أسود الرافدين يحسمون قمّة النشامى والفدائي يخسر أمام الساموراي

حسين غازي

افتتحت اليابان لقاءاتها في المجموعة الرابعة، ضمن فعاليات بطولة آسيا المقامة حالياً في أستراليا، بفوز سهل ومتوقع نسبياً على المنتخب الفلسطيني، في أول ظهور آسيوي للفدائي، وفي مباراة عربية خالصة نجح المنتخب العراقي في اقتناص ثلاث نقاط غالية، قد تكون كفيلة بترجيح كفته التأهل لجانب الساموراي الياباني إلى دور الثمانية.

في اللقاء الأول، فرض الكومبيوتر الياباني سيطرته على أحداث المباراة، فيما حاول لاعبو فلسطين تشريف بلدهم، وتقديم كل ما يمكن تقديمه، أمام خصمٍ خبيرٍ ومتمرّس، ونظراً للفوارق الفنيّة والمالية وغيرها من الأمور، تعتبر النتيجة إيجابيةً في أول مشاركةٍ له في بطولةٍ كهذه.

قلّة الخبرة والضغط كانا سببين مهمّين في تلقي الخسارة، ففي الدقيقة السابعة افتتح ياسوهينو إيندو التسجيل، بعد أن سدد كرة زاحفة من خارج منطقة الجزاء، فهزّت شباك الحارس رمزي صالح، الذي لم يكن متمركزاً كما يجب. على إثر الهدف الأول، بسط اليابانيون سيطرتهم على العشب الأخضر، فصال وجال كيسوكي هوندا، نجم فريق الميلان، وتحمل عبد الله جابر من الجانب الفلسطيني عبئاً كبيراً، فقدم أداءً ممتازاً. وتحت وابلٍ من الهجمات، أضاف أوكازاكي الهدف الثاني من رأسية قويّة هزت شباك الفدائي.

وقبل انتهاء الشوط الأول بخمس دقائق، احتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة، بعد أن قام مصعب البطاط بخطأ داخل المنطقة المحرمة، وينمّ ذلك عن قلة خبرة في التصرف في مواقف كهذه، وانبرى هوندا للضربة الترجيحية، فأسكنها الزاوية اليسرى.

ومع انطلاق الشوط الثاني، شنّ الروبوت الياباني هجمات منسقّة ومتلاحقة، نتج على إثرها الهدف الرابع، عبر رأسية مايا يوشيدا.

حاول المنتخب الفلسطيني خلال اللقاء الوصول إلى مرمى اليابان، ونجح في بعض المرات من خلال الجهد الذي قام به أشرف نعمان واسماعيل العمور وأبو حبيب ومراد اسماعيل، وانطلاقات عبد الله جابر المدافع الأيسر، للقيام بهجماتٍ منسقة، لكن الأمر بدا صعباً جداً في وجههم.

في القمة العربية الخالصة، نجح المنتخب العراقي من اقتناص فوز مهم من الأردن على ملعب سونكورب. هذا الانتصار وضع أسود الرافدين خلف المنتخب الياباني بفارق الأهداف.

المباراة كانت تكتيكة على أعلى المستويات، فخلت من الجمل الفنية واللمسات الساحرة، باستثناء الهدف الوحيد.

حاول منتخب النشامى منذ الدقائق الأولى فرض شخصيته وتسيير الأمور كما يشاء، فسيطر على منطقة الوسط والهجوم، لكن لاعبيه اصطدموا بسد عراقي دفاعي، كان كالحديد طيلة فترات المباراة.

وبعكس مجريات الأحداث، كاد المنتخب العراقي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الخامسة عشرة، لكن تسديدة الجلاد يونس محمود، ارتطمت بالمدافع الأردني لتكون الركنية الأولى في اللقاء.

ومع تقدم الدقائق توالياً، انحسر اللعب في منتصف الملعب، فزاد الضغط على لاعبي الفريقين، ما شكل لدى الاثنين خوفاً من تلقي هدفٍ مباغت، فكان المدافعون نجوم اللقاء، وأصحاب الكلمة الأقوى في الشوط الأول.

فعامر شفيع حارس النشامى ونظيره جلال كانا في وضعية المتفرج تقريباً، إذ لم يتعرضا لهجمات وتسديدات مباشرة على المرمى.

مع بداية الشوط الثاني، ازددات الخشونة والاندفاع البدني، فشحّت المحاولات الهجومية، ولكن المنتخب الأردني كان أفضل إلى حدٍ ما من خلال بعض الكرات العرضية.

وشكل وجود يونس محمود وحده في الهجوم، صعوبة في تسجيل الأهداف، بسبب الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه.

في ظل هذه الأجواء، قام مدرب العراق شنيشل بسلسلة تبديلات تكتيكية، فتحسنت الأمور قليلاً، فكانت الدقيقة 77 موعد التسجيل والاحتفال، عندما اندفع ياسر قاسم إلى الأمام، متخطياً ومراوغاً المدافعين، ليسدد كرة قوية، غيّرت مسارها، وسكنت عرين شفيع، بعد أن ارتطمت بقدم المدافع طارق خطاب.

حاول النشامى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتسجيل هدف على الأقل، لأخذ نقطة مهمة، لكن طرد أنس بني ياسين، أصاب الأردنيين بمقتل، بسبب النقص العددي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى