الصبّاح: حريصون على استقرار لبنان ودعم جيشه في مواجهة الإرهاب

حمل الوفد الوزاري العربي برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي تترأس بلاده القمة العربية حالياً، وضمّ رئيس المجلس الوزاري العربي وزير خارجية موريتانيا أحمد ولد تكيدي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، رسالة تضامن مع لبنان الذي يخوض مواجهة مع الإرهاب من أجل توفير الأمن والاستقرار فيه، وبحث مع المسؤولين اللبنانيين ما يمكن للدول العربية أن تقدمه لمساعدته على مواجهة الأعباء الناجمة عن النزوح السوري الكثيف إلى أراضيه. كما أعرب الوفد عن أمله في انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لكي يشارك «مع أشقائه من القادة العرب» في القمة العربية التي ستعقد في 28 آذار المقبل في القاهرة.

وزار الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث جرى عرض التطورات في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان.

وقال الصباح بعد اللقاء: «نقلنا رسالة دعم وتأييد من أعضاء جامعة الدول العربية إلى لبنان، انطلاقاً من قرارات القمة العربية في الكويت وقرارات المجلس الوزاري العربي. هذه الرسالة التضامنية العربية هي للجهود اللبنانية لتوفير الأمن والاستقرار ولمواجهة الأعباء الثقيلة تجاه نزوح الأعداد الكبيرة من الأشقاء السوريين إلى لبنان». وأضاف: «تشاورنا مع دولة الرئيس في ما هو مطلوب من الدول العربية لمساعدة أشقائنا في لبنان في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي وكذلك الإنساني والخدمات العامة المثقلة بأعداد كبيرة من أشقائنا السوريين في لبنان».

وتابع الصباح: «سوف نستكمل البحث مع القادة اللبنانيين ونرفع تقريراً إلى أشقائنا وزراء خارجية الدول العربية لعرضها على القمة العربية المقبلة. وتابع: أؤكد أنّ جميع الدول العربية على أتمّ الاستعداد لتقديم العون والدعم لأشقائنا في لبنان في كلّ ما يعزز من استقرارنا وأمننا، وكلنا نتطلع في الدول العربية إلى أن يكون الرئيس اللبناني، إنْ شاء الله، حاضراً مع أشقائه في نهاية شهر آذار المقبل في مصر».

في السراي

وفي السراي الحكومية، عرض الوفد الأوضاع العامة مع رئيس الحكومة تمام سلام، وقدم رئيس الوفد تعازيه وتعازي الدول العربية إلى أسر شهداء التفجير الإجرامي الذي حصل في جبل محسن، مستنكراً «الأعمال الإجرامية التي تحصل في الأراضي اللبنانية، حيث يواجه لبنان اليوم تحديات كبيرة، ونحن كدول عربية علينا أن نكون مع أشقائنا في لبنان، انطلاقاً من قرارات القمة العربية والمجلس الوزاري».

وزارة الخارجية

وفي مقرّ وزارة الخارجية في قصر بسترس، أجرى الوفد الوزاري العربي محادثات مع الوزير جبران باسيل، ثم عقد المجتمعون مؤتمراً صحافياً مشتركاً أشار خلاله باسيل إلى «أنّ موضوع الإرهاب هو الموضوع الأهم والذي يضعنا كدول عربية تحت الاختبار، اختبار التمسك وإظهار الصورة الحقيقية لهويتنا وثقافتنا ودياناتنا في هذه المنطقة، لأنّ الحرب اليوم ليست على ديانة واحدة، إنما على كلّ الديانات السماوية وعلى كلّ المعتقدات بالقيم الإنسانية»، لافتاً إلى «أنّ المسؤولية الأولى تقع على الدول العربية بأن تقف في خط المواجهة الأول وان تدافع عن نفسها وتكون صاحبة القرار في الحفاظ على هويتها ونسيجها المتنوع».

وأضاف: «بحثنا مع الوفد العربي مسألة النزوح السوري وجرى التوافق على ضرورة الحلّ السياسي في سورية، ونأمل أن تؤدي كلّ المبادرات التي نشهدها من الأمم المتحدة والدول العربية ومصر قريباً، وموسكو، إلى قناعة أولاً وإلى نتائج عملية ثانية لهذا الحلّ السياسي، والذي سيكون لبنان أول المستفيدين وهو البلد الجار الذي يدفع أثماناً باهظة جداً بسبب النزوح السوري».

وأشار إلى أنّ «أحد مظاهر الزيارة للوفد إعطاء الطمأنينة للإخوة العرب في شأن الاستقرار في لبنان، الذي لا يريد الوقوف ضمن محاور عربية – عربية متصارعة أو التدخل في شأن أي بلد عربي».

وشدّد باسيل، ردّاً على سؤال، على «أنّ لبنان لا يتدخل في الشؤون الداخلية لكلّ الدول العربية، ومنها البحرين»، لافتاً إلى «أنّ حرية التعبير قد تؤذي لبنان».

وجدّد الصباح، من جهته، «الوقوف إلى جانب لبنان في محاربة الإرهاب». وقال: «رسالتنا إلى لبنان هي رسالة دعم وتأييد لتنفيذ القرارات بدعم استقراره ودعم جيشه وتقديم المساعدة وتحمّل مسؤولية إيواء النازحين».

وفي الشأن السوري، أشار الصباح إلى «أنّ الحلّ السياسي يوازيه الموضوع الإنساني». وقال: «ندرس بجدية استضافة مؤتمر المانحين الثالث، وسيزور مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية بيروت في غضون اليومين المقبلين، وقد توقع الكويت مع لبنان اتفاقاً للمساعدة في كلّ ما يتعلق بالخدمة المدنية».

ولفت العربي، بدوره، إلى أنّ اللقاءات مع الرئيسين بري وسلام «كانت فيها الآراء متفقة حول التوجه العام وعلى أنّ مساعدة لبنان للتصدّي للإرهاب يجب أن تأتي من الدول العربية وليس من الجامعة العربية».

وأضاف: «لا شك أنّ جميع الأطراف مُنهكة في سورية، وهناك 13 مليون سوري يعانون منهم 9 ملايين في الداخل، واجتماع المعارضة في القاهرة سيتبعه اجتماع موسكو، ونرجو أن يتبعهما اجتماع بين الحكومة والمعارضة السوريتين، والمبعوث الأممي دي ميستورا يسعى إلى تجميد القتال، وخصوصاً في حلب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى