البيشمركة تصد «داعش» في معركة «الضباب والثلج»
استغل تنظيم «داعش»، الأحوال الجوية العاصفة، وباغت قوات البيشمركة بهجوم ليلي من تسعة محاور على ناحية الكوير شرق الموصل، مستغلاً كثافة الثلوج والضباب، غير أنه أخفق في السيطرة على أية منطقة بعد مقاومة عنيفة من قوات البيشمركة.
وتدخل طيران التحالف الدولي، وسط تقارير عن أن مسؤول التنظيم أبوبكر البغدادي قاد الهجوم الليلي، في وقت قتل نحو 80 إرهابياً في معارك وقصف في عدد من المناطق العراقية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ، أن «داعش» بات مضطراً لتكثيف جهوده للدفاع عن خطوط إمداداته الرئيسة نتيجة الضربات.
وأعلن مسؤول قوات البيشمركة شرق الموصل سيروان برزاني، إحباط هجوم لتنظيم «داعش» بقيادة زعيمه أبو بكر البغدادي على ناحية الكوير. وقال برزاني إن الإرهابيين شنوا هجوماً ليلياً من تسعة محاور على المنطقة، مؤكداً أن الهجمة فشلت بفرار المسلحين، والمنطقة بكاملها تحت سيطرة البيشمركة. وأضاف أن «الهجوم كان تحت قيادة وإشراف مسؤول التنظيم أبو بكر البغدادي من منطقة النمرود» القريبة، مشيراً إلى أن «نحو 160 مسلحاً تسللوا مستغلين الطقس الثلوج والضباب، وعبروا إلى الضفة الثانية من الزاب الأعلى من دجلة، مستخدمين القوارب، ولكن قوات البيشمركة كانت لهم بالمرصاد وكبدتهم خسائر كبيرة».
وأكد برزاني أن «العشرات من المسلحين قتلوا ودمرت العديد من عجلاتهم، ولكننا لا نملك حصيلة نهائية في الوقت الراهن». وذكرت تقارير أن تدخل طيران التحالف الدولي كان حاسماً في دحر «داعش».
في الأنبار، أعلن أمر فوج طوارئ ناحية البغدادي في قضاء هيت العقيد شعبان برزان العبيدي، مقتل 14 عنصراً من التنظيم بقصف جوي لطيران الجيش العراقي في منطقة البساتين، شمال قضاء هيت. وأكد قائممقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي، أن 19 إرهابياً، بينهم عرب وأجانب، قتلوا بهجوم للقوات الأمنية على مقر للتنظيم بالقرب من قرية البو حياة، شمال قضاء حديثة.
في غضون ذلك، كشفت مصادر في البيشمركة أن تنظيم داعش قام بنقل قوة معروفة بـ «ذوي الضفائر الحمر»، وهم من المقاتلين الأجانب، ويعدون بمثابة قوات نخبة في التنظيم، من مناطق كركوك إلى سنجار ومدن تكريت والرمادي التي تدور فيها معارك عنيفة.
وقال مسؤول محور كركوك لقوات البيشمركة ستا رسول إن «قوات التنظيم في مناطق جنوب كركوك وغربها تضاءلت كثيراً، فيما يقوم مسلحو التنظيم بحفر الخنادق حول مناطق الحويجة وتفخيخها، وأن هناك معلومات تشير إلى أن «داعش» لم يترك من مسلحيه في جبهات المواجهة في مناطق كركوك سوى أعداد قليلة جداً».
في السياق، قال ناشطون سوريون إن «تنظيم «داعش» قام بنقل العشرات من أبناء محافظة دير الزور السورية وريفها إلى العراق». وأضاف الناشطون أن «سبب نقلهم إلى العراق، هو المشاركة في المعارك الدائرة على جبهات عدة بين التنظيم والقوات العراقية وقوات البيشمركة».
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الأميرال جون كيربي أن تنظيم «داعش» بات مضطراً لتكثيف جهوده للدفاع عن خطوط إمداداتها الرئيسة في العراق، نتيجة الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة وضغوط القوات المحلية.
وقال كيربي للصحافيين، إن خطوط إمداد مقاتلي تنظيم «داعش» باتت محور قتال رئيساً، حيث تحاول قوات الحكومة العراقية والقوات الكردية بدعم من طائرات الائتلاف لقطع طرق نقل الأسلحة والتجهيزات إلى الإرهابيين. وأوضح: «إنهم يحاولون حماية ما يمكنهم الاحتفاظ به الآن، ونراهم أيضاً يبذلون المزيد من الجهود لحماية خطوط نقلهم»، مضيفاً: «هنا يصبون طاقتهم».