سيرغي لافروف يعلن نصره الديبلوماسي
روزانا رمّال
يتقن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جيداً إطلاق الرسائل وتوجيه المسارات والتصويب إيجاباً نحو المواقف الروسية السابقة تجاه ما يجري في سورية، خصوصاً أنّ روسيا أكثر الدول التي عايشت يوميات الأزمة السورية بتفاصيلها وتطوراتها، إضافة الى حياكة المواقف الدولية حيالها، وتكوين رأي عام دولي آخر مغاير لما تفرّدت به الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها في بداية الأزمة في سورية من «مفهوم ثورات تغيير طرقت أبواب دمشق، لا لبس في سلميتها او لغط ولا حتى أيّ تدخل خارجي».
أكثر الدبلوماسيّين إلماماً بما يجري في الشرق الأوسط، الضليع في السياسات الخارجية لأعداء روسيا والذي عايش الهجوم الغربي عليها في اكثر من مكان منذ أحداث ما عرف بـ«الريبع العربي» حديثاً في المنطقة وآخرها أحداث القرم في روسيا…
تعرف روسيا انّ الأوان قد حان ليرتدّ كلّ العناء والجهد الذي بذلته والتحدّي أمام الغرب من أوروبيين وأميركيين، وربما تشعر أيضاً بنشوة انتصار في مكان ما في ما يتعلق بالإرهاب الذي بدأ ينتشر في اوروبا، فهي لطالما تحدثت عن انّ الارهاب في العالم العربي وتحديداً سورية سيرتدّ على كلّ من دعمه او سوّق له او اعتبره حراكاً من أجل الحرية.
تصريح لافروف بخصوص الهجوم الإرهابي في باريس جاء لافتاً جداً هذه المرة فهو لم يقتصر على إدانته، بل حدّد أنّ المهاجمين ليسوا سوى مقاتلين تدرّبوا على يد المعارضة السورية بهدف دعم إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. لافروف أكد أنّ الأخوين اللذين شنّا الهجوم على مكتب المجلة قد أتقنا فنّ الإرهاب في سورية.
ذكر المعارضة السورية في هذا الوقت تكتيك موفق من الخارجية الروسية التي تسعى الى جمع الفرقاء السوريين من اجل الحوار في ما بينهم، وتسعى لتأمين جو عام لإنجاح المبادرة الروسية التي من المفترض انّ روسيا وحلفاءها يعوّلون عليها كمخرج للحلّ السياسي، وبالتالي تشرف روسيا على تأمين الجو الملائم والغطاء السياسي الواضح في هذا الخصوص.
يخاطب لافروف الغرب من خلال الفرنسيين الذين واجهوا الإرهاب، وخصوصاً الدول الأوروبية التي خاضت غمار الحرب السورية وسلحت وحشدت للمعارضين وطالبت مع حلفاء عرب لها بتسليح المعارضين على مدى ثلاث سنوات متتالية، وكانت حينها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أبرز الشخصيات الأميركية التي حاولت عبثاً توحيد وتقوية المعارضة السورية.
طالما انّ المهاجمين تدرّبوا في سورية يشير لافروف بالإصبع نحو الخطر الذي شكله تفشي الإرهاب فيها وانعكاسه على اوروبا، وهي الأقرب جغرافيا والواقعة على البحر المتوسط آخذاً بعين الاعتبار سهولة التنقل وكلّ من يفتح الباب لها من دول مجاورة.
يؤكد لافروف انّ الإرهاب دخل اوروبا عبر سورية من خلال تقارير استخبارية روسية تناولت حركة المعارضة المسلحة منذ أولى حملاتها…
لافروف يلقي الحجة ويعلن نصره الديبلوماسي ويمهّد لنجاح المبادرة الروسية حول سورية.
«توب نيوز»