يونس لـ«أنباء فارس»: الوضع في سورية يميل باتجاه تحقيق انتصار حقيقي للدولة
رأى الخبير الاستراتيجي السوري اللواء سهيل يونس أنه بحسب خبرته وبالتوصيف العام وبمقاييس الربح والخسارة فإن ما جرى في سورية عادي في اطار الصراع الدولي، إذ إن سورية هي جزء من منظومة إقليمية تعمل ضمن منظومة دولية، حيث انعكس الصراع على سورية من كافة الاتجاهات.
وأضاف اللواء يونس: «في التقييم الحالي يعتبر انجازاً هائلاً للدولة السورية في اطار الصراع العام الموجود، حيث استطاعت سورية إسقاط هيمنة دولة عظيمة وإفشال مخططات إقليمية».
وأوضح يونس أن «التغير حدث في ميزان القوى الدولية وفي ميزان القوى المحلية، وربما سورية لم تحرز الانتصار الفعلي ولكنها استطاعت هزيمة القوى الأخرى والصراع لا يزال مستمراً».
وتابع: «في الإطار المحلي اعتادت سورية على العيش ضمن الظروف الحالية وضمن ظروف معيشة صعبة جداً على المواطن خلال الأزمة، وقد أصبح الوضع في سورية واضح المعالم واستطاعت الدولة التأقلم مع الوضع ضمن القوى والامكانات المحلية، واعتاد المواطن السوري على العيش ضمن ظروف معيشية صعبة جداً وكل ذلك تم التأقلم عليه في سبيل رفعة وعزة الوطن».
وأضاف في هذا السياق: «إن قوة الدولة لا تقاس بما تقدم بمقدار ما تقاس بإمكانية العيش بالحد الأدنى الاقتصادي، وعلى رغم الأزمة الشديدة فإن سورية لا تزال تتمتع بكيان الدولة بالكامل».
ولفت يونس إلى أنه «لو وصفنا الوضع الحالي في سورية فهو ينقسم إلى قسمين: دولة قائمة بكامل مقوماتها غير قادرة على بسط سيادتها على بعض المناطق، وقوى أخرى ضعيفة قادرة على تهديد الآلاف على مساحات كبيرة من الدولة».
وأضاف: «هذا الصراع مستمر لفترة طويلة حتى تصبح كلفة إمداد القوى المعادية للدولة في سورية غير محتملة بالنسبة للآخرين، وبدأت ملامح ذلك، فالبنسبة للسوريين الذين غرر بهم وهجروا بتشجيع من بعض القوى أصبحوا عبئاً على الجهة التي قامت بتهجيرهم ويعيشون وضعاً مأسوياً في كل من الأردن ولبنان وتركيا، وبذلك سورية حالياً ستصل إلى مرحلة تكون هي أقوى من الآخرين في متابعة الصراع، وهي جزء من منظومة إقليمية وهذه المنظومة تحقق انتصارات على الصعيد المحلي والدولي».
ورأى يونس أن «مستقبل الوضع في سورية يميل نحو الإيجابية باتجاه تحقيق انتصارٍ حقيقي على المدى المتوسط والبعيد».
وعن احتمالات التسوية السياسية في موسكو قال يونس: «إن من مفرزات الأزمة السورية على الصعيد الدولي انهيار نظام القطبية الأحادية وانتهاء سيطرة الولايات المتحدة الأميركية ليشهد العالم ولادات جديدة تعمل على تحجيم النفوذ الأميركي في العالم». وأضاف: «إن التقييم العام لموازين القوى الدولية يؤشر إلى أن الصراع الحقيقي هو صراع دولي، وبالتالي هذا الصراع أدى إلى اضمحلال دور الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي نشهد اليوم صعود أدوار قوى جديدة بقيادة روسية وهي عظيمة بكل المعايير تمتلك خبرات هائلة في معالجة كوارث وأزمات بقوى وإمكانات قليلة».
وأوضح أن «روسيا والاتحاد السوفياتي على مدى تاريخه في مواجهة قوى مفتوحة وقد حققت انتصارات كبيرة، فروسيا منذ 1991 وحتى الوقت الحالي وبداية 2011 كانت عبارة عن قوة دولية تظاهرت بأنها ثانوية جنبت نفسها الصراع مع الولايات المتحدة الأميركية تاركة الدور لأميركا في معالجة القضايا الدولية ما تسبب في الفترة الماضية بتغيير واضح في توازن القوة والوسائط على المستوى الدولي، مما هيأ الظروف خلال الأزمة السورية إلى لعب دورٍ تفاعلي وإحراج السياسة الأميركية في المنطقة بوقوعها ضمن خيارات صعبة أساسها عدم قدرة أميركية على تنفيذ سياسة إقليمية بالطرق العسكرية في سورية».
وتابع: «حالياً روسيا أصبحت لاعباً دولياً مهماً قادراً على تغيير موازين القوى في أي منطقة في العالم وقادرة على تهديد قوىً دولية بحجم الولايات المتحدة الأميركية، والوضع الحالي من المنظور الروسي يستدعي خروج روسيا إلى الميدان الدولي للتمركز في مناطق مهمة تعتبر حيوية لمصالحها القومية».
وأضاف يونس: «إن شرق المتوسط هو منطقة ذات أهمية استراتيجية لروسيا الاتحادية مما قد يستدعي التفكير في إقامة مناطق تقود تحالفات جديدة مع الدول المطلة على شرق المتوسط وبالتحديد سورية ولبنان ولواء اسكندرون في ساحل طوله حوالى 600 700 كلم، حيث يعتبر شرق المتوسط مدخلاً إلى قارة آسيا ويؤمن للقوات الروسية الخروج من مشاكل مضائق البحر الأسود في البوسفور والدردنيل».
أما بالنسبة الى انتخابات الائتلاف المعارض وموضوع التغيرات الداخلية فيه فرأى يونس «أنها لا تستحق ان تولى اية أهمية، وهي عبارة عن انتقال مركز الائتلاف بين قطر والسعودية وحالياً تركيا، وبالنسبة الى خالد الخوجة فهو شخص عاش حياته كلها في تركيا يعمل في دائرة رسمية تركية، وبالتالي فإن التغيرات هي عبارة عن تغير مركز الاستقطاب في القوى التي تقود الائتلاف، وهذا تعبير واضح عن فشل القوى التي كانت تدعم الائتلاف، والصراع الدولي سيذهب إلى السماح بتهيئة أطراف لتتمكن الدولة السورية من فرض سلطتها، وفي شكل عام الدولة السورية ذاهبة عسكرياً وميدانياً للحفاظ على كيان الدولة».