأوضح «أن شريعتنا المحبة ونسعى الى توطيد النعمة والقداسة والمحبة والحرية والعدالة في المجتمع»، لافتاً إلى «أن الكنيسة ترضى بأي نظام يسمح للمواطنين تحقيق شخصيتهم ويؤمن تكافؤ الفرص».

وأعلن «أننا نتطلع مع جميع اللبنانيين إلى دور الاعلاميين البناء والتغطية الموضوعية للأحداث الجارية»، مؤكداً «أن المهمة الإعلامية نبيلة عندما ترتكز على الشريعة الأخلاقية».

وفي نشاطه أيضاً، استقبل البطريرك الماروني سفيرة كندا في لبنان هيلاري شايدلز – آدامس التي تغادر لبنان اواخر الشهر الجاري، في زيارة وداعية أشارت في خلالها الى «التجربة الدبلوماسية الغنية التي عاشتها في لبنان على مدى اربع سنوات ونصف السنة».

وكانت مناسبة لعرض «وضع المسيحيين في الشرق الأوسط» وتأكيد «اهمية الدور الذي عليهم ان يلعبوه مستقبلاً».

كما تم التطرق الى الاوضاع العامة على الصعيد اللبناني، ولا سيما مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وشددت آدامس على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، نظراً الى الوضع المضطرب الذي تشهده المنطقة في شكل عام، وتأثيره المباشر على الوضع اللبناني على كافة مستوياته.»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى