كيري يصل إلى باكستان لإجراء محادثات للقضاء على التطرف والإرهاب!
وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى باكستان في زيارة مفاجئة لإجراء محادثات بعد أسابيع من هجوم طالبان على مدرسة في بيشاور خلف 150 قتيلاً.
وصرح مسؤول كبير في الخارجية الأميركية بأن المحادثات بين واشنطن وإسلام آباد ستكون مهمة جداً من أجل القضاء على التطرف والإرهاب، مضيفاً أن جون كيري سيترأس الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأضاف المسؤول الأميركي الذي رفض الإفصاح عن اسمه «سنبحث مسألة تفريق العناصر الإرهابية من دون التمييز بينها، مشيراً إلى أنه لا يخفى على أحد أن واشنطن حثت باكستان على بذل مزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب»، كما أشاد المسؤول بالسلطات الباكستانية بسبب ردها القوي على هجوم بيشاور وعملياتها في وزيرستان.
وتشهد العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد صعوبات واضحة حيث سبق أن اتهم مسؤولون أميركيون باكستان بلعب دور مزدوج في الحرب على الإرهاب عبر دعم عناصر طالبان المقاتلة في أفغانستان مع ضرب عناصر آخرين من التنظيم يحاربون السلطات في باكستان.
وفي السياق، أعادت المدارس الباكستانية فتح أبوابها في مدينة بيشاور للمرة الأولى منذ الهجوم الدموي لمسلحي طالبان على مدرسة تابعة للجيش هناك، والذي أسفر عن مقتل 150 شخصاً.
واستقبل نحو عشرين عسكرياً بينهم قائد الجيش الجنرال راحيل شريف أمس التلاميذ وأهلهم في المدرسة العامة التابعة للجيش في بيشاور حيث جرى تعزيز إجراءات الأمن، ووضع جهاز لكشف المعادن في مدخل المدرسة. واستؤنفت الدروس سابقاً في عدد محدود جداً من المؤسسات التعليمية الخاصة، فيما دعت السلطات الباكستانية القائمين على المدارس إلى اليقظة، وبناء جدران بأسلاك شائكة حول مبانيها وتعزيز وجود الحرس قدر الإمكان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاه روخ خان الذي أصيب برصاصة في ساقه إثر هجوم طالبان في بيشاور قوله: «لقد فقدت 30 من رفاقي في هذا الهجوم، وكيف سأتمكن من الدخول إلى صف فارغ؟ كيف سأنظر إلى مقاعد رفاقي الخالية؟».
في المقابل، عبّر تلاميذ آخرون عن رغبتهم في تحدي حركة «طالبان باكستان» التي تشن حرباً ضد السلطات منذ 8 أعوام وتبنت هذا الهجوم الذي يعد الأكثر دموية في تاريخ البلاد.
وفي هذا الصدد، قال زاهد أيوب الذي أصيب أيضاً بالهجوم «أنا لست خائفاً، لا يمكن لأية قوة أن تمنعني من العودة إلى المدرسة. وأنا أقول للمهاجمين نحن لسنا خائفين منكم».
وأثار الهجوم على مدرسة في بيشاور الخاصة بأبناء العسكريين في 16 كانون الأول صدمة كبيرة في باكستان، الدولة المسلمة التي يبلغ تعداد سكانها 200 مليون نسمة، وتشهد اعتداءات بشكل شبه يومي.
ورفعت السلطات، رداً على هذا الهجوم، تعليق عقوبة الإعدام في البلاد بالنسبة لحالات الإرهاب، وأعدمت 9 أشخاص، وصادقت على إنشاء محاكم عسكرية لمحاكمة مدنيين بتهمة الإرهاب وقصفت معاقل طالبان.