«مشتقلك يا حمص»… رسالة حبّ وشوق للمكان

أنتج فريق «صدى سورية» المكون من مجموعة من المواهب الشابة، وبإشراف نادي حمص الثقافي الاجتماعي، أغنية كاملة بعنوان «مشتقلك يا حمص» واتخذ من أحد أكثر الأماكن تدميرا وخرابا في المدينة القديمة مكاناً لتصوير كليب، موجّهاً من خلاله رسالة حب وشوق للمكان الذي عاشوا فيه، مؤكداً على ثقافة النهوض بعد الألم والمصاب الكبير.

أسامة محمود، مخرج العمل والمشارك في كتابة الكلمات، يقول: «إن الفكرة تكونت من قناعة الفريق بأن حمص على مدى التاريخ كانت مدينة للثقافة والأدب والفن، وما حصل في السنوات الأخيرة لن يمحو تاريخها، لذا أردنا توجيه رسالة إلى العالم نؤكد فيها أننا سننهض مجدداً من بين الدمار». موضحاً أن الأغنية لم تسجل في استوديو إنما سجلت وصورت مباشرة وتوزع أعضاء الفرقة في أماكن مختلفة من الأبنية المهدمة التي كانت التنظيمات الإرهابية زرعت فيها المتفجرات والألغام، وبالتالي كانت هناك خطورة كبيرة على حياة المشاركين في التصوير، لكن الرسالة التي تحملها الأغنية كانت تستحق تلك المجازفة. وأشار إلى الصعوبات التي واجهت الفريق ومن أبرزها أهمها ضعف الإمكانات والآلات البسيطة المستخدمة.

كما كشف أسامة محمود، وهو من الأعضاء المؤسسين في نادي حمص الثقافي الاجتماعي أيضاً، عن نية فريق صدى سورية تقديم أغنية وطنية قريباً تحت عنوان «جلق الخيرات» ويتمّ التحضير لها واتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في تصويرها عندما تسمح الظروف.

من ناحيته، أوضح توفيق الدحبيش أحد مؤسسي نادي حمص الثقافي الاجتماعي، أن أغنية «مشتقلك يا حمص» هي أغنية قديمة مجددة، لحنها الراحل أسعد ليلى وكتب كلماتها طالب شحود وأضاف إليها أسامة محمود بعض الكلمات، وهي تخاطب وجدان المواطن السوري والحمصي، خاصة من أرغمته الظروف على ترك منزله. ويعتبر دحبيش أن الهدف من الأغنية هو الترويج الجديد لمدينة حمص التي ما زالت تضج بعشق الحياة، على عكس ما يشيع كثر من أن حمص مدينة مدمرة خالية من أشكال الحياة كافة، لذا اختير المكان لنوحي من خلاله أننا قادرون على النهوض مثلما ينهض طائر الفينيق السوري الاسطوريّ.

عازف العود في فرقة «صدى سورية» علي حلاق قال: «إن كلمات الأغنية عبرت عما يجول في قلوب جميع أبناء حمص الذين اعتادوا على عيش الضحكة والفرح فيها والتجوّل بين أزقتها وحاراتها». وبدورها ترى المغنية نوار النداف أن أغنية «مشتقلك يا حمص» تسعى أيضا إلى إعادة الفن الملتزم والطرب الأصيل الذي ابتعدنا عنه في حياتنا الآن، وهي إهداء لروح الملحن الراحل أسعد ليلى لفضله الكبير في تعليم طلاب كلية الموسيقى وغيرهم على سائر الآلات الموسيقية، لافتة إلى أن ليلى وافته المنية قبل تصوير الأغنية بشهر، ما أثر في قلوب جميع أعضاء الفرقة وزادهم إصراراً على تقديم أفضل ما لديهم.

المغنيان لبنى الرجو وأيمن حسن يعتبران أن الأغنية ذات طابع وطني وتحمل في كلماتها مشاعر الشوق والإحساس الصادق لمدينة حمص التي أصابها المزيد من الحزن والدمار والخراب، مؤكدين أن الفرقة دأبت على وهب المكان المهدم حياة وامتزجت فيه، ما ساعد في نجاح الأغنية.

الجدير ذكره أن فريق «صدى سورية» استطاع أن يثبت نفسه رغم إمكانياته البسيطة، بفضل الموهبة ومهارة الغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقية، وقد شارك في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية مثل «مهرجان ليالي وادينا» الصيف الفائت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى