حمص نموذج لحلب ـ الجميّل وثمن الانسحاب ـ الجزائر والانتخابات السورية
ناصر قنديل
– المعارك الضارية في أحياء حمص القديمة تواكبها مفاوضات حثيثة لتسليم المجموعات المسلحة سلاحها، وتأمين تسوية لأوضاع السوريين المنضوين فيها وتأمين ترحيل الأجانب بطرق غير معلنة، ربما يعود عبرها أغلبهم إلى بلاده، والمهلة تقترب من النفاذ فيما الجيش يتقدم، لكن الأهمّ هو أنّ ما يجري في حمص مع الطبيعة العسكرية للعمليات الجارية في الريف الحلبي، ستجعل ما يجري في حمص نموذجاً يفترض أن تفهمه بصورة مبكرة المجموعات المسلحة في أحياء حلب، التي فقدت الاتصال وخطوط الإمداد وستنتظر مصيراً شبيهاً لمجموعات حمص القديمة، فمن سبق شمّ الحبق.
– كتائبي سابق يرى أنّ ترشيح الرئيس أمين الجميّل وإصرار نوابه ووزرائه على الترويج لترشيحه، ينطلق من تفوّقه على ترشيح سمير جعجع بإمكانية استجلاب أصوات وسطية لا يمكن أن يصل إليها جعجع، لكن بشرط أن يصير الجميّل المرشح الجدي لفريقه الذي يقوده الرئيس سعد الحريري، وهذا لا يبدو وارداً، إلا أن المسوّقين يدركون في المقابل الاستحالة الجدية في إحداث الجميّل للاختراق الرئاسي في الجولة التي يتمّ الفوز فيها بالأكثرية بلا توافر النصاب المطلوب وهو الثلثين، وهذا ما يستدعي تلاقي فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، وهو أمر تتصدّر أولوية تحققه الفرضية الرئاسية للعماد ميشال عون، وفي حال فشلها لن يكون ممكناً تحققها على مرشح من الرابع عشر من آذار، وبالتالي فإنّ الحظوظ الرئاسية للجميّل هي صفر، والإصرار على تداول اسمه ينبع من رغبة المساومة على الانسحاب من الجولة الأولى لقاء ثمن مجز من الحريري، والانسحاب للمرشح التوافقي في الجولات اللاحقة لقاء حصة نيابية وزارية لا تقلّ.
– النتائج التي انتهت إليها الانتخابات الجزائرية الرئاسية والفوز الذي حققه الرئيس عبد العزيز بو تفليقة، دفعت دبلوماسياً أوروبياً إلى التساؤل، هل أن الرضا الغربي المبكّر يشكل نموذجاً لقبول متأخر بنتيجة مشابهة للرئيس السوري بشار الأسد؟