أهالي العسكريين يعودون إلى الاعتصام ويمهلون الحكومة يومين
دفع تهديد «جبهة النصرة» بتصفية العسكريين المحتجزين لديها، ذويهم الى معاودة الاعتصام في ساحة رياض الصلح. ونصبوا الخيم وقطعوا طريق طلعة السراي الحكومية، وأمهل الأهالي الدولة يومين لإطلاعهم على مسار المفاوضات، قبل العودة الى «التصعيد الذي سيوجع الحكومة ولن يكون عابراً»، بحسب تصريحاتهم.
وأشار المختار طلال طالب باسم الأهالي إلى أن «مرجعاً أمنياً كبيراً أبلغنا أن الملف لا يزال يراوح مكانه، ولم يتحرك قيد أنملة منذ 23 كانون الأول الماضي». وأضاف: «التزمنا مع الحكومة بفتح الطرقات في حين أنها لم تلتزم بوعودها تجاهنا». وقال: «الحكومة تلهت بملف لساعات أول من أمس هو ملف النفايات، وبرأينا ملف العسكريين أهم بكثير، فيا ليتهم يعملون بهذا الزخم لتحريرهم». وناشد طالب الشيخ مصطفى الحجيري التدخل لإعادة أبنائهم وانقاذهم، «لأن الحكومة ليست أهلاً لذلك».
وناشد نظام مغيط شقيق المعاون المخطوف ابراهيم مغيط باسم أهالي العسكريين، «هيئة علماء المسلمين» التدخل السريع لاستدراك أي رد فعل قد يحصل للعسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» رداً على العملية الأمنية في سجن رومية. كما دعا «السياسيين الى عدم استفزاز الخاطفين خصوصاً في هذا الوقت، ما قد يتسبب بعرقلة المفاوضات».
زيارة قبلان
من جهة أخرى، تابع الأهالي جولاتهم على القيادات الروحية والسياسية في البلاد، فزاروا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، يرافقهم الشيخ عباس زغيب، ووضعوه في أجواء معاناتهم وجرى عرض لآخر التطورات في هذه القضية.
وبعد اللقاء نقل زغيب عن قبلان تأكيده «أن هذه القضية لبنانية ووطنية بامتياز تستدعي أن تتضافر كل الجهود المحلية والإقليمية لإطلاق سراحهم وعودتهم الى أهاليهم سالمين، ولا يجوز المماطلة والتسويف لحل هذه القضية التي تتصل بحياة جنود تفانوا في خدمة الوطن وأهله».
وأكد قبلان «ضرورة أن تبذل الحكومة التركية مساعيها لما لها من دور فاعل ومؤثر في حلها، وكنا نسمع ان الحكومة اللبنانية تملك أوراق قوة فعلى الحكومة ان تستعمل هذه الاوراق التي تدعي انها تملكها، لأنه لا يجوز المماطلة في حل هذه القضية لأنها تعتبر تهاوناً بحياة العسكريين المخطوفين وقضية تمس باستقرار لبنان والأمن الذي نناشد الجميع المحافظة عليه».
عند حسن
وانتقل الوفد للقاء شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في فردان. وأكد الوفد بعد اللقاء، انه أطلع الشيخ حسن على أجواء ملف العسكريين المخطوفين، وتمنى عليه «ان يمد يده معهم نحو رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ونحو رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة».
وتوجه الأهالي الى الحكومة بالقول: «نأمل بأن تكونوا نظرتم الى الصورة التي ارسلتها جبهة النصرة أول من أمس، ويكفي أنه مر علينا ستة أشهر من العذاب لنا ولاولادنا، وطالما أصبحتم يداً واحدة نأمل بأن تجتمعوا على ملف أبنائنا لإعادتهم في أقرب وقت وفرصة، لأننا لم نعد نحتمل العذاب، قلنا إننا لن نقبل بأن نفجع بأي ولد من أولادنا، ونكرر هذا القول من هنا».
ودعا الأهالي وزير الإعلام رمزي جريج إلى «الوقوف إلى جانبهم كما وقف إلى جانب ضحايا الجريمة في فرنسا»، وقالوا: «ننتظر خبراً من الحكومة بعدما لبّينا طلب الرئيس تمام سلام بالابتعاد عن الإعلام، ولكننا رأينا بالأمس ان الابتعاد ادى الى توجيه السلاح نحو رؤوس أولادنا، ونحن ننتظر جواباً من الحكومة وفي حال لم نأخذه سنقوم بتصعيد لن نتكلم عنه الآن».
وأسف رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف أنهم «منذ ستة أشهر يدعون الجميع الى التضامن معهم، وان جزءاً كبيراً من السياسيين تضامنوا مع المسيئين للرسول محمد عليه الصلاة والسلام». وقال: «أولادنا يذبحون بالسكاكين تحت الثلج ولم يأتِ أحد من السياسيين ليعلن موقفاً».
درباس
إلى ذلك، تساءل وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث إلى «المركزية»،»عندما ذبح الخاطفون العسكريين في الماضي، هل كان هناك من داعٍ لذبحهم؟ هل كانت الدولة تؤذي الخاطفين أو تقوم بأي خطوة لا يريدونها؟ على العكس، كانت تفاوضهم. فخطوات هذه الجماعات لا يمكن ان نتوقعها. لكن المؤكد انه لا يمكن ان نكون كدولة، أسرى الخاطفين أو حقلاً لتجاربهم».
وعما اذا كان يتخوّف من رد فعل سلبية من الخاطفين، قال: «آمل لا، لأن معلوماتنا تقول إن المفاوضات حالياً قائمة بين الطرفين وباتت في مرحلة عميقة ومتقدمة، وأي استهداف لأي عسكري سيعطّلها، وأي تصعيد من قبل الخاطفين سيعيد المفاوضات الى نقطة الصفر».
وقال رداً على سؤال: «لسنا متخوفين من رد فعلهم الآن، هناك تخوف دائم، لكن نأمل من الله ان تمر الامور على خير».
وعن عودة أهالي العسكريين الى التصعيد، قال درباس «لا ألومهم بل مستعد لإرسال الخيمَ اليهم».